Topic outline

  • حول المقياس

  • محتوى البرنامج

    مفردات المحاضرة: السداسي الخامس

    1- مدخل (بين الدلالة والمعنى ).

    2- إشكالية الدلالة بين التطور والتغيير1: الأسباب.

    3-إشكالية الدلالة بين التطور والتغيير 2: المظاهر.

    4- الدلالة اللغوية وغير اللغوية.

    05- علم الدلالة واللسانيات الحديثة 1.

    06- علم الدلالة واللسانيات الحديثة 2.

    07-الدلالة الصوتية والصرفية .

    08- الدلالة التركيبية والسياقية .

    09- نظريات دراسة المعنى 1 (التصورية ، الإشارية).

    10- نظريات دراسة المعنى 2 (السلوكية).

    11- نظريات دراسة المعنى 3 (السياقية).

    12- الحقول الدلالية في التراث العربي.

    13- نظرية الحقول الدلالية.

    14- الدلالة والتداولية (البراغماتية).

  • المحاضرة الأولى علم الدلالة

  • المحاضرة الأولى

    المحاضرة الأولى: مـــــدخـــــــل بـيــــن الــدلالـــــة والــمـعـنــــــى:

              يعرف أحمد مختار علم الدلالة بقوله " هو ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظرية المعنى "[1] فعلم الدلالة هو العلم الذي يسعى لدراسة المعنى"[2]  دراسة علمية ، فيتناول هذا العلم معاني الكلمات سواء الكلمة المفردة أو معنى الكلمة داخل التركيب، وقد ترجم علم الدلالة في الدراسات العربية لمعان كثيرة منها : علم المعنى ،علم السيمانتيك Sémantics ،فكان أن رأى بعض الباحثين أنه أي علم الدلالة يقوم بدراسة المعنى بغض النظر إن كانت الكلمة مفردة أو على مستوى الجملة والتركيب"[3] .

    1ـ مصادر الدرس الدلالي :

         يسعى علم الدلالة لتحديد مصادره من اللسانيات وقسّم دراساته إلى محاور متنوعة منها:

     -محور العلاقات الدلالية: الترادف التضاد علاقة الجزء بالكل.

     - محور الحقول الدلالية : الذي يتضمن مجموعة الألفاظ التي يجمعها حقل واحد .

    2ـ موضوع علم الدلالة:

          يتناول علم الدلالة العلامة أو الرمز الذي يقوم بإيصال معنى معيّن، تكون هذه العلامات جملا وكلمات أي علامات لغوية وقد تكون إشارات باليّد أو الرأس أو رسومات، وهي العلامات غير اللغوية على أساس حملها لمعنى معيّن، هذا المعنى  الذي يكون أداة التواصل انطلاقا من الوظيفة الأساسية للغة وهي التواصل والتبليغ، ومثال العلامات اللغوية: دخل الولد حاملاً حقيبة العلم نور والجهل ظلام، أمّا العلامات غير اللغوية نجد: إشارات المرور التي يدل اللون الأحمر منها على التوقف والرمز الخاص بالصيدلي، وعلامة السُّحب التي تدل على نزول المطر وشحوب الوجه الذي يحمل معنى المرض وغيرها من الإشارات والرموز التي تستعمل في المجتمع وتكون حاملة لمعنى معين يتواصل به من قبل الجماعة اللغوية.

    3ـ تعريف المعنى:

         مصطلح المعنى هو من أكثر المصطلحات التي اختلف في تعريفها، ويرجع ذلك إلى اختلاف اهتمامات الدارسين له وتعدد ميادين بحوثهم، بالإضافة إلى كثرة المصطلحات المستعملة في هذا المجال والمرتبطة به، ومصطلح المعنى في كلام النحويين لم يكن واحدا، ومن ذلك أنهم كانوا يقصدون به المعنى الصرفي، وأحيانا أخرى المعنى الدلالي بصفة عامة، وأحيانا ثالثة كانوا يقصدون به المعنى النحوي، أي وظيفة الكلمة في الجملة كالفاعلية والمفعولية والإضافة والواضح أن جل حديثهم الصريح عن المعنى كان بهذا القصد، ومن هذا قول ابن جني عن الإعراب إنّه " الإبانة عن المعاني بالألفاظ، ألا ترى أنك إذا سمعت: أكرم سعيد أباه وشكر سعيد أبوه ،علمت برفع أحدها ونصب الآخر الفاعل من المفعول، ولو كان الكلام شرحا واحدا لاستبهم أحدهما من صاحبه"[4].

          ويتصل بحديث النحاة أيضا عن المعنى أننا نجد تقسيما مهِّما  للدلالة عند ابن جني كذلك ، يرى فيه أن الدلالات ثلاث: لفظية كدلالة (قام) بلفظه على مصدره، وصناعية كدلالة (قام) أيضا بصيغته على الزمن الماضي، ومعنوية كدلالة معنى هذا الفعل على ضرورة وجود فاعل له وقد كان من إسهام اللغويين العرب في مجال المعنى: وضع معاجم الألفاظ ومعاجم المعاني، ودراسة اتصال معاني الألفاظ المتحدة الأصول ومحاولة  ربط  بعضها  ببعض  فيما عرف باسم  الاشتقاق الأصغر والاشتقاق الأكبر، وكذلك بحث المطابقة بين اللفظ ومعناه من حيث مناسبة كل منهما للآخر، وتفسير العلاقة أيضا بين اللفظ والمعنى بأنهاـ وهذا رأي أكثرهم- عرفية اعتباطية.

     

    4ـ الاختلاف حول تعريف المعنى:

        إن اختلاف اهتمامات الدارسين للمعنى وتعدد ميادين بحوثهم بالإضافة إلى كثرة المصطلحات المستعملة في مجال المعنى، واعتبار للمعنى وموقعه كمركز للعلوم بحيث لا يكاد يخلو علم من العلوم من دراسة المعنى أو إمكانية التخلي عنه أدت كل هذه الأسباب إلى الاختلاف وعدم الاتفاق حول تحديد معنى المعنى .



    [1] - علم الدلالة، أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة، مصر، ط 6 /2006، ص 11.

    [2] - ينظر: خليفة بوجادي، محاضرات في علم الدلالة، بيت الحكمة للنشر والتوزيع، سطيف ،الجزائر،ط1/2009،ص26.

    [3] - علم الدلالة والنظريات الحديثة، حسام البهنساوي، القاهرة، مصر، ط1، 2009، ص 46.

