علم الدلالة
Topic outline
-
المحاضرة الثالثة: الدلالة ونظرية التلقي 1:
سعت نظرية التلقي إلى تأسيس مفاهيم وآليات اجرائية لبلورة مستويات قراءة النص الأدبي ونقده فاعتبرت هذه النظرية منهجا للقراءة والتأويل، حيث اهتمت بالقارئ نظرا لدور هذا الأخير في بناء معنى النص وتحقيقه، نشأت في ألمانيا الغربية من ممثليها باوس و آيزر والأمريكي ستانلي فيش، وهي تهتم بكيفية تلقي النصوص والخطابات وتبيان الوسائل التي تتم بها عملية استقبال الكتابات الابداعية.
1/ نشأة النظرية:
نشأت نظرية التلقي مع نهاية الستينيات من القرن العشرين بألمانيا على يد كل من الأستاذين روبارت ياوس "HANS ROBERT JAUSS " وفولفا غانج من جامعة كونستانس الألمانية حيث حولت مجرى الدراسات الأدبية بالتركيز على طرق فعالية القراءة ودور المتلقي في انتاج هذه العملية.
2/مميزات نظرية التلقي:
تتميز نظرية التلقي عن غيرها من النظريات الأدبية بإعطاء السلطة للمتلقي وبوأته المكانة اللائقة في العملية الابداعية وبذلك تجاوزت النظرة السائدة التي كانت تنظر في العلاقة القائمة بين المبدع والقارئ على أنها علاقة منتج ومستهلك بمعنى أنها تركز على المتلقي وعلاقته بالنص الأدبي والكشف عن جماليته وكيفية تلقيه وتأويل النص يكون بتخطي القارئ حدود البيئة اللغوية المغلقة إلى عوالم وفضاءات واسعة القراءة والتأويل بإضفاء خبراته وثقافته على النص.
× مصطلحات أساسية في نظرية التلقي:
أ/مصطلح التلقي:
يدل التلقي الأدبي على : "الاستقبال أي اعادة الانتاج ، التكيف والاستيعاب التقييم النقدي لمنتوج أدبي أو لعناصره بإدماجه في علاقات أوسع." [1] يعني أن التلقي هو الاستقبال ويوضح ياوس معنى التلقي على أنه: "معنى مزدوج يشمل الاستقبال والتداول معا." [2] كما يدل التلقي في العالم الأمريكي على الاستجابة ومنه أن: الاستقبال والاستجابة مفهومان لصيقان بنظرية التلقي ومن الصعب فصل أحدهما عن الآخر"[3] ويعود هذا الاختلاف إلى التداول المصطلح من بيئة إلى أخرى.
ب/جمالية التلقي:
هي نظرية تهتم بالكيفية التي تم بها تلي النص الأدبي في لحظة تاريخية بعينها ولذلك نجدها ترتكز على شهادات المتلقي بشأن هذا النص أو بشأن الأدب عموما وعلى أحكامهم وردود أفعالهم المحددة تاريخا ونعتبرها عوامل حاسمة في تحديد كيفية التلقي في هذه اللحظة التاريخية بعينها
ج/مفهوم جمالية التأثير:
نطلق هذه النظرية من مبدأ أن النص الأدبي يبني بكيفية مسبقة استجابة قرائه المفترضين ويحدد بكيفية مسبقة قبلية سيروان تلقيه الممكنة حيث راحت تركز على النص بذاته من حيث التأثيرات التي يمارسها.
مثال: يمكن تمثيل ذاك بقراءة نص أدبي لأدبي نواس، فإن معانه لا يبتعد عن تاريخ التغيرات والتأويلات والجدالات التي دارت حول شعره وأي قراءة لهذا الشعر تستبعد هذه التأويلات بعد قراءة قاصرة ."[4] فتتعلق قراءته ببنية العمل وبتاريخ تلقيه والخصائص الجديدة لنوع الكتابة.
