لا طالما شكلت منهجية البحث التوثيقي هاجسا علميا ومعرفيا لدى الطلبة الجامعيين وهذا نظرا لما يكتسيه هذا الجانب من أهمية في خطوات البحث العلمي ، وعلى هذا الأساس فهذا المقياس هو  بمثابة دليل علمي توصلنا إلى إعداده من خلال تجاربنا مع مذكرات تخرج الطلبة الباحثين في ميدان علوم الإعلام والاتصال، باعتباره انشغال يؤرق الطلبة المقبلين على التخرج في الأطوار الثلاث ( ليسانس ، ماستر ، دكتوراه ) .

فمن خلال تعمقنا في فضاءات البحث العلمي واحتكاكنا مع الزملاء الباحثين من جهة والطلبة الجامعيين من جهة أخرى واطلاعنا على الصعوبات التي تواجه الطالب على وجه الخصوص في عملية توثيق البحوث والمذكرات العلمية ، كل هذا كان بمثابة دافع ومحرك أساسي لبناء محاضرات هذا المقياس وهذا من أجل الاستفادة من مضمون الأعمال المنجزة وعدم تضييع الوقت في الجوانب الشكلية التي لاطالما يؤكد عليها الأساتذة المشاركون في لجان مناقشة مذكرات الليسانس والماستر وحتى الدكتوراه .

ولهذا، سنحاول من خلال هذا المقياس  الإجابة عن الأسئلة المتكررة  من طرف الكثير من الطلبة فيما يخص التوثيق العلمي للبحوث والمذكرات الأكاديمية، وذلك بإتباع طرق علمية منهجية في استخدام المراجع في مجال البحث العلمي.

فالطالب الباحث أثناء إنجازه لمذكرته مجبر على استخدام مصادر ومراجع متعددة من حيث نوع الحامل وطبيعته فهو يتنقل بين الكتاب الأصلي والكتاب المترم والمقالات بأنواعها والمنشورات والمذكرات والمقابلات  والملفات السمعية والسمعية البصرية والإلكترونية  ، فأمام هذا الزخم الهائل في أنواع المصادر والمراجع كيف يمكن للطالب الباحث أن يوثق بحثه العلمي ؟ وما هي أهم طرق الاستخدام المعمول بها من طرف المتخصصين في عملية التوثيق العلمي ؟