التقديم والتأخير

1-     ترتيب الجملة العربية:

تنقسم الجملة العربية إلى قسمين، يقومان على نسق معين؛ فالجملة الاسمية يتصدرها المبتدأ، ويليه الخبر، ثم ما يتعلق به، أما الفعلية فتبدأ بالفعل، ثم الفاعل، هذا الترتيب هو المتعارف عليه، قد يحدث أحيانا أن يتغير هذا الترتيب، لكنه لا يغيّر الاشتغال النحوي على الإطلاق، فيبقى المبتدأ مبتدأً، والفاعل فاعلا، بل يغيّر في الدلالة بالاشتغال البلاغي، وتسمى هذه الظاهرة: بالتقديم والتأخير.

2-     مفهوم التقديم والتأخير:

هو أحد الأساليب البلاغية في اللغة العربية، ويقصد به مخالفة عناصر التركيب للترتيب الأصلي لها، حيث تترك الكلمة مكانها في مقدمة الكلام لكلمة أخرى، بغرض بلاغي لا يتحقق إلا بهذا التقديم، يقول الجرجاني في ذلك: "ثم تنظر فتجد سبب أن راقك ولطف عندك أن قدم فيه شيء، وحوّل اللفظ من مكان إلى مكان."

3-     مواضع التقديم والتأخير:

1-     تقديم المفعول به على فعله: خالدًا التقيت.

2-     تقديم الخبر على المبتدأ: متفوق خالد.

3-     تقديم الحال: جاء مبتهجا مصعب

4-     تقديم الاستثناء: ما ضرب أحدا إلا عمرا.

5-     تقديم الظرف: قول الله تعالى: "له الملك وله الحمد"

6-     تقديم الاستفهام بالهمزة: قولنا: أفعلت؟ يكون الشك هنا في وقوع الفعل نفسه، أما قولنا أأنت فعلت؟ هنا يكون الشك في من قام بالفعل(الفاعل)، فالفعل قد حصل فعلا، لكن من قام بفعله؟

7-     تقديم النفي: إذا قلت ما فعلت؛ نفيت عنك فعلا لم يُثبت أنه مفعول، أما إذا قلت: ما أنا فعلت، نفيت عنك ما يثبت أنه مفعول.  

8-     تقديم غير ومثل: مثل قول أبي فراس الحمداني:

                                                     بلى أنا مشتاق وعندي لوعة               ولكن مثلي لا يُذاع له سر

4-     الأغراض البلاغية للتقديم والتأخير:

1-     التخصيص: في قوله تعالى: "لكم دينكم"

2-     التشويق للمتأخر: في قوله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب"

3-     المدح أو الذم: راسب خالد.

4-     تقوية الحكم وتقريره: ألست وإياك من أسرة واحدة  وبيني وبينك قرب النسب؛ الأصل فيها وقرب النسب بيني وبينك

5-     التعظيم أو التحقير.

6-     التعجيل بالمسرّة: ناجح أنت.

Last modified: Friday, 7 February 2025, 6:13 PM