3/ شروط المتلقي في بناء معنى النص:
يشترط على المتلقي أثناء قراءة الأعمال الأدبية الإحاطة بجل المؤثرات الداخلية والخارجية التي يمكن أن تساعد في فهم النص وتأويله حيث يتمكن بخبرته الجمالية وبهذه التفسيرات من بناء معنى النص الأدبي.
× فعل التلقي وبناء المعنى: اعتبرت نظرية التلقي أن العمل الأدبي ليس نصا مكتملا وليس له وجود حقيقي إلا بوجود المتلقي الذي هو أساس بناء الفهم التي هو نتاج التفاعل بين النص والقارئ فركزت هذه النظرية في بناء المعنى على قطبين:
القطب الفني: هو نص المؤلف والقطب الجمالي هو التحقق الذي ينجزه القارئ عبر عملية القراءة واتباع المعنى.
[1] - فلسفة القراءة و إشكالية المعنى، حبيب مونسي، دار الغرب، الجزائر،ط2000، ص342.
[2] - جمالية التلقي، ياوس، تر: رشيد بن حدو، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، ط1، 2004، ص101.
[3] - استقبال النص عند العرب، محمد المبارك، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروت لبنان، ط1، 2009، ص27.
[4] - استقبال النص عند العرب، محمد المبارك، ص27.
-
-
-
الدلالة والتداولية:
تعريف التداولية:
يعرفها شارل موريس: "التداولية جزء من السيميائية التي تعالج العلاقة بين العلامات ومستخدمي هذه العلامات" ويعرفها ماري يلر: "التداولية هي دراسة استعمال اللغة في الخطاب"
ويعرفها فرانسوا أرمينكو:" التداولية علم الاستعمال اللساني ضمن السياق أي استعمال العلامات ضمن السياق"
ومن الواضح أن التعريفات التداولية ارتبطت بفكرة الاستعمال التي ترددت في التعريفات جميعها ويترجم اللسانيون التداولية pragmatique بعلم التخاطب ، علم الاستعمال وعلم المقاصد وهي علم متفرع عن اللسانيات الحديثة يسعى إلى استكشاف العناصر الاجرائية التي يحتكم اليها في تحديد المعنى وذلك بالتركيز على ثنائية المتلفظ والمتلفظ به في سياق الاستعمال وبهدف إلى التركيز على دراسة مدى امكانية الكشف عن قصيدة المتكلم من خلال احالة القول على السياق لمعرفة مدى التطابق أو عدم التطابق بين دلالة القول لسانيا وظروف السياق للكشف عن مجموعة القوانين العامة التي تتحكم بدلالة المنطوق سياقيا" .
صعوبة تحديد مفهوم التداولية:
ومما ينبغي تقريره هاهنا أن التداولية لا تنتمي إلى أي مستوى
من مستويات البنية اللغوية؛ الصوتية أو الصرفية أو النحوية أو الدلالية، وعليه فالأخطاء التداولية لا يمكن ان نعثر عليها في خروج المتكلم عن قواعد اللغة في أي من المستويات آنفة الذكر ، فهي تستوعبها جميعا ، لكنها لا تملك وحدات للتحليل أو مستويات للدراسة، إنه لمن الصعو بة بمكان الإلمام بتعريف مضبوط ودقيق للتداولية، وذلك للأسباب التالية:
ـ اتساع رقعتها المفهومية بحيث إنها لا تنتمي إلى أي من المستويات اللغوية المعروفة
لدى الباحثين، فهي دراسة فضفاضة تلقي بظلالها على جميع المستويات وليس لها وحدات للتحليل كما مر معنا سابقا .
ـ تعتبر التداولية ملتقى لكثير من العلوم، في حين أا لا تقف وتستقر عند أحد منها، فهي
تلتقي مع علم الدلالة، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة النفسي ، وتحليل الخطاب، يقول
محمود أحمد نحلة : " وهي كذلك لا تنضوي تحت علم من العلوم التي لها علاقة باللغة بالرغم أنها تتداخل معها في بعض جوانب الدرس." آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، محمود احمد نحلة ، ص 13 ـ ".
ويقول ( مانقونو ): " إنه من الصعب إنه من الصعب الحديث عن التداولية ، لأن هذا التعبير يغطيه العديد من التيارات من علوم مختلفة، تتقاسم عددا من الأفكار... واللسانيون ليسوا وحدهم المعنيين بالتداولية، بل يعني الكثير من علماء الاجتماع إلى المناطقة وتتجاوز اهتماماتها بمجموع الأبحاث المتعلقة بالمعنى والتواصل، وتطغى على موضوع الخطاب لتصبح نظرية عامة للنشاط التواصلي,"
المرجع نفسه 14
2/علم الدلالة والتداولية:
تبحث كل من التداولية وعلم الدلالة في دراسة المعنى في اللغة ويجعل بعض الحارسين التداولية امتدادا للدرس الدلالي فيصنف علم الدلالة ضمن القدرة على معرفة اللغة والتداولية تصنف ضمن الأداء والانجاز واستخدام اللغة.
3/ مهام التداولية:
تتلخص مهام التداولية في دراسة استعمال اللغة التي لا تدرس السنة اللغوية ذاتها ولكن تدرس اللغة عند استعمالها في الطبقات المقامية المختلفة أي باعتبارها كلاما محددا صادرا من متكلم محدد موجها إلى مخاطب محدد بلفظ محدد في مقام تواصلي محدد لتحقيق غرض تواصلي محدد فالتداولية عني بالشروط والقواعد اللازمة الملائمة بين أفعال القول ومقتضيات المواقف الخاصة به أي العلاقة بين النص والسياق.
4/ السياق والتداولية:
يعد السياق أحد مرتكزات التداولية في دراستها للغة أثناء استعمالها حيث يؤدي السياق وظيفة رئيسية في كشف مقاصد المتكلم الظاهرة والخفية فالتداولية علم الاستعمال اللغوي ضمن السياق أو طرائق استعمال العلامات ضمن سياق ما، فهو يتجاوز المفهوم التداولي الاصطلاحي إلى الاجراء العملي.
5/ أهداف التداولية:
تسعى التداولية إلى الاجابة عن الطروحات اللسانية من قبيل من يتكلم؟ من هو المتلقي؟ ما هي مقصدتينا أثناء الكلام؟ كيف نتكلم بشيء ونسعى لقول شيء آخر؟ ماذا عليها أن نفعل حتى نتجنب الغموض والابهام ففي عملية التواصل هل المعنى كافي لتحديد المقصود؟
تعني اللسانيات التداولية في سبيل دراستها للغة بأقطاب العملية التواصلية أي انها تهتم باللغة أثناء استعمال الكلام فتهتم بالمتكلم ومقاصده بعده محركا للعملية التواصلية وتراعي حال السامع أثناء الخطاب كما تهتم بالظروف الخارجية المحيطة بالعملية التواصلية ضمانا لتحقيق التواصل من جهة ولتشغيلها في الوصول إلى غرض المتكلم وقصده من كلامه من جهة أخرى ولعل هذاما جعلها أكثر دقة وضبطا.
6/ الدلالة و التداولية والنحو:
لاحظ شارل موريس تقاربا بين الدلالة والتداولية والنحو ورأى أن الحاجة إلى التفريق ملحة لأنها علوم يفرق بينها اشتغالها الخاص ومجالها التطبيقي فالنحو يدرس العلاقات بين العلامات اللسانية وعلم الدلالة يدرس علاقاتها بالأشياء وعلم التداول يدرس علاقات العلامات يستخدمها
التمييز بين موضوع الدلالة وموضوع التداولية:
إن التمييز بين العلمين هو تميز بين اللغة والكلام بين الحملة والقول فبينما تنتمي الجملة إلى اللغة بوصفها كيانات لغوية تنتمي الأقوال إلى الكلام بوصفها تجسدات عملية للحمل في الكلام بمعنى الجملة يشكل موضوعا لعلم الدلالة ومعنى القول يشكل موضوعا للتداولية ويمكن تلخيص الفروق بين العلمين فيما يلي:
- يدرس المعنى بمعزل عن السياق
- موضوعاته: البنية الدلالة للمفردات العلاقات الدلالية : الترادف.....
