الجملة الفعلية وأنماطها
الإسناد في الجملة الفعلية: تعتمد الجملة العربية على ما يسمى الإسناد، وهو: نسبة أحد الجزأين إلى الآخر، وفي عرف النحاة، هو: ضم إحدى الكلمتين إلى الأخرى على وجه الإفادة التامة؛ أي على وجه يحسن السكوت عليه.
والإسناد في الجملة الفعلية يتكون من مسند (الفعل) ومسند إليه (الفاعل)، وقد تضاف إليهما متممات أو متعلقات.
والمحكومُ به يُسمى "مُسنَداً". والمحكومُ عليه يُسمى "مُسنَداً إليهِ".
فالمسنّدُ ما حكمتَ به على شيءٍ.
والمسندُ إليه ما حكمت عليه بشيءٍ.
يُفلحُ المجتهدُ، وقد أسندت الفلاح الى المجتهد، فيفلح مسند، والمجتهد مسند إليه.
أنماط الجملة الفعلية: للجملة الفعلية الأساسية الأنماط الآتية:
1. فعل وفاعل.
2. فعل وفاعل ومفعول به، أو فعل ونائب الفاعل.
3. فعل وفاعل ومفعول به أول ومفعول به ثان.
4. فعل وفاعل ومفعول به أول ومفعول به ثان ومفعول به ثالث.
5. فعل وفاعل ومفعول به وجار ومجرور (أو ظرف).
6. فعل وفاعل وجار ومجرور (أو ظرف).
أولا. فعل وفاعل: إذا كان الفعل لازما، يكتفي بفاعله.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾.
قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.
ثانيا. فعل وفاعل ومفعول به: إذا كان الفعل متعديا يحتاج إلى مفعول به ليتمم معناه.
قال الله تعالى: ﴿خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾.
ويجوز للمفعول أن يتقدم على الفاعل، مثل: أعجبني نجاحُك.
ثالثا. فعل وفاعل ومفعول به أول ومفعول به ثان: إذا كان الفعل من الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وهي ظن وأخواتها، أو من الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر.
1. ظن وأخواتها: وهي ثلاثة أنواع:
أ. رأى، علم، وجد، درى، تعلم، ألفى، وهذه الأفعال تدل على اليقين.
ب. ظن، خال، حسب، زعم، عد، حجا، هب، وتسمى هذه الأفعال أفعال الرجحان.
ت. صيَّر، جعل، اتّخذَ وهي أفعال التحويل.
قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾، وقال: ﴿فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً﴾.
2. أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر: (كسا، ألبس، سأل، أعطى، أطعم، سقى، علَّم) قال الله تعالى: ﴿فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا﴾، وقوله: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا﴾.
رابعا. فعل وفاعل ومفعول به أول ومفعول به ثان ومفعول به ثالث: إذا كان الفعل من الأفعال التي تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، وهي: أعلم ـ حدَّث ـ نبَّأ ـ أنبأ ـ خبَّر ـ أخبر
قال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾.
وقوله: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ﴾، فجملة الاستفهام سدت مسد المفعولين الآخرين، والضمير في " أروني " المفعول الأول.
وكقول كعب بن زهير:
نُبِّئْتُ أَنَّ رسولَ اللهِ أَوْعَدَنِي***والعَفْوُ عنْدَ رسولِ اللهِ مأمولٌ
نبئت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل، وهي المفعول الأول في الأصل، وأن واسمها وخبرها سدت مسد المفعولين الآخرين.
خامسا. فعل وفاعل ومفعول به وجار ومجرور (أو ظرف):
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾، وقوله: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ﴾، وقوله: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
سادسا. فعل وفاعل وجار ومجرور (أو ظرف):
قد يلي الفاعل جار ومجرور، قال الله تعالى: ﴿وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ﴾، وقوله: ﴿ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾.