تاريخ الفكر الاجتماعي والسياسي
Topic outline
-
مقياس استكشافي لطلبة السنة الثالثة ليسانس تاريخ يقدمه الأستاذ: بن يغزر أحمد
-
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
قسم التاريخ
الفئة المستهدفة : طلبة السنة الثالثة ليسانس تاريخ
إسم المقياس: تاريخ الفكر الاجتماعي والسياسي
الرصيد : 01
المعامل : 01
مدة التدريس : 22 والنصف
الحجم الساعي : ساعة ونصف
السداسي : الخامس
إسم الأستاذ : بن يغزر أحمد
-
البريد الإلكتروني للأستاذ : a.benygzer@univ-dbkm.dz
رابط التواصل عن طريق المسنجر : https://www.facebook.com/benygzer
الحصة الحضورية : يوم الثلاثاء بداية من الساعة 10 إلى الساعة 11والنصف المدرج 05
-
یهدف إلى اكساب الطالب المعرفة بأهمیة الفكرین الاجتماعي والسیاسي في الحیاة البشریة وتاریخیة تطورهما
عبر العصور. -
التذكير بمفاهيم :
الفكر
الفكر الاجتماعي
الفكر السياسي
-
نبذة عن الفكر الاجتماعي والسیاسي في العصور القدیمة.
أولا- تاریخ الفكر الاجتماعي
- الفكر الاجتماعي في أوروبا : في القرون الوسطى و في عصر النهضة.
- فك ا ربن خلدون
- نظریة العقد الاجتماعي
- الفلسفة الماركسیة
- النظریات الاجتماعیة المعاصرة
ثانیا: تاریخ الفكر السیاسي
- الفكر السیاسي في عصر النهضة
- نظریة الدولة لدى ابن خلدون
- عهد الثورة الفرنسیة
- النظریات السیاسیة المعاصرة (الاشت ا ركیة ، اللیب ا رلیة، الدیمق ا رطیة)
- النظام العالمي الجدید. -
نحتاج في البداية إلى توضيح المفاهيم التالية :
- الفكر : هو ما أنتجه العقل البشري عبر العصور متجاوبا مع واقعه وما واجهه من تحديات وأسئلة واحتياجات
- الفكر السياسي: هو ما أنتجه العقل البشري في ما يتعلق بقضايا السلطة وإدارة شؤون الحكم
- الفكر الاجتماعي: هو ما أنتجه العق البشري في ما يتعلق بقضايا العلاقات الاجتماعية وكل ما يتصل بها .
-
السنة الثالثة ليسانس، التخصص: تاريخ
مقياس تاريخ الفكر الاجتماعي والسياسي
المحاضرة الأولى:
التعريف بالمقياس
يتناول هذا المقياس التطور الذي حصل في الفكرين السياسي والاجتماعي منذ القديم وإلى يومنا هذا، يتعرف من خلاله الطالب على أهم الأفكار والنظريات البارزة التي ميزت هذا التطور.
تحديد المفاهيم:
- الفكر الاجتماعي: هو ما أنتجه العقل البشري عبر الزمن في تفاعله مع محيطة وما فرضه من تحديات، وأفرزه من حاجات في ما يتعلق بتنظيم العلاقات الاجتماعية بجميع أنواعها ومستوياتها.
تحت هذا العنوان تندرج عدة علوم يمكن أن يشملها مجال الفكر الاجتماعي وأهمها:
علم الاجتماع
علم الأنثروبولوجيا
علم النفس (علم النفس الاجتماعي)
علم القانون
علم الاقتصاد
علم اللغويات
علم الديموغرافيا
...وغيرها
وسنتطرق في هذا الجزء من المقياس إلى:
- الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة
- الفكر الاجتماعي في الحضارة اليونانية
- الفكر الاجتماعي في الحضارة المسيحية
- الفكر الاجتماعي في الحضارة الإسلامية
- الفكر الاجتماعي في الفترة الحديثة والمعاصرة
- الفكر السياسي: هو ما أنتجه العقل البشري عبر الزمن في تفاعله مع محيطة وما فرضه من تحديات، وأفرزه من حاجات في ما يتعلق بتنظيم كل ما يتعلق بالسلطة وشؤون الحكم وإدارة الدول.
تحت هذا العنوان تندرج عدة علوم يمكن أن يشملها مجال الفكر السياسي وأهمها:
علم السياسة والدبلوماسية
علم القانون
علم الاستراتيجية والتخطيط
علم العلاقات الدولية
...وغيرها.
أما الجزء الثاني من المقياس فيتطرق إلى:
- جذور الفكر السياسي في الحضارات القديمة
- الفكر السياسي في العصور الوسطى (في أوروبا وفي العالم الإسلامي)
- الفكر السياسي الحديث والمعاصر
- تاريخ الفكر: عبر الزمن كان العقل البشري يتناول كل قضاياه بالتفكير ليؤسس قواعد وأسس ونظريات، مستفيدا من الخبرة والتجارب المتراكمة لديه، ومستفيدا أيضا من الاعتقادات الدينية التي مصدرها الوحي من خلال الأنبياء والرسل، أومن خلال المعتقدات التي شكلها الإنسان لنفسه بناء على تفاعله مع ما يحيط به من ظواهر.
بعض مصادر ومراجع المقياس:
- تاريخ التفكير الاجتماعي، عبد الهادي محمد والي، 2006، جامعة طنطا، مصر.
- أعلام الفكر الاجتماعي والأنثروبولوجي، محمود أبو زيد، 2007، دار غريب للطباعة والنشر
- الفكر الاجتماعي عند ابن خلدون، عبد الغني مغربي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر
- تاريخ الفكر الاجتماعي الرواد والاتجاهات المعاصرة، محمد علي محمد، 2005، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 2005
-
مقياس تاريخ الفكر الاجتماعي والسياسي
المحاضرة الثانية: (2)
الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة
تهدف هذه المحاضرة إلى تقديم بعض الملامح بشكل مختصر عن بدايات الفكر الاجتماعي في الحاضرات القديمة.
ما المقصود بالحضارات القديمة؟
يقصد بالحضارات القديمة تلك التي قامت في الشرق وتحديدا في مصر والعراق والصين والهند، بالإضافة إلى اليونان، إذ تعود جذور هذه الحضارات إلى ما يزيد عن سبعة آلاف عام، وقد شهدت الإرهاصات الأولى والمبكرة للفكر الإنساني.
قدمت هذه الحضارات أفكاراً مختلفة حول علاقة الإنسان بنظيره، وعلاقته بالقوي الغيبية، كما بلورت بعض التصورات والأفكار التأسيسية حول النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بالاعتماد على الملاحظة والتجربة والتأمل العقلي، وقد نتج عن ذلك كما مهما من المعرفة كان تراكمها ثم تطورها أساسا قويا انبنى عليه رصيدا مهما من المنجز الإنساني في هذا الميدان.
بذور الأفكار الأولى:
لقد لعبت عدة عوامل في تشكيل الأفكار الأولى في بلاد الرافدين القديمة ومنها على سبيل المثال الظواهر الطبيعية وخاصة فيضان نهري الدجلة والفرات وما تخلفه وعجر الإنسان حينئذ على تفسير الظاهرة، وهو ما دفعه للتفكير بالاستناد إلى التفسير الديني، وكذلك دور الطبقات الحاكمة، ودور الأسرة، وفي هذه المحاور الثلاثة تمركزت الأفكار الأولى للفكر الاجتماعي في هذه المنطقة.
تعد الحضارة المصرية من أقدم الحضارات التي عرفها العالم القديم، وكانت من أبرز مظاهر هذه الحضارة الآثار العريقة الباقية حتى الآن كالأهرام، وأبي الهول، ومعابد أبي سنبل، وكذا عمليات تحنيط الموتى، وقياس الزمن في علم الفلك، وأعمال الهندسية، وكل ذلك يؤشر على قوة الأفكار والنظم الاجتماعية والدينية والسياسية ولاقتصادية التي قامت عليها المنجزات المادية.
كان للدين دور محوري في الفكر الاجتماعي في الحضارة المصرية القديمة ولذلك نجد حضورا مهما حول فكرة البعث والخلود ويوم الحساب، وهو ما يفسر نبوغ المصريين القدماء في فن التحنيط، وبناء المعابد الضخمة للعبادة، والأهرام التي أحسنوا بنائها لكي تكون مكاناً ملائماً للحياة الأخرى، وكانوا يضعون مع الموتى كل بقايا أمتعتهم الدنيوية.