- علاقة الألفاظ بالحقائق التي تشير إليها
- يدرس اللغة
- يدرس معاني الجمل على اعتبار أن الحملة كيانات لغوية تنتمي إلى اللغة.
- يدرس المعنى في سياق الاستعمال
- علاقة العلامات بمستخدميها أفعال الكلام، أصول التعاون
- يدرس الكلام
- يدرس معاني الأقوال على اعتبار أن القول من حين هو تجلي فعلي وتجسد عملي للجمل ينتمي ويصنف ضمن الكلام
اهتمامات التداولية:
تقر الدراسات المهتمة بالنقد الحديث على أن دراسة المعنى وعلاقته بموقف الكلام توجه جديد يحتل قمة اهتمامات التداولية، وللكلام جوانب كثيرة طلاعها مجال الدرس التداولي وهي المخاطبين وسياق التفوه والفعل الانجازي والتفوه بوصفة نتاجا وبهذا فالتداولية بالنظر إلى مباحثها هي نظرية استعمالية حيث تدرس اللغة في استعمال الناطقين بها، ونظرية تخاطبية تعالج شروط التبليغ والتواصل الذي يقصد إليه الناطقون من وراء الاستعمال للغة.
المحاضرة التاسعة: الدلالة والتأويل:
مما لا شك فيه أن تحليل الخطاب بالضرورة هو تحليل للغة في الاستعمال و لأن الخطاب ينقسم إلى معنى ظاهر و معنى خفي، كانت بالضرورة تلزم العلماء للاهتمام بهذا الجانب للوصول إلى قصد المتكلم أو المخاطب من خلال ظاهرة التأويل، ، و التي نالت الاهتمام الواسع من طرف علماء اللغة، و ذلك لأن الخطاب هو ملاذ كل مخاطِب، و الذي يصب فيه أفكاره و رؤاه في أبعاده المختلفة: الثقافية و الاجتماعية...و لا يتم ذلك إلا بمحاولة لفك الرموز التي تنغلق على ذاتها، و تبتلع مفاتيحها، و مع هذا الانغلاق تغيب ذات المخاطب لتظهر ذات المخَاطَب الذي توكل له مهمة الإبحار عبر عوالم هذا الخطاب، و كسر أقفاله، و محاولة الولوج إلى أعماقه بما يسمى التأويل و الذي يؤول إلى بيان المعنى و القصد من مراد المخاطِب، و هذا لا يتم إلا من خلال معرفة السياق.
و مهما يكن من أمر فإن إشكالية التأويل و علاقتها بالسياق على اختلاف اتجاهاتها، أي من حيث النظريات التي تطرقت إليها، فإنها تعد اللبنة الأساسية لكل خطاب،
-
-
الدلالة والسيمائيات:
إن الانسان علامة وما يحيط به علامة، وما ينتجه علامة، وما يتداوله هو أيضا علامة والخلاصة أنه لا شيء يفلت من سلطان العلامة، فالعلامة هي عنصر داخلي يصور نضرة شاملة يتناول الانسان كتجربة متعددة الأبعاد: إنه منتج للدلالة ومروج لها وأول ضحاياها.
1ـ العلامة عند بيرس:
إن العلامة عند بيرس تشتغل وفق مبادئ هي:
مبدأ الثلاثية ومبدأ الاحالة ف الماثول représenta men يحيل على موضوع objet عبر
مؤول[1]" interprétant " مثال سيارة : تتكون من ماثول هو سلسلة الأصوات من" س ي ا ر ة " ومن موضوع وهو ما تحيل عليه السيارة باعتباره في ذاته قاعدة و للإحالة.
