بدأت الإرهاصات الأولى للنظرية الاجتماعية في دراسة الأدب مع الإيطالي جان باتيست فيكو القائل بمبدأ العلاقة التناظرية بين الأدب والبيئة تليها مساهمة مدام دي ستايل madame de staél التي أدخلت إلى فرنسا المبدأ القائل بأن الأدب تعبير عن المجتمع

       والنظرية التي ينطلق منها المنهج الاجتماعي في دراسة الأدب ترى أن الأدب ظاهرة اجتماعية وأن الأديب لا ينتج أدبا لنفسه وإنما ينتجه لمجتمعه منذ تفكيره في الكتابة وفي أثناء ممارسته لها وعقب انتهائه منها. فالقارئ حاضر في ذهن الأديب وهو وسيلته وغايته في آن واحد.

     أصدرت مدام دوستايل كتابا سنة 1800 بعنوان الأدب في علاقته بالمؤسسة الاجتماعية. وفي تقديمها له تشير إلى أنها سعت لاختبار مدى تأثير الدين والعادات والتقاليد على الأدب ومدى تأثير الأدب على الدين والعادات والقوانين.

ويمكن اعتبار كتاب مدام دي ستايل هذا أول محاولة ظهرت في فرنسا لوضع منهجية جديدة لتحديد علاقة الأدب بالمجتمع من منظور جديد، يقحم عنصر الهوية الشخصية للمجتمع. فبعدما كان عنصر المرحلة الحضارية هو المحور الأساسي الذي تحدد في سياقه الأشكال الأدبية –عند فيكو- أصبح لخصوصية البيئة الاجتماعية دورها في خلق جماليات خاصة بكل مجتمع داخل نفس المرحلة الحضارية وهو ما يمكن عده تعميقا وإثراء لنظرية فيكو حول العلاقة التناظرية بين المجتمع والأدب.

 والرؤية التي تطرحها مدام دو ستايل هي نقلة نوعية في النظرية الأدبية الاجتماعية والتي كانت مع ابن خلدون وجون باتيست فيكو تعتمد على الفروق الذوقية الأدبية المنعكسة عبر المحيط الاجتماعي من مرحلة حضارية لأخرى. تطور المفهوم ليصبح انطلاقا من عامل الخصوصية الشخصية للمجتمع، أي التركيز على التباين في الذوق الأدبي والصياغة الأسلوبية الجمالية بين مجتمعين مختلفين داخل العصر الواحد والمرحلة الحضارية الواحدة فلهوية المجتمع الفرنسي التخطيطية أثرها في بناء أدب خاص غير الأدب الانجليزي مثلا   الذي يمثل طبيعة التشكيلة الخاصة بمجتمعه حتى في نفس المرحلة الزمنية التي تحكم بناء وتكوين كل من الأدبين الفكري والجمالي.

Last modified: Thursday, 23 November 2023, 6:43 PM