كما كان للكهنة ورجال الدين مكانة رفيعة في المجتمع، لا تقل عن مكانة رجال الحكم ووزراء الدولة في المجتمع.
سجل المؤرخ "هيرودوت" في تاريخه الأعمال التى كان يقوم بها ملوك مصر لمعرفة الظروف الاجتماعية للسكان وإدارة الشؤون الاقتصادية للدولة، ووضع الخطط لمواجهة المشكلات الحاصلة، وكذلك يظهر اهتمام المصريين بالجوانب الأخلاقية والإنسانية من أجل المحافظة على ترابط المجتمع ومنها مثلا طاعة الوالدين، أدب الحديث، والأمانة والتواضع مع الأخرين.
وكل هذه الإشارات تبين مدى الإنجاز الذي تحقق في مصر القديمة في مجال الفكر الاجتماعي.
ارتبط الفكر الاجتماعي اليوناني القديم بإسهامات أفلاطون (427 - 347 ق.م) وأرسطو (384- 322 ق.م) بشكل خاص، فأفلاطون له ثلاث كتب أبرز فيها فكره الاجتماعي وهي (الجمهورية) (السياسة) (القوانين) لخص فيها آراءه الأساسية.
من أهم هذه الآراء أن أي مجتمع حسب أفلاطون يتطور وفق المراحل التالية:
-المرحلة البدائية : تتميز بوجود تجمع بشري صغير قليل العدد يتكون من أسر صغيرة، رعوي عادة ، تكون الرئاسة فيها للأب، وفقا للأعراف.
-المرحلة الزراعية : تحصل هذه المرحلة نتيجة للمرحلة السابقة ، عندما يتزايد عدد السكان ، ويتحول الحكم فيه إلى الطبقة الارستقراطية
-المرحلة المدنية : وهي المرحلة الأخيرة في تطور المجتمع.
من أفكار أفلاطون أيضا أن الأسرة هي بمثابة الوحدة الأساسية التي يتشكل من أعداد كبيرة منها الاجتماع البشري الذي ندعوه ب (المجتمع).
اعتقد أفلاطون أن الإنسان الفرد، يتكون من جسم ونفس، وكما أن الجسم يتكون من أعضاء، فإن النفس تتكون من ثلاث (قوى)، يؤدي كل منها (وظيفة) معينة لصالحه ولصالح الكل، وهذه (القوى) هي:
- القوة الشهوية، أو الرغبة في الأشياء الحسية، ومقرها في أسفل البطن وظيفة هذه (القوة) ضمان استمرار الحياة وبقاء جنس البشر، وعندما تؤدي هذه وظيفتها على أفضل صورة، فإنها تحقق (فضيلتها)، وفضيلتها هي (الاعتدال والعفة).
- القوة الغضبية، ومقرها القلب، ووظيفتها تمكين الإنسان من الدفاع عن نفسه وحمايتها من الأخطار، وعندما تؤدي هذه القوة وظيفتها على أحسن وجه فإنها تحقق (فضيلتها) وفضيلة هذه القوة تتمثل في (الشجاعة).
- القوة الناطقة أو العاقلة، ومقرها الرأس، وظيفتها التفكير والتدبير، وعندما تؤدي وظيفتها على أحسن وجه، فإنها تحقق فضيلتها. وتتمثل فضيلة القوة العاقلة في (الحكمة).
أما أرسطو فترك عدة مؤلفات منها: السياسة، المقولات، العبارة، ما وراء الطبيعة، الأخلاق الكبرى...وغيرها
من آراء أرسطو أن الإنسان الفرد هو "حيوان سياسي واجتماعي"، ومعنى هذه العبارة أن الإنسان (شأنه شأن الحيوان والنبات) له نزعة طبيعية أن يترك أو يخلفّ من بعده كائنا على شاكلته أو من نوعه، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال (اجتماع) كائنين وهما الرجل والمرأة.
ومن خلال اجتماعهما تتكون أولى أشكال الاجتماع البشري ممثلة ب (الأسرة)، والأسرة مع غيرها من الأسر المجاورة تكوّن (القرية)، فالقرية، إذن، هي اجتماع عدة أسر لتوفير شيء أكثر من الحاجات الضرورية اليومية، ويسمح تكوين القرية أكثر من الأسرة بتقسيم العمل وبإشباع حاجات أكثر تنوعا، ومن هذه القرية والقرى المجاورة تتكون (المدينة)، التي عدّها أرسطو أكمل أشكال الاجتماع البشري، لأنها تتوافر فيها إمكانية الاكتفاء الذاتي، بمعنى أن سكانها يمكن أن يجدوا ضمن نطاقها سائر احتياجاتهم وتبعا لذلك، فالمدينة تضمن للأفراد ليس فقط استمرار الحياة بل أيضا العيش الرغيد فالعيش الرغيد يشمل شيئين: السلوك الأخلاقي والنشاط العقلي.