1/تعريف السيمياء:
أـ لغة:
"السومة والسيماء: علامة وسوم الفر: جعل عليه علامة والسومة بالضم العلامية يجعل على الشاه وفي الحرب أيضا والخيل المسومة بالضم علامة يجعل على الشاة وفي الحرب أيضا والخيل المسومة هي التي عليها السمة وقال ابن الأعرابي : السيم العلامات على صفوف الغنيم.
بـ ـ اصطلاحا:
علم يدرس العلامة وحياتها داخل الحياة الاجتماعية فالسيمائية علم يدرس كل أنساق العلامات التي بفضلها يتم التواصل بين الناس سواء كانت علامات لغوية أو غير لغوية.
ـ موضوع السيمياء:
موضوع السيميائية هو العلامات وأنساقها لأن السيميائية انطلقت أساسا من مشروع دوسوسير دراسة العلامات في كنف المجتمع.
تقسيم بيرس للعلامة[2]:
يقسم بيرس العلامة تقسيما ثلاثيا وذلك كالآتي:
أ / الماثول: هو الشكل الذي تتخذه الاشارة ويعرفه بيرس بقوله إن العلامة أو الماثول هي شيء يعوض بالنسبة لشخص ما شيئا ما بأية صفة وبأية طريقة." [3]. فالماثول هو لا يقوم إلا بالتمثيل ويستفاد من هذا أن الماثول ليس واقعة لسانية بالضرورة ويحل محل شيء آخر وأداة للتمثيل فهو المعرفة المفترضة من خلال وجود باث ومتلق قطعة من ورق أحمر هي ماثول كعينة لعلبة صاغة (موضوع) إن نمط اشتغال ماثول مالا يحدده سوى الموقع الذي يحتله داخل نسق سيميائي ما وهو قريب من مفهوم الدال ف: ش ج ر ة ماثول نشر إلى الشجرة الأصل
ب/الموضوع: هو ما يقوم الماثول بتمثيله ولا يشتغل إلا إذا نظر إليه على أنه علامة ويعرفه بيرس على أنه : العلامة التي تفرضها العلامة لكي تأتي بمعلومات إضافية تخص هذا الموضوع"[4]. فهو أولا : المعادل الرمزي المفهومي الذي يحيل عليه الماثول ثم ما تضيف عليه السياقات الثقافية والسيرورات المعرفية من معلومات ومعارف فلقطة كتاب تشير إلى ذلك الشيء المعين
ج/المؤول: هو الرابط أو القانون الذي يحكم أو ينظم إحالة الماثول على الموضوع "إنه هو الذي يحدد للعلامة صحتها ويضعها للتداول كواقعة ابلاغية"[5]
السيميولوجيا عند دوسوسير:
ما يمكن تأكيده من خلال محاضراته أنه لم يتناول هذا العلم الذي اصطلح عليه اسم سيميولوجيا بالدراسة ولم يضع له قوانين إنما أشار إليه اشارة جوهرية، حيث كان يبحث عن موقع اللغة بين الحقائق البشرية واعتبرها منظومة من العلاقات التي تعبر عن فكر ما وعليه فالسيميولوجيا عند دسوسير تعني بعموم العلامات في نطاق المجتمع ويبدو التأثير السيكولوجي واضحا في نظريته.
العلامة عند سوسير: يعتبر سوسير العلامة كيانا نفسيا ثنائي المبني يتكون من دال الصورة الصوتية والمدلول الصورة السمعية يرتبطان فيها بينهما ارتباطا وثيقا وقويا لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر لأن انتقاء أحدهما يؤدي إلى انتقاء العلامة.
