تهدف هذه المحاضرة إلى مايلي:

-       اكتساب الطالب مهارة التعرف على تيار الواقعية الاشتراكية وروادها ومبادئها

-       التمييز بين مبادئ الواقعية والواقعية الاشتراكية

-       تحديد الفترة التاريخية التي تؤطر كلا منهما 

1- مفهوم الفلسفة المادية: تقوم الفلسفة الماية على فكرة أن جميع الأشياء تشترك في تكوينها من نفس المادة، وأن الظواهر في العالم هي عبارة عن تفاعلات مادية،وهي فلسفة أحادية تعتمد على المادة عكس الفلسفة الثنائية التي ترى بان الأشياء تتكون من نوعين من المادة، والفلسفة التعدّدية.

تسمى الفلسفة المادية بالنظرية الفيزيائية أو المذهب الفيزيائي physicalism، وهي فلسفة ترى بأن كل الحقائق والأشياء التي تحصل في الكون تقوم على العمليات المادية.

2-تاريخها وأبرز روادها:

تعتبر الفلسفة المادية من أقدم الفلسفات، حيث يمتد تاريخها ألى ماقبل الميلاد، ويرتبط بداية ظهورها بالمدرسة القديمة الهندية والتي تسمى شارفاكا عام 600 قبل الميلاد، وبعد قرابة 200عام تطرّق بعض الفلاسفة الإغريقيون ألى أفكار تعود إلى الفلسفة المادية ومنهم: أرسطو ولوكريتيوس وطاليس الملطي، وايبيقور وديموقريطوس، وفيما يلي جدول يحصي أهم روادها:

التاريخ

الرواد

الفكرة

50ق.م

الفيلسوف لوكريتيوس

قصيدة بعنوان في طبيعة الأشياء

القرن 17

بيير جانسي

توماس هوبر

استخدما النظرية المادية للاعتراض عن النظرية الثنائية عند ديكارت.

1170

بارون دي هولباخ

أنظمة الطبيعة

1859

تشارلز داروين

كتاب أصل الأنواع

 

3-مفهوم الواقعية الاشتراكية:

هي أحد تيارات الواقعية وقد ظهر رسميا في الاتحاد السوفياتي في ثلاثينات القرن العشرين، وساد فيه وفي الدول الواقعة تحت تأثيره حيث أصبح موضة الالتزام والارتباط بالايديولوجيا

2-مبادؤها:

-اعتمادها على الايديولوجبا حيث يعتبر تيارا مغرقا في القدم رغم ان ملامحه النهائية صيغت في القرن 19م وتبلورت على شكل تيار أدبي حيث كانت الحضارات القديمة تعبّر عن مشاعر الإنسان وخلجاته من خلال عدّة طرق منها الإغراق في المثاليات والتحوّل إلى الأيديولوجيا الماركسية.

-استنادها على الفلسفة المادية في القرن 19م حيث استقل علم الاجتماع عن الفلسفة على يد أوغست كونت حيث تم إقصاء الميتافيزيقا والتأملات الفكرية البحثة وقامت الفلسفة المادية التي تقرّ بأن الوجود المادي سابق على الوعي وهذه الفكرة كان لها جذور فلسفية في الحضارات اليونانية القديمة.

-هي أداة للتعبير عن الطبقة العاملة حيث عبّرت عن التناقضات في المجتمعات البرجوازية والرأسمالية التي تمتلك فيها الأقلية رؤوس أموال ضخمة في حين يعيش جزء كبير من العمال تحت خط الفقر.

4- الواقعية الاشتراكية في الأدب:

إن التغيّرات والأشكال الثقافية المختلفة كالأدب والشعر والقصة والمسرح والسينما والفنون التشكيلية وغيرها تعبّر في الأصل عن مشاريع ومصالح اجتماعية وطبقية مختلفة ومتناقضة، وهي تعطي فكرة متكاملة عن نوعية المشاريع والأهداف التي بشّر بها هذه الطبقة أو تلك.

لقد واجهت الثقافة والأدب والفن الصراع الطبقي حيث تباينت الرؤى والنظرات الفنية والجمالية كالواقعية الطبيعية والنقدية.

إن عناصر الثقافة الديموقراطية والاشتراكية موجودة في كل ثقافة قومية حيث أنه في كل أمة توجد جماهير كادحة ومستغلة تؤدي ظروفها المعيشية بالضرورة إلى نشوء أيديولوجية الديموقراطية والاشتراكية ، حيث تأسست الواقعية الاشتراكية فعليا سنة 1934 في مؤتمر اتحاد الكتاب السوفيات على يد ماكسيم غوركي وأندري جدانوف، ولقد أثبتت قدرة كبيرة على الفعل التاريخي والدفع بالصراع الطبقي والوطني إلى الأمام عبر روايات ماكسيم غوركي، وأشعار مايا كوفسكي...

خاتمة: عبّر الأدب الذي كان نثرا أكثر منه شعرا عن الواقع المعاش بجميع تناقضاته وصراعاته والحياة اليومية للجماهير الكادحة بكل همومها ونضالاتها وفي حركتها وبهزائمها وانتصاراتها، فانه بهذا التوجه تبرز أولى مميزاتها الموضوعية والعلمية فكانت أعمالهم الفنية متدفقة بالحياة متنوعة ومليئة بالألوان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر تعديل: الأحد، 14 يوليو 2024، 7:18 PM