تعريفه: المفعولُ المطلَقُ مَصدرٌ يُذكرُ بعد فعلٍ من لفظهِ، ويعمل فيه فعله، أو شبهه.

مثل: أُقدِّر الأصدقاءَ تَقَدِيرًا عظيما.

فتقديرا: مفعول مطلق منصوب، العامل فيه فعله وهو: أُقدِّر.

·       ويأتي المفعول المطلق نكرة كما في قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا

·       أو معرفا بأل مثل قوله تعالى: ﴿فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾.

·       أو معرفا بالإضافة مثل قوله تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ﴾.

·       وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا﴾.

أنواعه:

1.     تأكيد الفعل: كما في قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾، وتكليما مفعول مطلق للفعل كلم، وقد جاء مؤكدا حدوثه.

ومنه قوله تعالى: ﴿إِذَا رُجَّت الأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّت الِجبَالُ بَسًّا﴾، وقوله تعالى: ﴿كلَاَّ إذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾.

2.     بيان نوع الفعل: مثل: تفوق المتسابق تفوقا كبيرا.

فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا".

ومنه قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾.

3.     بيان عدد الفعل: مثل: ركعت ركعةً، وسجدت سجدتين. "فركعة، وسجدتين" كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل، فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين، وكلاهما مصدر اسم مرة.

ومنه قوله تعالى: ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾.

4.     بَدَلاً من التلفُّظِ بفعلهِ: مثل: صَبراً على الشدائد، وما يُذكرُ بدلاً من فعلهِ لا يُرادُ به تأكيدٌ ولا بيان عددٍ أو نوع، ومنه "إيماناً لا كُفْراً"، ونحو "سَمعاً وطاعةً"، إذِ المعنى "آمِنْ ولا تكْفُرْ، وأَسْمعُ وأُطيعُ".

العامل في المفعول المطلق: يعمل في المفعول المطلق كل من الآتي:

1.     الفعل وهو الأصل. مثل: أَحْتَرمُ أصدقائي احتراما عظيما.

2.     المصدر: كقوله تعالى: ﴿ِإنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا﴾.

فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر: جزاؤكم.

3.     اسم الفاعل: كقوله تعالى: ﴿وَالصَّافَّاتُ صَفًّا﴾.

صفا: مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل: الصَّافَّات.

4.     الصفة المشبهة: مثل: هذا قَبِيحٌ قُبْحًا شدِيدًا.

قبحا: مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة: قبيح.

5 ـ اسم التفضيل: مثل: عليّ أَشْجَعُهم شَجاعةً. ومحمد أكرَمُهمْ كَرَمًا.

فشجاعة، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل: أشجعهم في المثال الأول، وأكرمهم في الثاني.

نائب المفعول المطلق:

وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده، أو لتبين نوعه، أو مرادفه، أو صفته، أو عدده، وغيرها من الأنواع الأخرى، ولكنها غير مشتقة من لفظه، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق، ولها أحكامه، فهي منصوبة مثله.

1.     مرادف المفعول المطلق: مثل: ووقفت نهوضا. المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو: وقوفا. ومنه قوله تعالى: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾.

2.     اسم المصدر: واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي، وكان أقل منه أحرفا مثل: أعنْتُه عَوْنًا.

فعونا نائبا عن المفعول المطلق، وليس مفعولا مطلقا، لأنه ليس مشتقا من الفعل أعان المذكور في الجملة، والذي مصدره: إعانة، وإنما هي مصدر الفعل: عَانَ.

ومنه: اغتَسَلْت غُسْلا، وأعنته عونا، وأعطيته عطاء، وكلمته كلاما. ومنه قوله تعالى: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا﴾.

3.     ملاقيه في الاشتقاق: وهذا يختلف عن اسم المصدر، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي، مثل قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾.

فالفعل "تبتَّل" مصدره تبتُّل، لذلك كان المصدر "تبتيلا" في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق.

4.     صفة المصدر المحذوف:

مثل: ضحكت كثيرا. فكثيرا: نائب عن المفعول المطلق المحذوف، وهو في الأصل صفة له، كما لو قلت: ضحكت ضحكا كثيرا. ومنه: صرخت عاليا، وسرت سريعا، ومشيت حثيثا. ومنه قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا﴾.

5.     اللفظ الذي لبيان نوعه: مثل: رجع العدو القهقرى. فالقهقرى: نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل. والأصل: رجع العدو رجوع القهقرى.

ومنه: جلست القرفصاء، وسرت الهوينى.

6.     اللفظ الذي لبيان عدده: مثل: صليت ركعتين. فركعتين: نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده، وليس مفعولا مطلقا، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو: صلى. ومنه: قرعت الجرس ست مرات. يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة.

فستين: نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده، ودورة: تمييز منصوب. ومنه قوله تعالى: ﴿فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾.

7.     ما يدل على آلته: مثل: ضربت المهمل عصا. عصا نائب عن المفعول المطلق، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل. والأصل: ضربت المهمل ضربة عصا.

ومنه: ضربت الكرة رأسا. ورشقنا العدو قنبلة.

8.     الإشارة إليه: مثل: أقدره هذا التقدير، هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق.

التقدير: بدل منصوب من اسم الإشارة، وهو في الأصل المفعول المطلق.

