المحاضرة:13.

السجع والجناس:

1-السجع:  لغة الكلام المقفى، أو موالاة الكلام على روي واحد، وجمعه أسجاع، وأساجيع، وهو مأخوذ من سجع الحمام، وسجعه هديله، وترجيعه لصوته، أما اصطلاحا  "هو أن تجيء الكلمة تجانس أخرى في بيت شعر وكلام، ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها"،

منه ما تواطأت فيه الفواصل على حرف واحد، كقوله تعالى: "والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور"

ومنه ما تواطأت فواصله على حروف متقاربة، كقوله تعالى: "وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلاها واحدا إن هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق"، فالباء والدال والقاف حروف متقاربة.

وقد وجد السجع في كلام العرب بالسليقة، من ذلك قول: أوس بن حارثة موصيا ابنه:"يامالك المنية ولا الدنية، والعتاب قبل العقاب، والتجلد لا التبلد، واعلم أن القبر خير من الفقر، وشر شارب المشَتَف، وأقبح طاعم المقتف، وذهاب البصر خير من كثير النظر". وأشهر ما عرف من السجع عند العرب سجع الكهان، منه قول كاهن الخزاعي في تنفير هاشم بن عبد مناف على أخيه أمية بن عبد شمس: "والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر من منجد أو غار، ولقد سبق هاشم أمية في المآثر".

أنواع السجع:

السجع المطرّف: ما اختلفت فواصله في الصيغة الصرفية، ومثال على ذلك قوله تعالى: "مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا"، اختلفت الفاصلتان الأولى والثانية في الوزن.

السجع المرصع: ما اتفقت فواصله في الصيغة الصرفية، والقافية، مثال قول الحريري:

                                         فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه           ويقرع الأسماع بزواجر وعظه

السجع المتوازي: ما اتفقت فواصله في الصيغة والروي، ومثال ذلك قوله تعالى: "فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة" وافقت الفاصلة الأولى الثانية في الوزن  والروي.

2-الجناس: عرفه السكاكي بأنه "تشابه الكلمتين في اللفظ"، وتعريفه الأشهر هو أن يتشابه اللفظان نطقا ويختلفا معنى.

أنواع الجناس:

1-الجناس التام: ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أربعة أمور هي: نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها ، كقوله تعالى: "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة"، فالساعة الأولى تعني القيامة، والساعة الثانية تعني مدة من الزمن.

وللجناس التام أنواع:

-التام المتماثل: ما كان فيه اللفظان المتجانسان من نوع واحد، اسمين، أو فعلين، نحو: لما قال لديهم قال لهم"؛ قال الأولى بمعنى نام زمن القيلولة، والثانية بمعنى تكلم معهم.

-التام المستوفى: هنا يختلف اللفظان المتجانسان، كأن يكون أحدها اسما و الآخر فعلا، مثاله قول أبي تمام: ما مات من كرم الزمان فإنه  يحيا لدى يحي بن عبد الله.

-الجناس المركب: يكون أحد لفظيه كلمة واحدة، واللفظ الآخر مركب من كلمتين، أو أن يكون كلاهما مركبا، مثال ذلك قول الشاعر: إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة:

ذا هبة: تركيب بمعنى صاحب عطاء وكرم.

ذاهبة: اسم مفرد  بمعنى زائلة.

2-الجناس الناقص: هو ما يختلف فيه اللفظان في واحد من أربعة أمور: نوع الحروف، عددها، ترتيبها، هيئتها، وهو الآخر لع أنواع:

-الجناس المصحف: هو ما اختلف فيه اللفظان في النقط فقط ولو أزيلت تلك النقط ما ظهر الفرق بين اللفظين: مثال ذلك قول الشاعر: من بحر جودك أغترف       وبفضل علمك أعترف الفرق نقطة حرف الغين.

-الجناس المقلوب: هو جناس يقع الاختلاف بين لفظيه في ترتيب الحروف، مثال: حسامه فتح لأوليائه، حتف لأعدائه.

Last modified: Thursday, 25 September 2025, 8:46 PM