الخبر وأضربه
الأسلوب الخبري وأضربه:
قسم علماء البلاغة الكلام إلى قسمين: قسم يحتمل لذات الكلام، لا لمقتضيات أخرى، فهو مطابق للواقع، أو غير مطابق، وهو "الخبر"، وقسم لا يحتمل أن يقال فيه ذلك باعتبار منطوقه، لا باعتبار دلالته اللزومية، وهو: "الإنشاء"
1-تعريف الخبر: الخبر ما احتمل الصدق والكذب لذاته، الأخبار الواجبة الصدق، كأخبار الله عز وجلّ، ورسله، والواجبة الكذب، كأخبار المتنبئين في دعوى النبوّة، وجملة الخبر تكون إما إسمية أو فعلية، كقولنا: المطر نازل، أو كقولنا: نزل المطر.
2-الغرض من إلقاء الخبر:
-إفادة المخاطب الحكم الذي تضمّنته الجملة، ويسمى فائدة الخبر نحو: حروب المستقبل جوية.
-إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بهذا الحكم، ويسمى ذلك لازم الفائدة، كأن تقول لشخص أخفى عليك سفره، فعلمته من طريق آخر: أنت سافرت أمس. يستعمل هذا الصنف من الخبر في مواضع المدح والعتاب واللوم، وهو للموضوعات التي يأتي فيها الإنسان بعمل ما، ثم يذكره المخبر على أساس أنه عالم بهذا العمل.
بذلك يكون الخبر إذا ألقي إلى جاهل به سمي: "فائدة الخبر"، وإن ألقي إلى عالم به سمي: "لازم الفائدة" ، وقد يرِد الخبر في أغراض أخرى تفهم من سياق الكلام:
-الأسف، والحسرة، كقول الشاعر: ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيــــــت في خلـــف كجــــلد الأجـــــرب
-إظهار الضعف، كقول الشاعر: فقد كنتَ عدتي التي أسطو بها ويديّ إذا اشتد الزمان وساعدي
-الاسترحام والاستعطاف نحو: رب إني لا أستطيع اصطبارا فاعــف عـــني يــــا من يقيل العــثــارا
-التوبيخ كما تقول للطالب المهمل الذي رسب في الامتحان: "أنت رسبت في الامتحان"
-إظهار الفرح، كأن يقول من نجح في الامتحان: "فزت في الامتحان".
-التنشيط وتحريك الهمة لنيل ما يلزم تحصيله نحو: "الناس يشكرون المحسن".
-التذكير بما بين المراتب من التفاوت نحو: "لا يستوي كسلان ونشيط".
-الوعظ والإرشاد: كقول الله عز وجلّ: (كل من عليها فان). سورة الرحمان، الآية:26.
وأغراض أخرى : كالمدح، والفخر، والتحذير...إلخ
3-أضرب الخبر: تتنوع أضرب الخبر حسب حال المخاطب، كالآتي:
1- خبر ابتدائي: ويكون فيه المُخاطَب خالي الذّهن من الحكم، فيستقبل الخبر خاليا من المؤكدات،
أمثلة: قوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) سورة: الكهف، الآية:46.
وكقولنا: الصبر مفتاح الفرج.
فاز المنتخب الجزائري على منتخب غينيا الاستوائية.
وقول الشاعر حسان بن ثابت: لساني صارم لا عيب فيه وبــــحــــري لا تكـــــدّره الـــــــدلاء
2- خبر طلبي: يكون المُخاطَب فيه مترددا في الحكم شاكّا فيه، ويريد التأكد من الخبر، فيقتضي هذا الحال توكيده بمؤكد ما، فيحتوي مؤكدا واحدا.
مثل قوله تعالى: (إني وضعتها أنثى) سورة آل عمران، الآية:36..
وقوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت)، سورة القصص، الآية56.
قول أبو العلاء المعري: إن الذي بمقال الزور يضحكني مثل الذي بيقين الحـــق يبكيني
3- خبر إنكاري: ويكون المخاطب فيه منكرا للخبر، فيوجب ذلك تأكيده له بمؤكدات عدة.
من أمثلته قوله تعالى: (إن هذا لهو القصص الحق) سورة آل عمران،الآية:62.
وقوله تعالىوإنك لعلى خلق عظيم) سورة القلم، الآية:4.
وقوله تعالى(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)، سورة آل عمران، الآية182.
وقول حسان بن ثابت: وإني لــــحلو تعتـــــريني مـــــرارة وإني لــــتــــرّاك لمـــــا لــــــم أعـــــــوّد
4-الأدوات التي يؤكد بها الخبر كثيرة منها:
إَنَّ: كقوله تعالىإنّ ربي لسميع الدعاء) سورة إبراهيم، الآية39.
أَنَّ: قوله تعالىوأن الله غفور رحيم) المائدة،98.
لام الابتداءـ: فائدتها توكيد مضمون الحكم، كقولك: لأنت خير من قابلت.
أحرف التنبيه(ألا، وأما) بفتح الهمزة والتخفيف، مثل: قوله تعالىألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون) سورة يونس،الآية:62.
أما: وهي حرف استفتاح: كقول الشاعر: أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر،
القسم: وأحرفه "الباء، الواو، والتاء.
أمّا الشرطية، كقوله تعالى: (فأمّا اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر) الضحى،9،10
والسين: حرف يختص بالمضارع ويخلصه للاستقبال: مثل قول الله تعالىأولئك سيرحمهم الله)، سورة التوبة،71.
وقد: فقولنا قدم زيد، فهذا الخبر غير مؤكد، أما قولنا: قد قدم زيد، فهذا مؤكد.
وضمير الفصل، وهو ضمير رفع منفصل، يؤتى به للفصل بين المبتدأ والخبر: نحو: محمد هو النبي.
ونونا التوكيد، والحروف الزائدة(إن، أن، وما، ولا، ومن، والباء).
التكرار: مثل قوله تعالى:(والسابقون السابقون) سورة الواقعة، الآية:10.