    [4] - الخصائص، ابن جني، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة، 1403 هـ ـ 1983، ج1 / ص35.

  • المحاضرة الثانية

     

    المحاضرة الثانية: إشـكـالــيـــة الـدلالــة بـيــن الـتـطــور والـتـغـيـيــر: الأسـبــاب

    1ـ تعريف التطوّر والتغيير الدلالي:

            هو جانب من جوانب التطوّر الذي يصيب اللغة، فقد تتعرض اللغة بجميع عناصرها إلى التغيير والتطور فاللغة ليست ساكنة"[1] ، فقد أثبتت الدراسات كون اللغة ظاهرة اجتماعية أي أنها مثل أي كائن حي تخضع لما يخضع له كائن حي في نشأته ونمّوه وتغيّره، وكل تغيير يصيب اللغة يسير وفق قاعدة أساسية تقع في مرحلتين دائماً هما:

    أ/ مرحلة التغيير أو الإبداع و التجديد.  ب /  مرحلة انتشار التغيير

           إن تطوّر الدلالة ظاهرة شائعة في كل اللغات يلمسها كل دارس لمراحل نمو اللغة وأطوارها التاريخية، وغالبا ما يكون هذا التطور في صورتين هما: إضافة مدلول جديد إلى كلمة قديمة أو كلمة جديدة إلى مدلول قديم. يقول " إن الحقيقة العلمية التي لا مراء فيها اليوم أن كل الألسنة البشرية مادامت تتداول فإنها تتطور، ومفهوم التطور هنا لا يحمل شحنة معيارية ولا إيجاباً ولا سلباً وإنما مأخوذ في معنى أنها تتغير إذ يطرأ على بعض أجزائها تبدل نسبي في الأصوات والتركيب من جهة ثم في الدلالة من جهة ولكن هذا التطور من البطئ يخفى عن الحس الفردي المباشر "[2].

              فالتغيير الدلالي ظاهرة طبيعية تلحق بالمفردة اللغوية في سياقها التداولي، حيث تنتقل اللفظة من مجال دلالي معين إلى مجال آخر تكتسب معه سمة هذا المجال.

     

    2 ـ أقسام التطور :  يقسم التطور اللغوي إلى قسمين :

    أ- تطور لاشعوري: وهو تطور يتم في كل لغة وبيئة لا يُفطن إليه إلاّ بعد المقارنة بين عصور اللغة.

    ب-التطور المقصود: وهو تطور متعمد يقوم به القائمون على اللغة والمهارة في صناعة الكلام، أو تقوم به المجامع اللغوية لأي هدف مناسب والتطور المقصود أقل أثراً في اللغات بوجه عام ولذلك نراه في الجيل الواحد من الناس ويشهده المرء خلال حياته القصيرة.

    3ـ خصائص التطور الدلالي: إن التطور الدلالي مهما كان نوعه يتميز بخواص هي:

    ـــ  يحدث من تلقاء نفسه بطريق آلي لا دخل فيه للإرادة الانسانية.

    ـــ وجود ترابط بين الدلالة القديمة والدلالة الجديدة التي انتقلت إليها الكلمة وعليه فإن تغير المعنى يجسد جانب اللفظ بصورة أساسية وموضوع تغير المعنى مرتبط بالألفاظ المرتبطة بالمعاني المتغيرة والتعبير عنها.

     4ـ أسباب تغيّر المعنى:   لعّل أهم الأسباب التي تؤدي إلى تغير المعنى ما يلي :-

    أ/ ظهور الحاجة :

                وهو أن يلجأ أبناء اللغة إلى الألفاظ القديمة ذات الدلالات المندثرة فيحيون بعضها ويطلقونه على مستحدثاتهم ملتمسين في هذا أدنى ملابسة ففي المخترعات و الاكتشافات الحديثة تشمل ألفاظاً قديمة لمعاني حديثة ولذا يتغير المعنى ، فتكون الألفاظ القديمة الصورة الجديدة الدلالة مثل :السيارة ،الجريدة، الصحيفة، الذبذبات ،فاشتقت لهذه الألفاظ دلالات جديدة تطّلبتها الحياة الجديدة و التي تتم عن طريق الهيئات و المجامع اللغوية.

     ب / التطور الاجتماعي و الثقافي:

              يظهر هذا السبب في عدة صور وهي:

    أ/ قد تكون في شكل اتفاق مجموعة  ذات ثقافة معينة على استخدام ألفاظ معينة في دلالاتها تحددها تتماشى مع الأشياء و التجارب و المفاهيم الملائمة لثقافتها أو مهنتها، قد يؤدي إلى نشوء لغة خاصة، و الاتصال بين أفراد هذه الجماعة و أفراد أخرى من المجتمع سيقضي على صعوبة  إفهام الأخرين و تعاملهم مع المدلول الجديد (الصلاة، الزكاة، الوضوء، التيمم[3]       

    ب / قد يكون في شكل استمرار استخدام اللفظ ذي المدلول القديمة و إطلاقه على المدلول الحديث للإحساس باستمرار الوظيفة رغم الاختلاف في الشكل (بيت، سفينة، كتاب) التي تطلق على الشكل الحديث بالرغم من تغيره عن القديم.

    ج/ تحظر اللغات استعمال الكلمات التي لها "إيحاءات مكروهة أو لدلالتها الصريحة على ما يستقبح ذكره و يسمى بالامساس"[4]  ، فالمصطلح البديل يكون له معنى قديم ، ممّا يؤدي إلى تغيير دلالة اللفظ ، وهو في حقيقته إبدال الكلمة الحادة بكلمة أكثر قبولاً ،وهذا التلطف هو السبب في تغير المعنى.

    3ـ الانحراف اللغوي:

          قد ينحرف مستعمل اللغة بالكلمة عن معناها إلى معنى قريب أو مشابه له، فيعد من باب المجاز ويلقى قبولاً من أبناء اللغة بسهولة.

    وقد يكون الانحراف نتيجة سوء الفهم أو الإلتباس أو الغموض (الليث يعني الأسد، العنكبوت ) ويحدث الإنحراف اللغوي عند الأطفال الذين يخلطون الألفاظ بعضا مع بعض في معانيها.

    5 ـ الإنتقال المجازي :

          وعادة ما يتم بدون قصد ودونما فجوة معجمية  ،ويصبح بمرور الوقت اللفظ معنيان، وقد يشيع  المعنى المجازي على حساب المعنى الحقيقي ويقضي عليه.

