محاور المحاضرة:

-       مفهومها

-       الواقعية الفلسفية

-       العوامل التي ساعدت على ظهورها

-       سماتها وخصائصها

-       نماذج في النثر

 

1-  مفهومها: يعرّفها محمد فتحي المقداد قائلا:« الواقعية مذهب أدبي انتشر في النصف الثاني من القرن19م وبدايات القرن 20م، وتدعو إلى الإبداع الأدبي بتصوير الأشياء الخارجة عن نطاق الذات، والثورة على شرور الحياة، والكاتب الواقعي يأخذ مادّة تجاربه من مشكلات العصر الإجتماعية وشخصياته من الطبقة الوسطى أو طبقة العمال وغاية الواقعيين أن يصبح الإنسان سيّد الطبيعة في مجتمع عادل، ومن ثم كان الأديب الواقعي أكثر أمانة في تصوير بيئته». ومن يمكن أن نوضح الواقعية من خلال مقارنتها بالفلسفة المثاليةفيما يلي:

الفلسفة المثالية: ترجح العقل على المادة وتعتبر العقل أساس المعرفة، كما تربط الذات بموضوعها مباشرة.

الواقعية: تستند إلى الفلسفة المادية التي ترجح الوجود الموضوعي للأشياء، وتفصل بين المعرفة والذات العارفة فالمعرفة عندهم صورة مطابقة للأشياء في العالم الخارجي( الواقع).

2-الواقعية الفلسفية: realisme هي المذهب يقرر، للواقع الخارج عن التعقل وجودا مستقلا ويقتبس صدق الكلام بمطابقته للواقع، وهي بهذا المعنى تعارض المثالية idialisme، فتفرض أن تربط وجود الأشياء والطبيعة بالوجود الإنساني، وترى أن للعالم وجودا عينيا مستقلا عن الذات العارفة وأحوالها.

     ارتبطت الواقعية بنظرية المعرفة علما أنها كانت تطلق على عالم المثل عند أفلاطون بوصفها جواهر معقولة قائمة في عالم مستقل عن الوجود الإنساني، وفي العصر الوسيط كانت الواقعية مذهب فئة من الفلاسفة المدرسين الذين قالوا بوجود الكليات بمعزل عن الأشياء التي تمثّلها، فهي تمثّل وجودا واقعيا وموضوعيا مستقلا، وعلى هذه الواقعية أن تعارض الإسمية nominalism المذهب الذي يرفض أن تمثل الأسماء الكلية( الأفكار) وجودا سواء في العقل أو خارجهن ومن روادها: وليم جيمس...

3-العوامل التي ساعدت على ظهورها:

-مغالاة الرومنسية في نظرتها الفرد والمجتمع.

-مذهب الفن للفن وإهماله لقضايا المجتمع نهائيا.

- التأثيرية في هروبها من الواقع.

-التقدم العلمي الذي قام بناء على المنهج التجريبي في العلوم.

- تفشي النظرة النفعية في المجتمع الرأسمالي والجري وراء المال والمصلحة الفردية.

     كل هذا استدعى أن تظهر فئة من الأدباء ينظرون إلى الحياة والمجتمع نظرة موضوعية فاشتهرت بذلك الواقعية في الأدب وحاولت تصوير الحياة تصويرا واقعيا دون إغراق في المثاليات، أو جنوح صوب الخيال، وفي فرنسا في القرن 19م أصبحت الواقعية حركة أدبية واعية تعارض الحركة الرومانسية.

4-سماتها وخصائصها:

أ‌-     سماتها:

-الاهتمام بفئات وطبقات الناس جميعا.

-الموضوعية في تناول المجتمع، حيث انطلقت من المجتمع والناس بمختلف فئاتهم وطبقاتهم.

-اهتمت الواقعية بالإنسان في إطار تعامله مع المجتمع الذي يتأثر به ويؤثّر فيه.

- غياب العاطفة أثناء تصوير الواقع.

ب- خصائصها:

-       الرغبة في النثر على حساب الشعر ذلك أن النثر يتحرك في اتجاه لغة البشر خاصة المسرح.

-       تعطي اهتماما كبيرا بوصف التفاصيل مثا( الأصوات، الحركات، الألوان والأشكال)

-       تنطلق من الواقع في الطبيعة كماهي .

-       تقوم بتصوير الصراعات القائمة مع ذلك الواقع تصويرا واقعيا

-       تركز على جوانب المجتمعات الإنسانية مثل: الجريمة...

-       تعتمد على تحليل النص الأدبي وعرضه بكل موضوعية بعيدا عن أفكار الكاتب وآرائه وتوجّهاته ومعتقداته.

-       تبحث في الأسباب الكامنة وراء الظواهر في النص وتقوم بتأملها وتحليلها.

-       تعمل على إثارة العقول وتقوية الشخصية والإرادة لدى القراء وذلك من أجل دفعهم لمشاركة الكاتب في عملية البحث والتحليل وايجاد الحلول المناسبة لما يطرح من المشاكل.

-       التوفيق بين النص الأدبي وتطوّر العلم، والإستفادة من العلم المتعلق بالطبيعة في مادة الأدب.

6- نماذج في النثر:

     لقد نالت الرواية النصيب الأوفر من أدب الواقعيين وذلك لما تمتاز من ( سعة زمانية ومكانية، وشخصيات غير محدودة الذي تعرض تغيّرات المجتمع بأسلوب موضوعي ومن ذلك نذكر:

-       في القصة: محمود تيمور الذي تأثر بالأدب الفرنسي، حيث كانت أعماله القصصية لوحات لأوضاع اجتماعية مطعّمبالتخييل في مقدمة كتابه الشيخ جمعة

-       ومجموعة قصصية: ماء وطين ليحيى حقي

-       في الأدب: نجد طه حسين في كتابه" المعدّبون في الأرض، عبّر فيه عن رفضه لمظاهر الحرمان والفقر مطالبا بالعدالة الإجتماعية وتحقيق حقوق الإنسان.

-       في الرواية: نجد توفيق الحكيم في روايته" يوميات نائب في الأرياف"، حيث قدّم وصفا دقيقا لحياة الفلاحين في الريف المصري، وقد استعرض مظاهر الجهل والذل بين أجيال من الإقطاعيين.

  •       رواية يوسف إدريس( الحرام).
  • خاتمة: تركز الواقعية على ربط الأدب بالحياة الاجتماعية ونجحت في النثر أكثر من الشعر لأن النثر قريب من لغة البشر عكس الشعر الذي يعتمد على الانزياحات واللغة الإبداعية.
Modifié le: dimanche 14 juillet 2024, 19:16