وقد استمر الفكر الاجتماعي بعد وفاة أرسطو بظهور المدرسة الرواقية، التي أسسها (زينو القبرصي 300 ق. م) في أثينا، وكان لها دورها في شرح وتطوير أفكاره وأفكار سابقيه، بالإضافة إلى لمستها الخاصة التي تركزت بشكل خاص على الاهتمام بفكرة المساواة بين البشر رغم اختلافهم في الجنس والمرتبة والثروة.
-
مقياس تاريخ الفكر السياسي والاجتماعي
السنة الثالثة ليسانس
المحاضرة السادسة
الفكر السياسي المعاصر
تمهيد: منذ نهاية الحرب الباردة سنة 1990 والعالم يعيش تحولات يبدوا بعضها جزئيا، لكنها تندرج في تحول أكبر لم يستقر بعد على صورته النهائية، وقد طرحت في هذه المرحلة عدة عناوين سياسية تعبر في جوهرها عن توجهات كبرى تسعى إليها قوى التأثير العالمية، ومنها على سبيل المثال: النظام الدولي الجديد، العولمة ، نهاية التاريخ، صدام الحضارات...
مفاهيم في الفكر السياسي المعاصر:
نحاول في هذه المحاضرة التعرف عن مضامين هذه المفاهيم السياسية التي ميزت الفكر السياسي المعاصر:
النظام الدولي الجديد:
لقد تم تداول هذا المصطلح بشكل مكثف عقب نهاية مرحلة الصراع الإيديولوجي الذي ميز العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإلى غاية سنة 1989/1990 تاريخ نهاية هذا الصراع.
لقد بنى هذا المصطلح على قاعدة أن نهاية الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفياتي، يحتاج إلى إعادة ترتيب الواقع الدولي بما يناسب الظروف الجديدة، سواء على مستوى الهياكل القائمة كالأمم المتحدة، والمؤسسات النقدية والمالية ...
لقد استخدمت عدة تعاريف لهذا المصطلح، لكن لا يُوجد تعريف متفق عليه، ويعود هذا الاختلاف إلى عوامل يتعلق بعضها بمدخل التعريف (سياسي، اقتصادي، أيديولوجي...) أو بطبيعة تحليل الواقع الذي وُلد فيه المصطلح ...
لكن ما هو مُشترك بين هذه التعاريف كما طُرحت في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي هي العناصر التالية:
- الانتقال من القطبية الثنائية إلى القطبية الأحادية.
- سيطرة الولايات المتحدة على المشهد العالمي أنذاك (سياسيا، اقتصاديا، عسكريا، تكنولوجيا).
- التحول إلى النظام الرأسمالي.
العولمة:
استخدم هذا المصطلح في اللغة الإنجليزية بلفظ globalisation وهو مشتق من كلمة global والإشارة هنا إلى الكوكب، أما في اللغة الفرنسية فاستخدم بلفظ Mondialisation وهو مشتق من كلمة Monde أي العالم (1).
أما بالمعنى الاصطلاحي للعولمة فيمكن إيراد بعض التعريفات التي قدمها مفكرون ومحللون ومنها:
تعريف رونالد روبرتسون Ronald Robertson: " العولمة هي اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش" (2).
تعريف هانس بيتر وهارالد شومان:" عملية الوصول بالبشرية إلى نمط واحد في التعبير والأكل والملبس والعادات والتقاليد" (3).
تعريف روجية غارودي: " نظام يُمكن الأقوياء من فرض الدكتاتوريات الإنسانية التي تسمح بافتراس المستضعفين بذريعة التبادل الحر وحرية السوق"(4).
تعريف برهان غليون:" هي الدخول بسبب تطور الثورة المعلوماتية والتقنية والاقتصادية معا من التطور الحضاري يصبح فيه مصير الإنسانية موحدا أو نازعا نحو التوحيد" (5).