     الإبتداع :

           يعد من الأسباب الواعية لتغيرّ المعنى  وكثيرا ما يقوم به:

    أ\ الموهوبون  من أصحاب المهارة في الكلام كالشعراء و الأدباء.

    ب\ المجامع اللغة و الهيئات العلمية حين نحتاج إلى استخدام لفظ ما للتعبير عن مفهوم معين.

    *تطبيق:  مظاهر تغير المعنى: توسيع المعنى] صحيفة الهواء ،مسرح الهواء (بناء المسرح)، القرب: طلب الماء /لكل طالب هو يقرب كذا]  المرَق (الماء الذي يغلي فيه اللحم ثم يصير دسماً (الخضر المطبوخة باللحم في لغة الخليج).

    تضييق المعنى[إليك البيت التالي :

    حتى إذا وردا عيونا فوقها              غاب طوالٌ: نابت ومصرَّعُ

    الغاب: القصب ثم قيل لكل ملتف غابٌ فالقصب ينبت ملتفاً أي مجتمعاً متكاثف وقد جاء في اللسان الغابة أًجَمة القصب والأجمة هي الشجر الكثير الملتف .

    فتوسيع المعنى  يعود إلى إسقاط بعض الملامح التمييزية  للفظ  و إبقاء بعضها وتعميمها مثل الغاب :

     اللفظ : الغاب :  مكوناته الدلالية قبل التعميم :القصب+ الملتف   بعد التعميم :كل ملتف مما هو شبيه القصب   المكون الساقط :القصب، المكون المستبقى : الملتف                              البيت الشعري:

     و أغْضَت كما أغْضَيْتُ عَيْني فَعَرَّس                    على الثفنات  والجرات هجودها

    المعرِّس الذي يسير نهاره ويعرِّس أي ينزل أول الليل وقيل التعريس النزول في آخر اليل ،وقيل النزول حين كان من ليل أو نهار التعريس: النزول آخر الليل ،آخر الليل وأوله ،النزول في أي وقت. اللفظ: التعريس

    قبل التعميم: النزول + آخر الليل    بعد التعميم الأول: النزول آخر اليل وأوله.                                            بعد التعميم الثاني : النزول +أي وقت كان .  بعد التعميم الساقط: آخر الليل وأوله .                                 

    بعد التعميم المستبقى :النزول .                                                                         

    تضييق المعنى :السفير : المصلح بين القوم والرسول (مبعوث الدولة)

    انحطاط الدلالة :عِلْق :الشيء النفيس (الإنسان التافه في عامية الحجاز)

    بهلول :السيد: من يقوم بأعمال مضحكة.

     

     



    [1] - ينظر: فقه اللغة في الكتب العربية، عبده الراجحي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1988م، ص100.

    [2] - اللسانيات و أسسها المعرفية، عبد السّلام المسّدي، المطبعة العربية، تونس، ط 1986، ص38. 

    [3] - دلالة الالفاظ، ابراهيم أنيس، ص161 ـ 162.

    [4] - علم الدلالة، أحمد مختار، ص 240.

  • المحاضرة الثالثة

    المحاضرة  الثالثة إشــكـالـيــة الــدلالـــة بين التطّور و التغيير: الــمـظـاهــــــر.  

    مظاهر التطور الدلالي:

        استطاع اللغويون المحدثون بعد دراسة التطور الذي يطرأ على معاني الكلمات في لغات مختلفة أن يتبنوا هذه المظاهر لتطور الدلالة "[1]  وهي :

    1  / توسيع المعنى أو تعميم الخاص:

         يقع توسيع المعنى أو امتداده عندما يحدث الانتقال من معنى خاص إلى معنى عام، فيصبح مجال استعمال الكلمة أوسع من قبل ويسمى تعميم الخاص"[2] ، ومن أمثلته:

    -إن الطفل قد يطلق تفاحة على تفاحة والبرتقال وكرة التنس وكل شيء مستدير

    الوِرْد: بكسر الواو وسكون الراء إتيان الماء ثم صار إتيان كل شيء ورداً.

    القرب: بفتح القاف والراء طلب الماء ثم صار يقال لكل طالب هو يقرب كذا أي يطالبه.

    البأس :الحرب ثم عممت على كل شدة النجعة الغيث ثم عممت في كل طلب

    الاستحمام: الاغتسال بالماء الحميم ثم عمم على كل اغتسال بأي ماء كان.

    وفي اللهجات المعاصرة :الخالة :أخت الأم ثم عممت ،الورْد تطلق على كل زهر من أي نوع كان .

    عم :تستعمل مع كل رجل.

    2ـ تضييق المعنى أو تخصيص العام:

        ويعني تحويل الدلالة من المعنى الكلي إلى المعنى الجزئي أو تضييق مجاله أو تحديد معاني

    الكلمات و تقليلها،  فالاسم العام يطلق على طائفة خاصة ،ومن أمثلة ذلك:

    الصلاة : الأصل فيها الدعاء ثم تخصصت في معنى العبادة بشروطها وكيفياتها .                          الحج: القصد ثم تخصص إلى بيت الله الحرام في أيام معلومة وأداء شعائر محدودة.     

    السّبت: معناه الدّهر ثم خصصت بأحد أيام الأسبوع.

    العيش: الحياة ثم تخصص على المطعم والمشرب والدخل ثم تخصص ليعني نوع من الخبز.

     الدوام: الاستمرار والبقاء ثم تخصصت إلى الاستمرار في العمل لمدة محدودة.

    الطهارة: الختان،   الحريم : كل محرم ثم النساء.

    3ـ انتقال المعنى:

          ويسمّى انتقال مجال الاستعمال ومعناه انتقال مجال الدلالة لعلاقة المشابهة بين المدلولين ،أي على سبيل الاستعارة وهو يبدو في الكلمات التي انتقلت من معناها إلى معنى آخر يشبهه[3]، ومن ذلك أجزاء جسم الانسان التي انتقلت إلى:عين الإبرة، عنق الزجاجة، عين الحقيقة، رأس الشارع، قلب المعركة، ظهر الأرض، رجل الكرسي.

    وكذلك من جسم الحيوان: جناح الطائرة، ذيل الصفحة، ذيل الفستان.

    ومن النبّات: فرع الأسرة، جذور المشكلة، شجرة النسب.

    الفرق بين النوعين الأول و الثاني هو كون المعنى القديم أوسع أو أضيق من المعنى الجديد في النوعين السابقين بوكونه مساوياً له في النوع الحالي.

    السفرة: الزاد الذي يضع للمسافر والآن معناها المائدة وما عليها من الطعام.

    طول اليد: كناية على السخاء والآن على السارق.

    ومن نماذجه أيضاً استخدام الكلمات ذات المعاني المادية للدلالة على المعاني المجردة مثل : جسّم المشكلة ،عقّد المناقشة .

    أو انتقال المعنى لعلاقة غير المشابهة مثل: القهوة (المكان)، الشتاء على المطر، التلفزيون.

      رقي الدلالة:

             بحيث يكون للفظ مدلولاً معينا في أحد العصور ثم تتغير هذه الدلالة لتشمل مدلولاً أقوى وأرقى من المدلول الأول[4] فمثلا كلمة القماش التي كانت تدل على ما تناثر من متاع البيت وما يكون على وجه الأرض من فتات الأشياء ثم ارتقت لتطلق على الحرير و القطن ، وفي الخليج تطلق على معنى أرقى وهو أصغر اللؤلؤ.

    الطائرة: كانت تطلق على كل مؤنث له جناحين يستطيع أن يطير ولو كان ذبابة والطائرة الآن مركب آلي مجنح.

    العربة: يجرّها الحصان وتنقل الأمتعة الآن هي أحدث وأفخم أنواع السيارات .

    5  ـ انحدار الدلالة:

    وهذا المظهر عكس مظهر رقي الدلالة وذلك بأن يكون للكلمة معنى قوي فَيَضْعَفْ أو معنى راق فينحدر[5] مثل: القتل: كانت تدل على ازهاق الروح أي ارتكاب جريمة القتل ثم أصبح معناها الضرب أو الصفع.

    الحاجب: كان يطلق على المنصور بن أبي عامر الذي كان بمثابة رئيس الديوان في الأندلس ق 4 هـ والآن يقال حاجب المحكمة، حاجب المدير.

    السّاعي: كان لقباً لمن يقوم على جمع الصدقات فهو أشبه بمدير مصلحة الضرائب في عصرنا والأن هو العامل الذي يسعى بين مكاتب الموظفين في نقل الأوراق وتسليم البريد.

     المبالغة:

           اعتبر أولمان المبالغة من أشكال تغيّر المعنى، وعدّها مسؤولة عن تلك الشعارات المذهبية والاصطلاحات الخادعة التي تستغلها أجهزة الدعاية أسوء استغلال حتى أنها لا تلبث إلى أن تؤدي عكس المقصود منها كما في نحو قولك هو سعيد بشكل مخيف وزائغ بكل بساطة ومثل هذه التعبيرات سرعان ما تفقد قوة التعبير فيها حتى تصبح مبتذلة وتخلفها تعبيرات أخرى.

     

    [1] - طريقة التغيير الدلالي، د/سالم الخماش، ص 09.

     

     



    [1] - دلالة الالفاظ ابراهيم أنيس، ص152 الى ص167.

    [2] - علم الدلالة، احمد مختار، ص 243.

    [3] - دلالة الألفاظ، ابراهيم أنيس، ص 160.

    [4] - ينظر: دلالة الألفاظ ، ابراهيم أنيس، ص 160.

    [5] - طريقة التغيير الدلالي، د/سالم الخماش، ص 09.

  • المحاضرة الرابعة

      المحاضرة الرابعة:  الــدلالـــة اللـغـويــة والــدلالــة غـيــر اللـغـويــة:

           إن أشهر من اشتغل بدراسة الدلالة اللغوية هو "فرديناند دوسوسيير" الذي كان له فضل كبير في تأسيس المدرسة الاجتماعية في الدراسات اللغوية التي بناها على أساس نظرية    "دوركايم" الاجتماعية التي ترى أن اللغة ظاهرة اجتماعية.

    1ـ تعريف الدلالة اللغوية:

          "هي كل ما يمكن أن يتصل به بين أفراد الجماعات اللغوية داخل المجتمع باستعمال اللغة، أي أنها تقتصر على اللفظ والمعنى، فاللغة ماهي إلاّ علاقات تربط دالاً بمدلوله ضمن شبكة تنظيمية"[1]، ذلك أن الدال لا يحمل دلالته في ذاته إنما منبع الدلالة هو تلك التقابلات الثنائية التي تتم على مستوى الرصيد اللغوي.

    2ـ مفهوم العلامة اللغوية : 

         إن الكلمة عند دوسوسيير هي عبارة عن علامة لغوية فاللغة نسق من العلامات والعلامة تربط بين تصور ذهني و صورة سمعية، وقد أشار إلى الطبيعة النفسية للتصور Conceptوالصورة السمعية،Image acoustique" ، فالصورة السمعية عبارة عن أثر نفسي للمتوالية الصوتية المتحققة شفوياً أو خطياً، فالعلامة اللغوية وحدة  نفسية ذات وجهين: المدلول (التصور) وصورة سمعية  Signifié ) (الدال). 

    3ـ العلاقة بين اللفظ والمعنى: الدال والمدلول.

         اعتبر سوسيور العلاقة بينهما اعتباطية، فالمتوالية الصوتية أخت لا يوجد مسوغ ارتباطها بالمدلول أخت ، فاللغات تختلف في نعت هذا التصور .

    ـ في حين اعتبرها بنفنيست ضرورية فتصور الثور يماثل كليا المتوالية الصوتية الدالة عليه .

    وأكد هلمسليف فكرة العلاقة الضرورية بين الدال والمدلول وأطلق مصطلح العبارة (الدال) ووجود المحتوى المدلول

    ـ يلمسليف والعلامة اللغوية: وسع يلملسيف أفكار سوسير بخصوص العلامة وهي:

    المادة الصوتية: هي تلك المعطيات اللغوية التي لا صورة لها.

    مادة المحتوى: الفكر غير المتشكل والذي لا حدود له، وتخضع اللغات هذه المادة الفكرية لصور تنتج عنها ماهية دلالية.

    4ـ شروط العلامة اللغوية:

       تقتضي العلامة اللسانية حسب سوسيير توفر ثلاثة  شروط:

    أ / أن تكون العلامة اللسانية دالة على معنى .

     ب /أن تكون مستعملة في نظام يفهمها مجتمع.

    جـ /  أن تنتمي إلى نظام من العلامات اللغوية.

    2/ الدلالة غير اللغوية:

            يعرف اللسانيون الدلالة غير اللغوية "هي كل ما يمكن أن نتصل به مع الآخرين دون استعمال اللغة اللفظية مثل: سيارات الأمن، صفارات حكم مباراة، وقد تخص علماء الدلالة هذا بما عرف بالسييوطيقا بدراستها"[2] .

    2ــ1 ـ الفرق بين الدلالة اللغوية والدلالة غير اللغوية:

           إذا كانت اللسانيات تتخذ اللغات الطبيعية موضوعاً لها، فإن السيميولوجيا تتجاوز هذا إلى دراسة مختلف العلامات داخل الحقل الاجتماعي سواء كانت هذه العلامات لغوية أو لغوية.

    تتميز العلامة غير اللسانية عن العلامة اللسانية بكون معنى الأولى ينحصر في وظيفتها الاجتماعية، هذه الوظيفة مشروطة بالاستعمال لتعبر عن شيء متداول فالدَّل اللغوي دالته بين الدال والمدلول والدليل غير اللغوي دالته بين الرموز والإشارات.

    2 ـ2   بيرس والعلامة غير اللغوية:

         تقوم العلامة حسب بيرس مقام "الموضوع" وتشير في ذهن المتلقي علامة ثانية هو المؤول والتي تحيل إلى العلامة الموضوع المؤول العلامة فهي ثلاثية.

    إن علم الدلالة يبحث في آليات انتقال المعنى المحمول على العلامة اللسانية في مستويات اللسان المختلفة وفي السياقات المختلفة ذلك أن اللسان هو الحامل الأول للمعنى والأكثر فاعلية في اقامة التواصل الذي يعد الوظيفة الأولى له، على أساس أن المعنى يحمل على أنظمة مختلفة كلها تقيم التواصل بشكل ما.

    4ـ تصنيف العلامات:

    المؤشر: هو الذي يحيل إلى معنى معين من غير قصد التبليغ كدلالة ارتفاع درجة الحرارة على الحمى، أو دلالة اصفرار النبات على عطشه أو مرضه

    الرمز: هو ما أحال على المعنى قصداً وكانت بينه وبين معناه علاقة ما كرمز الصيدلية أو العدالة أو اشارات المرور.

    الدليل: هو ما أحال على معنى معين تواضعاً من غير وجود علاقة بينه وبين معناه مثل ألفاظ اللغة.

    ملاحظة: يختلف الدليل والرمز عن المؤشر بوجود نيّة في التبليغ وغيابهما فيه.تنقسم إلى علامات لغوية وعلامات غير لغوية  .

    تشكل الأخيرة مجال الدراسة في علم السيمولوجيا فيما تعد الأولى موضوع علم الدلالة ،ومن هنا تتحد العلاقة بين العلمين(ع لغ جزء من).

     

     



    [1] - علم الدلالة، أحمد مختار عمر، ص 36.

    [2] - دروس في السيميائيات، حنون مبارك، دار توبقال للنشر، ط 1987 ، المغرب، ص 34.

  • المحاضرة الخامسة

     

    المحاضرة الخامسة: عـــلــــم الــدلالــــة واللـســانيــات الـحــديثـــة:

        حظيت مباحث المعنى باهتمام المشتغلين على اللغة منذ العصور القديمة، إلاّ أن دراسة المعنى وفق منظور لساني يقوم على مبادئ علمية دقيقة فحديث الظهور ذلك أن جلّ الدراسات تعتبر الباحث الفرنسي ميشال بريال المؤسس الأول لعلم الدلالة الحديث.

    1ـ علم اللغة الحديث ودراسة المعنى:

          إن التأثير الكبير الذي أحدثه ميشال بريال كان بمثابة الموجة إلى قضية هامة تعنى بالمعنى هي السيمانتيك وتجلت أعمال اللسانين المحدثين فيما يلي:

    ـ أوجدن وريتشارد: ألف كتاب "معنى المعنى" في سنة 1923 حددا فيه مقومات العلامة اللغوية من خلال.

    Signifié  المثلث الآتي: التصور أو المدلول

      Signifiant الدال               Référent المرجع أو الشيء

    كما حاولا في كتابهما أن يضعا نظرية للعلامات والرموز وكان لهذا الكتاب أثراً كبيراً لدى اللغويين الأمريكيين. – أولمان: اعتمد في كتابه " دور الكلمة في اللغة " على مثلث أوجدن وريتشارد عند تعريفه للمعنى وبيانه لطبيعة الدلالة، والعلامة عنده مكونة من دال ومدلول ،كما ألف أيضاً "أسس علم المعنى" "المعنى والأسلوب"[1]

    -  فرديناند دوسوير:

            على رأس من اشتهر بدراسة الدلالة اللغوية المكونة من دال ومدلول ، واعتبر العلاقة بينهما اعتباطية فلا يمكن بأي حال من الأحوال التعرف على المعنى من خلال الايحاءات الصوتية ولا يتم ذلك إلاّ عن طريق الاتفاق العرفي المتعارف عليه بين أبناء الجماعة اللغوية وهي تخلق بين فكرة وصورة سمعية.

    ـأدولف نورين: كتب كتاب" لغتنا" خصص فيه قسماً كبيراً لدراسة المعنى التي قسمها إلى قسمين:

    أ-الدراسة الوصفية عالج فيها نماذج مختلفة من السويدلية  الحديثة"[2].

    ب- الدراسة الإيتومولوجية للمعنى التي تعالج تطوره التاريخي.

      ـ بلوم فيلد إن بدايات الدلالة في العالم الأمريكي حققت نجاحاً على يد الأنثروبولوجيين والسيكولوجيين أكثر منها على يد اللغويين المتخصصين، وقد وجد في أعمال بلوم فليد وأتباعه ميل واضح ضد المعنى، فقد كان رأيه أن دراسة المعنى هي أضعف نقطة في الدراسة اللغوية وقد أصدر حكمه بأن " إن دراسة المعنى المعجمي، وبالتالي فإن السيمانتيك تعد خارج المجال الواقعي لعلم اللغة. "وبالتالي إهمال المعنى واعتبار الخصائص الشكلية للغة جوهر اللغة وأساس فكرة بلوم فليد هذه إيمانه بالسلوكية التي تركز على الأحداث الممكن ملاحظتها.

    ــ بلوم فيلد وإدراك الخطأ:

          تنبه بعد سنوات طويلة من إهماله للمعنى إلى خطأ فهمه لذلك، وقد خص مبحث المعنى بفصل مستقل في كتابه اللغة ليشير إلى أن مجال المعنى مرتبط بالمثيرات المقامية ،حيث قدم دراسة منهجية لدراسة المعنى وأن دراسة اللغة لا تقوم بدون دراسة المعنى لأن الأصوات ليست عديمة المعنى.