السيموطيقا عند بيرس:
هي نشاط معرفي تهتم بكل ما تنتجه التجربة الانسانية عبر مجمل لغاتها فالكون ذاته ليس لذلك إلا في حدود استقالة كعلامة فالإنسان علامة وما يحيط به هو علاة وما ينتجه هو علامة
والخلاصة لا شيء يفلت من سلطان العلامة.
الدال الرمز الممثل (أحمر) العلامة (الخطر)
وانطلاقا من التقسيم الثلاثي بالنسبة لبيرس فالممثل يدل على الموضوع انطلاقا من العملية الربطية التي تقوم بها العلامة المؤول وهي علامة تتجسد بمثابة الفكر في محاولة تفسير معالم الأشياء.
تعريف السيموز:
هو الفعل المؤدي إل انتاج الدلالات وتداولها أي مبرورة يشتغل من خلالها شيء ما باعتبار علامة أو هو الوظيفة السيميائية وقد كان شارل سندرس بيرس أول من أدخل مفهوم السيموز إلى ميدان السيميائيات وهو في نظره : "سيرورة يشتغل من خلالها شيء ما كعلامة تستدعي ثلاثة عناصر هي ما يكون العلامة ويضمن استمرارها في الوجود والاشتعال عنصر واحد يقوم بالتمثيل (ماثول) وآخر يشكل موضوع التمثيل (موضوع)وثالث وسيط بين الاثنين وهو ما يقود إلى الامتلاك الفكري للتجربة الانسانية في مظهرها الصافي"[6] فانتاج الدلالة يستدعي حضور العناصر الثلاثة داخل سلسلة من الاحالات مثال شجرة :
1ـ أداة تمثيل هي متوالية صوتية 2ـ شيء ما موضوع للتمثيل : سواء كان موضوع للتداول أو متخيلا أو واقعيا
3ـ العالم الذهني الفكر الذي يربط رمزيا بين الموضوع وأداة التمثيل
السيمياء ومعنى النص:
تبحث السيميائية عن المعنى من خلال بنية الاختلاف والشكل والبنى الدالة وهي بذلك لا تهتم بمن قال النص أو بالنص في حد ذاته وإنما اهتمامها منصب حول اشكالية كيف قال النص من قاله ومن أجل ذلك يفكك النص وياد تركيبه من جديد لمتحدد ثوابته البنيوية وتعتمد على المبادئ التالية:
أ/التحليل المحايث: يعني اقصاء كل الظروف الخارجية كظروف النص أو المؤلف والتركيز على ايجاد الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين العدالة فالمعنى يجب أن ينظر إليه على أنه أثر ناتج عن شبكة من العلاقات الرابطة بين العناصر
ب/التحليل البنيوي: إن ادراك المعنى يقتضي وجود نظام مبني على مجموعة من العلاقات فعناصر النص لا دلالة لها إلا عبر شبكة العلاقات القائمة بينها وعليه يستوجب التحليل البنيوي الدراسة الوصفية الداخلية للنص ومقاربة شكل المضمون.
ج/ تحليل الخطاب: إذ كانت اللسانيات البنيوية تهتم بدراسة الجملة انطلاقا من مجموعة من
المستويات المنهجية حيث تبدأ بأصغر وحدة وهي الصوت لتنتقل إلى أكثر وحدة لغوية وهي الجملة "فإن السيميائية تتجاوز الجملة إلى تحليل الخطاب"[7] .
الدلالة والسيميوز: لا توجد الدلالة خارج العلامات فهي تتسرب عبر الأدوات التمثيل والمعنى لا يوجد خارج اللغة، إنه مبثوث في فعل الابلاغ والكلام والانتاج وما دام الشيء في حد ذاته علامة فلن يكون مجديا لبحث عن إحالة خارج ما يرسمه الفكر أي خارج ما ترسمه العلامات داخل نسيج السيموز.