والملاحظ أن المشترك في هذه التعاريف هو تأثير التطور العلمي والتكنولوجي في صياغة واقع العولمة بما يؤدي إلى تقلص المسافات، وتداخل العلاقات، على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.
نهاية التاريخ:
" نهاية التاريخ والإنسان الأخير" هو عنوان لكتابٌ من تأليف الفيلسوف السياسي الأميركي من أصل ياباني فرانسيس فوكوياما.
أصل هذا الكتاب مقال نُشر في صيف 1989 على صفحات مجلة ناشيونال إنترست بعنوان نهاية التاريخ. الفكرة الأساسيَّة لهذا المقال ومن بعده الكتاب سنة 1992 أن الديمقراطيَّة الليبراليَّة بقِيَمها عن الحرية، الفردية، المساواة، السيادة الشعبية، ومبادئ الليبرالية الاقتصادية، تُشَكِّلُ مرحلة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان وبالتالي عولمة الديمقراطية الليبرالية كصيغةٍ نهائيةٍ للحكومة البشرية (6).
أما عن الفكرة في حد ذاتها – أي فكرة نهاية التاريخ- فهي ليست جديدة فقد سبق وأن بسطها الفيلسوف الألماني فريدريك هيغل (7 أوت 1770 - 14 نوفمبر 1831) م في القرن 19.
ما فعله فرانسيس فوكوياما هو أنه استخدم المصطلح من جديد للإشارة أن ما ترتب على انتصار الرأسمالية الليبرالية على الاشتراكية بعد أربع عقود من الصراع عقب الحرب العالمية الثانية هو أن الليبرالية كفلسفة سياسية ومنهجية اقتصادية تمثل البديل المثالي للبشرية في بحثها عن نموذج لإدارة شؤونها، وأنه لا يُمكن توقع ظهور نظام أو فكرة قادرة على منافسة الرأسمالية في المستقبل.
طبعا لقد كان فوكويما منتشيا بالتراجع الذي أصاب الاشتراكية، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وانزياح الفكرة الشيوعية عن كثير من مراكز الحكم والتأثير في كثير من البلدان مع نهاية عقد الثمانينات، وهو الذي دفع بالرئيس السوفياتي الأخير مخائيل غورباتشيوف على اتفاقية إنهاء الحرب الباردة.
غير أن هذه الهزيمة التي أصابت الشيوعية/الاشتراكية، لا يعنى أن بديلها المنافس بالضرورة الذي هو الرأسمالية يمثل النموذج الأمثل، وهو ما تأكد بعد فترة قصيرة من خلال ظهور بعض الأزمات في بلدان المنظومة الرأسمالية كأزمة الرهن العقاري التي أصابت الاقتصاد الأمريكي سنة 2008 وغيرها.
صدام الحضارات:
" صدام الحضارات" هو عنوان لكتاب صدر سنة 1996 من تأليف عالم السياسة الأمريكي صمويل هنتغتون (2008-1927) م.
عرف هنتغتون بكتابه المشار إليه أعلاه، " الذي طرح من خلاله نظريته التي جادل من خلالها مؤكدا إن صراعات ما بعد الحرب الباردة بين الدول القومية لن تكون متمحورة حول خلاف إيديولوجيات بل ستنشأ بسبب الاختلاف الثقافي والديني بين مختلف الحضارات الكبرى في العالم"(7).
وقد قام هنتغتون في كتابته بإحصاء الحضارات القائمة في العالم، القوية منها والضعيفة، ومن بين ما ذكر:
الحضارة الغربية المسيحية
الحضارة الإسلامية
الحضارة الصينية الكونفوشيوسية
الحضارة الهندية البوذية
الحضارة الإفريقية... وغيرها
وقد توقع أن يكون القرن الحادي عشر هو قرن الصراعات بين هذه الحضارات، وقد يتحالف بعضها في هذه المواجهة.
إحالات:
(1) تومي عبد القادر، الفكر العالمي والفكر العولمي، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع، الأبيار، الجزائر، ص 66، سنة 2012.
(2) (3) (4) (5) كل هذه التعاريف اقتبست من نفس المرجع المذكور أعلاه.
(6) موسوعة ويكبيديا : الرابط https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1
(7) عبد المعين الشواف، الحضارات وفاق لا صدام، دار الشواف للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة السعودية، ط 1، سنة 2016، ص 22.