    ـ تشو مسكي:

         على الرغم من أن  تشو مسكي قد تبنى فكرة إبعاد المعنى فلم يخصص له أي حيز في نموذجه النحوي الأول سنة 1957 أي أنه أهمل النسق الدلالي إلاّ أنه تدارك ذلك خاصة بعد الاسهامات التي قام بها العالمان كاتز و فودور ،وأعاد الاعتبار للوظيفة الدلالية للتركيب أي ما عرف عنده: البنية السطحية والبنية العميقة فهي التي تنطوي على التمثيل الدلالي الذي يتحول إلى بنية سطحية"[3] .

    2ـالعلاقة بين الدال والمدلول وأسس الدرس اللساني الحديث:

          الاعتباطية مثلها دوسوسيير ومعناها لا وجود لعلة تجمع بين الدال والمدلول، ومعيار الاعتباطية في العلاقة الدلالية المعتمد في النظام اللغوي تتحدد على أساسه العملية  البلاغية التواصلية، فكلما تحققت هذه العلاقة بكثافة  في  لغة الخطاب كلما  بلغ الجهاز البلاغي منتهاه  فالدلالة تكون  قابلة للاتساع كلما كانت العلة مختفية غير معروفة ذلك على أساس العلاقة غير المعللة التي تربط اللفظ بالمعنى.

     3ـ ارتباط الدال بالمحتوى الفكري:   يقول مازن الوعر في صدد تقديمه لكتاب علم الدلالة لبيار جيرو: "إذا كانت الصوتيات واللغويات تدرسان المعاني التي يمكن أن يعبر عنها من خلال البنى الصوتية والتركيبية "[4]  أي أن علم الدلالة تهتم بالصورة المفهومية باعتبار أنه لا علاقة مباشرة بين الاسم و مسماه و إنّما العلاقة المباشرة تربط الدال بالمحتوى الفكري الذي في الذهن.

    4 ـ مميزات البحث الدلالي: يتميز البحث الدلالي عن اللسانيات بعمق الدراسة في معنى الكلمات والتراكيب متخذاً في ذلك منهجاً خاصاً يتوخى المعيارية في اللغة والكلام والعلوم إذ "اختلفت في المنهج تباينت في الهوية وقوام العلوم ليست فحسب مواضيعها بحثها وإنّما سيتقيم الغلم بموضوع ومنهج "[5] وتبعاً لذلك اتسع نطاق البحث الدلالي.

     

     

     



    [1] -  علم الدلالة، أحمد مختار عمر، ص 24،25  .

    [2] - علم الدلالة، أحمد مختار عمر، ص24.

    [3] - المصدر نفسه، ص 25.

    [4] - علم الدلالة، بيار جيرو، تر: منذر عياشي، تقديم مازن الوعر، دار طلاس للنشر و الترجمة، ط 1988، ص44.

    [5] -  دلالة الألفاظ ، ابراهيم أنيس، ص 46.

  • الدلالة السيمائيات

    الدلالة والسيمائيات:

           إن الانسان علامة وما يحيط به علامة، وما ينتجه علامة، وما يتداوله هو أيضا علامة والخلاصة أنه لا شيء يفلت من سلطان العلامة، فالعلامة هي عنصر داخلي يصور نضرة شاملة يتناول الانسان كتجربة متعددة الأبعاد: إنه منتج للدلالة ومروج لها وأول ضحاياها.

    1ـ العلامة عند بيرس:

    إن العلامة عند بيرس تشتغل وفق مبادئ هي:

    مبدأ الثلاثية ومبدأ الاحالة ف الماثول représenta men يحيل على موضوع objet عبر

    مؤول[1]" interprétant  " مثال سيارة : تتكون من ماثول هو سلسلة الأصوات من" س ي ا ر ة " ومن موضوع وهو ما تحيل عليه السيارة باعتباره في ذاته قاعدة و للإحالة.

    1/تعريف السيمياء:

         أـ لغة:

              "السومة والسيماء: علامة وسوم الفر: جعل عليه علامة والسومة بالضم العلامية يجعل على الشاه وفي الحرب أيضا والخيل المسومة بالضم علامة يجعل على الشاة وفي الحرب أيضا والخيل المسومة هي التي عليها السمة وقال ابن الأعرابي : السيم العلامات على صفوف الغنيم.

        بـ ـ اصطلاحا:

             علم يدرس العلامة وحياتها داخل الحياة الاجتماعية فالسيمائية علم يدرس كل أنساق العلامات التي بفضلها يتم التواصل بين الناس سواء كانت علامات لغوية أو غير لغوية.

    ـ موضوع السيمياء:

            موضوع السيميائية هو العلامات وأنساقها لأن السيميائية انطلقت أساسا من مشروع دوسوسير دراسة العلامات في كنف المجتمع.

    تقسيم بيرس للعلامة[2]:

    يقسم بيرس العلامة تقسيما ثلاثيا وذلك كالآتي:

    أ / الماثول: هو الشكل الذي تتخذه الاشارة ويعرفه بيرس بقوله إن العلامة أو الماثول هي شيء يعوض بالنسبة لشخص ما شيئا ما بأية صفة وبأية طريقة." [3]. فالماثول هو لا يقوم إلا بالتمثيل ويستفاد من هذا أن الماثول ليس واقعة لسانية بالضرورة ويحل محل شيء آخر وأداة للتمثيل فهو المعرفة المفترضة من خلال وجود باث ومتلق قطعة من ورق أحمر هي ماثول كعينة لعلبة صاغة (موضوع) إن نمط اشتغال ماثول مالا يحدده سوى الموقع الذي يحتله داخل نسق سيميائي ما وهو قريب من مفهوم الدال ف: ش ج ر ة ماثول نشر إلى الشجرة الأصل

    ب/الموضوع: هو ما يقوم الماثول بتمثيله ولا يشتغل إلا إذا نظر إليه على أنه علامة ويعرفه بيرس على أنه : العلامة التي تفرضها العلامة لكي تأتي بمعلومات إضافية تخص هذا الموضوع"[4]. فهو أولا : المعادل الرمزي المفهومي الذي يحيل عليه الماثول ثم ما تضيف عليه السياقات الثقافية والسيرورات المعرفية من معلومات ومعارف فلقطة كتاب تشير إلى ذلك الشيء المعين

    ج/المؤول: هو الرابط أو القانون الذي يحكم أو ينظم إحالة الماثول على الموضوع "إنه هو الذي يحدد للعلامة صحتها ويضعها للتداول كواقعة ابلاغية"[5]

    السيميولوجيا عند دوسوسير:

                    ما يمكن تأكيده من خلال محاضراته أنه لم يتناول هذا العلم الذي اصطلح عليه اسم سيميولوجيا بالدراسة ولم يضع له قوانين إنما أشار إليه اشارة جوهرية، حيث كان يبحث عن موقع اللغة بين الحقائق البشرية واعتبرها منظومة من العلاقات التي تعبر عن فكر ما وعليه فالسيميولوجيا عند دسوسير تعني بعموم العلامات في نطاق المجتمع ويبدو التأثير السيكولوجي واضحا في نظريته.