ومنه: غضبت ذلك الغضب. وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية.

9.     كل وبعض مضافة إلى المفعول المطلق: مثل: أحترمه كل الاحترام.

كل: أضيفت إلى المفعول المطلق، فصارت نائبة عنه، وأخذت حكمة وهو النصب.

ومنه: أسفت بعض الأسف. وقصرت بعض التقصير. وفي كلا المثالين أضيفت بعض إلى المفعول المطلق ونابت عنه. ومنه قوله تعالى: ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ﴾.

10. الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق: مثل: كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل.

فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق "مكافأة".

والأصل: لم أكافئ المكافأة، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق، وليس مفعولا به. ومنه: سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري. ومنه قوله تعالى: ﴿فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾.

11. بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق: وهي: أفضل، أجود، أحسن، أتم … إلخ

نقول: اجتهدت أفضل الاجتهاد. واجتهدت أجود الاجتهاد. واجتهدت أحسن الاجتهاد. واجتهدت أتَمَّ الاجتهاد، أو تَمَامَ الاجتهاد.

فكل من كلمة: أفضل، وأجود، وأحسن، وأتم، وتمام، جاءت نائبة عن المفعول المطلق، لكونها أضيفت إليه.

12. ينوب عن المفعول المطلق ما، وأي الاستفهاميتان: مثل: ما كافأت الفائز؟ وما كتبت؟ وأيُّ شراب تناولت؟ وأيُّ عمل تعملُ؟

 

ومنه قوله تعالى: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.

13. وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات: مثل: ما تفعل أفعل. ومهما تقرأ أقرأ. وأيُّ رياضة تمارس تفدك.

14. وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر: مثل: اجتهد أيَّ اجتهاد. والتقدير: اجتهدت اجتهادا أيَّ اجتهاد. وأصل " أي " صفة للمصدر.

حذف عامل المفعول المطلق: يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي:

أولا: حذف العامل جوازا:

·       يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع، والمبين للعدد، وذلك في الجواب عن السؤال. كأن يقال لك: كيف سبحت؟ فتقول: سباحة جيدة. أي: سبحت سباحة جيدة.

ومثل: كيف قرأت؟ فتقول: قراءة متأنية. أي: قرأت قراءة متأنية.

وكأن يقال لك: كم سافرت؟ فتقول: سفرتين. أي: سافرت سفرتين.

·       يجوز حذفه في المواقف التي يوحي بها: كأن تقول لمن قدم من الحج: حَجًّا مبرورا، وسعيًا مشكورا وأنت تريد: حججت حجًّا مبرورا، وسعيت سعيا مشكورا.

·       أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه، لأنه في حاجة إلى توكيد، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه؟

ثانيا ـ حذف العامل وجوبا:

يجب حذف عامل المفعول المطلق، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية:

1.     إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله. مثل: سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا، وإما شهادة. ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا.

والتقدير: فإما تفوز فوزا، وإما تستشهد شهادة، ومنه قوله تعالى: ﴿فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾.

2.     يحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة. مثل: هذا صديقي حقًّا. ولم أفعله البتَّة. وهذا عملي فِعْلاً. وله عليّ ألف عُرْفًا. وأحمد صديقي قَطْعًا.

والتقدير: أحق حقا، وأبت البتة، وأفعل فعلا، وأعرف عرفا، وأقطع قطعا.

وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذي تقوم عليه الجملة.

3.     يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة، وصارت كالأمثال. مثل: صَبْرًا على المكاره. وشُكْرًا لله وحَمْدًا. وسَمْعًا وطَاعةً، وعَفْوًا.

والتقدير: أصبر صبرا، وأشكر الله شكرا، وأحمده حمدا، وأسمعك سمعا، وأطيعك طاعة.

4.     ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة.

مثل: سبحان، ومعاذ، ولبيك، وسعديك، وحنانيك، ودواليك.

تنبيهات:

·       بَلْهَ: مصدر متروك الفعل، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل، أو بفعل من معناه تقديره: دع، وهو إما أن يستعمل مضافا، أو منونا. مثل: بلهَ الكسلِ. وبلهاً الكسلَ.

·       سمعا وطاعة: كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف، فإذا قلت: سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف، أو بالعكس، أي: خبر والمبتدأ محذوف، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا.

·       عندما نقول: سافر عليّ بغتة. وحضر المدير فجأة.

فإن المعربون يعربون " بغتة، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل "المفعول المطلق" محذوف، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو "بغتة". والتقدير: سافر عليّ سفر بغتة، وحضر المدير حضور فجأة.

المصدر المتصرف، والمصدر غير المتصرف: المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا.

 

مثل: يكثر الرعي في المناطق المعشبة. فالرعي: مصدر رعى، وقد وقع فاعلا.

أو نائب فاعل. مثل: تستثمر الزراعة في كثير من البلاد.

فالزراعة مصدر زرع، وقد وقع نائبا للفاعل.

أو مفعولا به، أو اسم كان وأخواتها، أو اسم إن وأخواتها، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخرى غير المفعول المطلق.

      أما المصدر غير المتصرف، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا، ومن هذه المصادر: سبحان، ومعاذ، ولبيك، وسعديك، وحنانيك، ودواليك، وحذاريك.

Modifié le: jeudi 16 mai 2024, 07:16