المحاضرة الثامنة: الفلسفة الوضعية للنقد: التحليل النفسي
الأهداف: تهدف هذه المحاضرة إلى تعريف الطالب بالنقد النفساني، ليكتسب مهارة تحليل النصوص الأدبية بالرجوع إلى نفسية الأديب واعتبار المبدع مريض عصابي.
1-مفهوم النقد النفساني:
يرى يوسف وغليسي في كتابه مناهج النقد الأدبي أن هذا المنهج يستمد آلياته النقدية من التحليل النفسي psychanalyse أو التحلسفي بمصطلح عبد الملك مرتاض، والتي أسسها سيغموند فرويد S.Freud (1856-1939) في مطلع القرن 20 م، حيث فسر على ضوئها السلوك الإنساني يرده إلى منطقة اللاشعور أو اللاوعي.
يبني تصور فرويد على أن: "في أعماق كل كائن بشري رغبات مكبوتة تبحث دوما على الاشباع في مجتمع لا يتيح لها ذلك، ولما كان صعبا إخماد هذه الحرائق المشتعلة في لا شعور، فإنه مضطر إلى تصعيدها أو إشباعها بكيفيات مختلفة: "أحلام النوم، أحلام اليقظة، هذيان العصابين، الأعمال الفنية".[1]
قدم لنا الناقد يوسف وغليسي جملة من التعريفات للنقد النفساني نذكر منها: "...دراسة شخصية المبدع (دراسة العملية الإبداعية في ذاتها (سيكولوجية الابداع)، أي ما هيتها النفسية وعناصرها وطقوسها الخاصة".[2]
ويقول أيضا: "...دراسة شخصية المبدع (الاتجاه البيوغرافي أو سيكولوجية المبدع) بمعنى البحث في دلالة العمل الإبداعي على نفس صاحبه".[3]
ويقول أيضا: "...دراسة العلاقة النفسية بين العمل الإبداعي والمتلقي (سيكولوجية التلقي أو الجمهور)"[4]، بمعنى أن التحليل النفسي للأدب ينبني على دراسة سيكولوجية أي الأثر النفسي التابع في النص الأدبي وصولا إلى صاحبه (الأديب)، وكذا المتلقي هذا النص (الجمهور المتلقي)، ويمكن أن نوضح هذا التصور بالمخطط التالي:
2-مبادئ النقد النفساني:
- ربط النص بلا شعور صاحبه.
- افتراض وجود بنية نفسية تحتية متجدرة في لاوعي المبدع تنعكس بصورة رمزية على سطح النص، لا معنى لهذا السطح دون استحضار تلك البنية الباطنية.
- النظر إلى الشخصيات (الورقية) في النصوص على أنهم شخوص حقيقيون بدوافعهم ورغباتهم.
- النظر إلى المبدع (صاحب النص) على أنه شخص عصابي Névrosé، وأن نصه الإبداعي هو عرض عصابي يتسمى بالرغبة المكبوتة في شكل رمزي مقبول اجتماعيا.
3-عيوب التطبيقات النفسية:
- الاهتمام بصحاب النص على حساب النص ذاته.
- الربط بين النص ونفسيته صاحبه، مع الاهتمام المبالغ فيه بمنطقه اللاوعي التي مثلها الدكتور عبد القادر فيدوح بـ"العلبة السوداء" التي يجد فيها الباحث النفساني كل تفسير لأسرار العمل الإبداعي.
- التسوية بين النصوص الرديئة والجيدة، وربما تفضيل الأولى على الثانية أحيانا حين تكون أكثر تمثيلا للفرضيات السيكولوجية.
- الإفراط في التفسير الجنسي للرموز الفنية.
- التعسف في فرض بعض التأويلات النفسانية على النصوص
-الاهتمام بالمضمون النفسي للنص( السلوكات والعقد) على حساب الشكل الفني.
خاتمة: استطاع رواد المنهج النفسي أن يؤسسوا منهجا يدرس الأدب بالرجوع إلى نفسية الأديب، حيث اعتبروه مريضا عصابيا بارجوع إلى أعمال فرويد: