الأهداف: Le Objectifs:

تهدف هذه المحاضرة إلى اكساب الطالب مهارة التعرف على الفلسفة الوضعية ومبادئها ومدى علاقتها بالنقد التاريخي.

- اكتساب الطالب القدرة على قراءة الأقوال النقدية، شرحها وتحليلها ومدى علاقتها بالنقد التاريخي.

مفهوم الفلسفة الوضعية: positivism

       هي فرع من فروع الابستيمولوجيا (نظرية المعرفة) التي نشأت في القرن الثامن عشر، وكانت تيار نقيضا للاهوت والميتافيزيقا اللذين يعتمدان على المعارف الايمانية والاعتقادية غير التجريبية، وترى هذه الفلسفة أن البحث الفلسفي لا يجوز أن يتعدى ما هو محسوس ومادي، من روادها: فرنسيس بيكون هو فيلسوف حديث.

مؤسس هذه الفلسفة: أوغست كونت في القرن 19م عاش الفترة (1798-1857) وقد وضع مصطلح الوضعية الذي يعني: "...أن العالم سيصل إلى مرحلة متقدمة جدا من الثقافة والفكر ستجعله قدرا على نفي كل الأفكار الدينية والميتافيزيقية... والمعارف التي ستصمد أمام الاختبار هي فقط المعارف العلمية المنهجية التي تعتمد على الحس والتجربة."[1]

4-النقد التاريخي: يرى يوسف وغليسي أن النقد التاريخي هو صرح نقدي راسخ واجه أغلب المناهج النقدية الحديثة المتلاحقة ويعرفه قائلا: "...هو منهج يتخذ من حوادث التاريخي السياسي والاجتماعي وسيلة لتفسر الأدب وتعليل ظواهر أو التاريخ الأدبي الأمة ما، ومجموع الآراء التي طيلت في أديب ما أو في فن من الفنون".[2]

       ويقول أيضا: "... فهو إذن يفيد في تفسير تشكل خصائص اتجاه أدبي ما، ويعين على فهم البواعث والمؤثرات في نشأة الظواهر التيار الأدبية المرتبطة بالمجتمع انطلاقا من قاعدة "الانسان ابن بيئته".[3]

       يتضح لنا من خلال القولين أن النقد التاريخي نشأ قديما وقد اعتبر التاريخ محورا وجزء مهما في تفسير الظاهرة الأدبية، فهو نقد سياقي يهتم بما يحيط بالنص من ظروف وسياقات خارجية تؤثر في الأديب بالدرجة الأولى، فعلى حسب وجهة الدراسين في هذا المجال أن المبدع يرتبط ارتباطا وثيقا بيئته فهو ابنها وجزء لا يتجزء منها وبالتالي يكون ابداعه لصيقا بهذه البيئة بالشكل الإيجابي أو السلبي.

5-رواده وأسسه:

1-هيبوليتين: H.taine (1828-1893): فيلسوف وناقد ومؤرخ فرنسي درس النصوص الأدبية في ضوء تأثير ثلاثية الشهيرة .

ويمكن أن نوضح تصور هيبوليتين بالجدول التالي:

العرق أو الجنس Race

هي مجموع الخصائص الفطرية أو الوراثية المشتركة بين أمة واحدة

البيئة أو المكان أو Milieu

تعني الفضاء الجغرافي وانعكاساته الاجتماعية في النص الأدبي

الزمان أو العصر Temps

مجموع الظروف السياسية والثقافية والدينية التي تأثر على النص

2-فردينان برونتيار: F.Brantiere: (1849-1906): هو ناقد فرنسي آمن بنظرية التطور لدى داروين (1809-1906) وحاول تطبيقها على الأدب، متمثلا الأنواع الأدبية كائنات عضوية متطورة، فكما تطور القرد إلى إنسان، تطور الأدب كذلك من فن إلى آخر وقد ألف كتابا سماه "تطور الأنواع الأدبية" سنة 1890.

 

3-سانت بيف Charle Angustin sainte beuve: (1804-1869): ناقد فرنسي أستاذ هيبوليتين حيث ركز على شخصية الأديب واعتبر النص تعتبر عن مزاج فردي لذلك كان ولوعا بالتقصي لحياة الكاتب، الشخصية العائلية، ومعرفة أصدقائه وأعدائه حالاته المادية والعقلية والأخلاقية، عاداته وأذواقه وآرائه الشخصية، وبالتالي كل ما يصب فيما كان يسميه "وعاء الكتاب" الذي هو أساس مسبق لفهم ما يكتبه ونقده.

خاتمة: وهكذا استطاع رواد النقد التاريخي أن يؤسسوا لمنهج قائم بذاته يدرس الأعمال الأدبية بالرجوع إلى السياقات التي تحيط بها( عرق- بيئة- زمان).

 

Last modified: Sunday, 14 July 2024, 7:19 PM