    العلامة عند سوسير: يعتبر سوسير العلامة كيانا نفسيا ثنائي المبني يتكون من دال الصورة الصوتية والمدلول الصورة السمعية يرتبطان فيها بينهما ارتباطا وثيقا وقويا لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر لأن انتقاء أحدهما يؤدي إلى انتقاء العلامة.

    السيموطيقا عند بيرس:

           هي نشاط معرفي تهتم بكل ما تنتجه التجربة الانسانية عبر مجمل لغاتها فالكون ذاته ليس لذلك إلا في حدود استقالة كعلامة فالإنسان علامة وما يحيط به هو علاة وما ينتجه هو علامة

    والخلاصة لا شيء يفلت من سلطان العلامة.

    الدال          الرمز            الممثل (أحمر)              العلامة (الخطر)

    وانطلاقا من التقسيم الثلاثي بالنسبة لبيرس فالممثل يدل على الموضوع انطلاقا من العملية الربطية التي تقوم بها العلامة المؤول وهي علامة تتجسد بمثابة الفكر في محاولة تفسير معالم الأشياء.

    تعريف السيموز:

             هو الفعل المؤدي إل انتاج الدلالات وتداولها أي مبرورة يشتغل من خلالها شيء ما باعتبار علامة أو هو الوظيفة السيميائية وقد كان شارل سندرس بيرس أول من أدخل مفهوم السيموز إلى ميدان السيميائيات وهو في نظره : "سيرورة يشتغل من خلالها شيء ما كعلامة تستدعي ثلاثة عناصر هي ما يكون العلامة ويضمن استمرارها في الوجود والاشتعال  عنصر واحد يقوم بالتمثيل (ماثول) وآخر يشكل موضوع التمثيل (موضوع)وثالث وسيط بين الاثنين وهو ما يقود إلى الامتلاك الفكري للتجربة الانسانية في مظهرها الصافي"[6]   فانتاج الدلالة يستدعي حضور العناصر الثلاثة داخل سلسلة من الاحالات مثال  شجرة :

    1ـ أداة تمثيل هي متوالية صوتية  2ـ شيء ما موضوع للتمثيل : سواء كان موضوع للتداول أو متخيلا أو واقعيا

    3ـ العالم الذهني الفكر الذي يربط رمزيا بين الموضوع وأداة التمثيل

    السيمياء ومعنى النص:

            تبحث السيميائية عن المعنى من خلال بنية الاختلاف والشكل والبنى الدالة وهي بذلك لا تهتم بمن قال النص أو بالنص في حد ذاته وإنما اهتمامها منصب حول اشكالية كيف قال النص من قاله ومن أجل ذلك يفكك النص وياد تركيبه من جديد لمتحدد ثوابته البنيوية وتعتمد على المبادئ التالية:

        أ/التحليل المحايث: يعني اقصاء كل الظروف الخارجية كظروف النص أو المؤلف والتركيز على ايجاد الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين العدالة فالمعنى يجب أن ينظر إليه على أنه أثر ناتج عن شبكة من العلاقات الرابطة بين العناصر

        ب/التحليل البنيوي: إن ادراك المعنى يقتضي وجود نظام مبني على مجموعة من العلاقات فعناصر النص لا دلالة لها إلا عبر شبكة العلاقات القائمة بينها وعليه يستوجب التحليل البنيوي الدراسة الوصفية الداخلية للنص ومقاربة شكل المضمون.

        ج/ تحليل الخطاب: إذ كانت اللسانيات البنيوية تهتم بدراسة الجملة انطلاقا من مجموعة من

    المستويات المنهجية حيث تبدأ بأصغر وحدة وهي الصوت لتنتقل إلى أكثر وحدة لغوية وهي الجملة "فإن السيميائية تتجاوز الجملة إلى تحليل الخطاب"[7] .

    الدلالة والسيميوز: لا توجد الدلالة خارج العلامات فهي تتسرب عبر الأدوات التمثيل والمعنى لا يوجد خارج اللغة، إنه مبثوث في فعل الابلاغ والكلام والانتاج وما دام الشيء في حد ذاته علامة فلن يكون مجديا لبحث عن إحالة خارج  ما يرسمه الفكر أي خارج ما ترسمه العلامات داخل نسيج السيموز.

    وفعل العلامة مرتبط بنشاطين مختلفين ومتكاملين هما:

    أ/  الأول مرتبط بفعل انتاج الدلالة في مستواها التقريري الحرفي فالطابع الموضوع للمعنى يتجدد من خلال ما يشير ويمثل عليه العلامة فهي لا تتجاوز ما هو معطي (ما يخص معنى العلامة ومعنى النص ) فهو أساس تبنى عليه مجمل المعارف التي تنتجها حركة الاحالات اللاحقة.

    ب/الثاني يحيل الممثل إل موضوع جديد من الدلالات التي ليست معطى مباشر بل تشير إلى تجربة ضمنية وتدخل من خلالها الذات المؤولة لعنصر أساسي في عملية انتاج الدلالات المؤولة. 

    الفرق بين العلامة عند دوسوسيير و العلامة عند بيرس:

    سوسير                                                                                   بيرس                    

    -أصلا لسانيا للنظرية السيميائية                                                  أصلا منطقيا لها

    الدال هو الرمز                                                                     الرمز هو الممثل

    المدلول                                                                              المؤول

                                                                                          الموضوع

    مبنى ثنائي                                                                            مبنى ثلاثي

        العلامة لغوية                                                        العلامة لغوية و غير لغوية 

          نشأت السيمياء والدلالة واللسانيات من خلال تطور الفكر حول المعنى بحيث كان الحث عن المعنى وفي المعنى متضمنا في البحث اللساني ونضمن ذلك أيضا محتوى البحث     السيميائي وذلك حول تبرير اتباع المعنى.

    *الدلالة والسيميوز: لا توجد الدلالة خارج العلامات فهي تتسرب عبر الأدوات التمثيل والمعنى لا يوجد خارج اللغة، إنه مبثوث في فعل الابلاغ والكلام والانتاج وما دام الشيء في حد ذاته علامة فلن يكون مجديا لبحث عن إحالة خارج  ما يرسمه الفكر أي خارج ما ترسمه العلامات داخل نسيج السيموز.

    وفعل العلامة مرتبط بنشاطين مختلفين ومتكاملين هما:

    أ/الأول مرتبط بفعل انتاج الدلالة في مستواها التقريري الجرفي فالطابع الموضوع للمعنى يتجدد من خلال ما يشير ويمثل عليه العلامة فهي لا تتجاوز ما هو معطي (ما يخص معنى العلامة ومعنى النص ) فهو أساس تبنى عليه مجمل المعارف التي تنتجها حركة الاحالات اللاحقة.

    ب/الثاني يحيل الممثل إل موضوع جديد من الدلالات التي ليست معطى مباشر بل" تشير إلى تجربة ضمنية وتدخل من خلالها الذات المؤولة لعنصر أساسي في عملية انتاج الدلالات المؤولة." [8]

    أمبراطوايكو umbertoeco: سيميائي ورائي ايطالي من المساهمين الكبار في تطور مجال السيميائيات وتأويل مختلف الأنظمة الدالة.

    -----------------------------



    [1] - دروس في السيميائيات، مبارك، دار توبقال للنشر، ط1 ، 1987، ص63.

     [2] - المرجع نفسه، ص64.

    [3] - السيميائية مفاهيمها و تطبيقاتها، سعيد بنكراد، ص 98.

    [4] - السيميائية مفاهيمها و تطبيقاتها، سعيد بنكراد، ص 98.

    [5] - المرجع نفسه، ص 99.

    [6] - السيميائية، اصولها و مفاهيمها، سعيد بنكراد، ص 99.

    [7] - المرجع نفسه، ص 99.

    [8] -   - أفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، محمود أحمد نحلة، دار المعرفة الجامعية الاسكندرية، 2002، ص12.

  • الدلالة و التأويل

    الدلالة والتأويل:    

    مما لا شك فيه أن تحليل الخطاب بالضرورة هو تحليل للغة في الاستعمال و لأن الخطاب ينقسم إلى معنى ظاهر و معنى خفي، كانت بالضرورة تلزم العلماء للاهتمام بهذا الجانب للوصول إلى قصد المتكلم أو المخاطب من خلال ظاهرة التأويل، ، و التي نالت الاهتمام الواسع من طرف علماء اللغة، و ذلك لأن الخطاب هو ملاذ كل مخاطِب، و الذي يصب فيه أفكاره و رؤاه في أبعاده المختلفة: الثقافية و الاجتماعية...و لا يتم ذلك إلا بمحاولة لفك الرموز التي تنغلق على ذاتها، و تبتلع مفاتيحها، و مع هذا الانغلاق تغيب ذات المخاطب لتظهر ذات المخَاطَب الذي توكل له مهمة الإبحار عبر عوالم هذا الخطاب، و كسر أقفاله، و محاولة الولوج إلى أعماقه بما يسمى التأويل  و الذي يؤول إلى بيان المعنى و القصد من مراد المخاطِب، و هذا لا يتم إلا من خلال معرفة السياق.

     

    و مهما يكن من أمر فإن إشكالية التأويل و علاقتها بالسياق على اختلاف اتجاهاتها، أي من حيث النظريات التي تطرقت إليها، فإنها تعد اللبنة الأساسية لكل خطاب،

    مفهوم التأويل:

         أ/لغة: جاءت بمعنى الرجوع مصدره أول: الرجوع إلى الشيء يؤول أولا و مآلا: رجع، و أول إليه الشيء: رجعه، آلت عن الشيء: ارتددت"لسان العرب، ابن منظور،ج1/ص132                                                               . فالدلالة التي تحملها كلمة «التأويل » هي الرجوع و التغيير.

         ب/اصطلاحا: نال التأويل اهتمام جميع المفسرين و الفقهاء و المتكلمين و الفلاسفة إلى غاية الأدباء و النقاد، ولكن ارتبط مفهوم التأويل عند الأصوليين بالمجاز مثلما هو عند الفلاسفة من أمثال ابن الرشد: "هو اخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز ومن سمية الشيء بشبيهة أو غير ذلك من الأشياء التي عددت في تعريف أصناف الكلام المجازي." الخطاب و التأويل، المركز الثقافي، زيد أبو حامد، الدار البيضاء، المغرب الأقصى، بيروت، لبنان، ط1، 2000 ص ، 64. فالتأويل ليس بالشيء الجديد على الثقافة العربية الاسلامية فقد وردت كلمة تأويل في القرآن الكريم ابتغاء تأويله ولم يفرق القدماء ابتداء بين التفسير والتأويل ووصفهما بأنهما مترادفين فالتفسير يأخذ بظاهر النص والتأويل يأخذ بما وراء النص.

    التأويل على أنواع:

      التأويل القريب: لا يحتاج إلى قرينة التأويل البعيد: لا بد أن يقترن بقرينة ما ليصبح راجحا

    التأويل عند المحدثين:

              ربط بول ريكو و "امبرايطو ايكو"  التأويل بالنص وذلك عن طريق القراءة المتعددة و الفهم المختلف، لأن كل قارئ لنص ما يمكن أن يحدد معنى للنص الذي قرأه بخلاف غيره الذي قدم قراءة مغايرة لما قرأه الأول، حيث يقول : « التأويل هو فن تأويل النصوص في سياق مخالف مؤلفيها و جمهورها الأول، يهدف اكتشاف أبعاد جديدة و بالإضافة إلى إشارة العرب إلى علاقة التأويل بالاستعارة، نجد هذا جليا عند الغربيين الذين يؤكدون أن التأويل يرتبط بالعلاقات السيميائية والسياق هو الذي يحدد المعنى من خلال الوضع اللغوي والثقافي للمتلقي فالتأويل مرتبط بالنص. كما برز التأويل الاستعاري الذي يستند إلى المؤوّلات أي إلى وظائف سيميائية نصف مضمونها وظائف سيميائية"

    ---------------------------------

     

  • Topic 10