وفعل العلامة مرتبط بنشاطين مختلفين ومتكاملين هما:
أ/ الأول مرتبط بفعل انتاج الدلالة في مستواها التقريري الحرفي فالطابع الموضوع للمعنى يتجدد من خلال ما يشير ويمثل عليه العلامة فهي لا تتجاوز ما هو معطي (ما يخص معنى العلامة ومعنى النص ) فهو أساس تبنى عليه مجمل المعارف التي تنتجها حركة الاحالات اللاحقة.
ب/الثاني يحيل الممثل إل موضوع جديد من الدلالات التي ليست معطى مباشر بل تشير إلى تجربة ضمنية وتدخل من خلالها الذات المؤولة لعنصر أساسي في عملية انتاج الدلالات المؤولة.
الفرق بين العلامة عند دوسوسيير و العلامة عند بيرس:
سوسير بيرس
-أصلا لسانيا للنظرية السيميائية أصلا منطقيا لها
الدال هو الرمز الرمز هو الممثل
المدلول المؤول
الموضوع
مبنى ثنائي مبنى ثلاثي
العلامة لغوية العلامة لغوية و غير لغوية
نشأت السيمياء والدلالة واللسانيات من خلال تطور الفكر حول المعنى بحيث كان الحث عن المعنى وفي المعنى متضمنا في البحث اللساني ونضمن ذلك أيضا محتوى البحث السيميائي وذلك حول تبرير اتباع المعنى.
*الدلالة والسيميوز: لا توجد الدلالة خارج العلامات فهي تتسرب عبر الأدوات التمثيل والمعنى لا يوجد خارج اللغة، إنه مبثوث في فعل الابلاغ والكلام والانتاج وما دام الشيء في حد ذاته علامة فلن يكون مجديا لبحث عن إحالة خارج ما يرسمه الفكر أي خارج ما ترسمه العلامات داخل نسيج السيموز.
وفعل العلامة مرتبط بنشاطين مختلفين ومتكاملين هما:
أ/الأول مرتبط بفعل انتاج الدلالة في مستواها التقريري الجرفي فالطابع الموضوع للمعنى يتجدد من خلال ما يشير ويمثل عليه العلامة فهي لا تتجاوز ما هو معطي (ما يخص معنى العلامة ومعنى النص ) فهو أساس تبنى عليه مجمل المعارف التي تنتجها حركة الاحالات اللاحقة.
ب/الثاني يحيل الممثل إل موضوع جديد من الدلالات التي ليست معطى مباشر بل" تشير إلى تجربة ضمنية وتدخل من خلالها الذات المؤولة لعنصر أساسي في عملية انتاج الدلالات المؤولة." [8]
أمبراطوايكو umbertoeco: سيميائي ورائي ايطالي من المساهمين الكبار في تطور مجال السيميائيات وتأويل مختلف الأنظمة الدالة.
-----------------------------
[1] - دروس في السيميائيات، مبارك، دار توبقال للنشر، ط1 ، 1987، ص63.
[3] - السيميائية مفاهيمها و تطبيقاتها، سعيد بنكراد، ص 98.
[4] - السيميائية مفاهيمها و تطبيقاتها، سعيد بنكراد، ص 98.
[5] - المرجع نفسه، ص 99.
[6] - السيميائية، اصولها و مفاهيمها، سعيد بنكراد، ص 99.
[7] - المرجع نفسه، ص 99.
[8] - - أفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، محمود أحمد نحلة، دار المعرفة الجامعية الاسكندرية، 2002، ص12.
-
الدلالة والتأويل:
مما لا شك فيه أن تحليل الخطاب بالضرورة هو تحليل للغة في الاستعمال و لأن الخطاب ينقسم إلى معنى ظاهر و معنى خفي، كانت بالضرورة تلزم العلماء للاهتمام بهذا الجانب للوصول إلى قصد المتكلم أو المخاطب من خلال ظاهرة التأويل، ، و التي نالت الاهتمام الواسع من طرف علماء اللغة، و ذلك لأن الخطاب هو ملاذ كل مخاطِب، و الذي يصب فيه أفكاره و رؤاه في أبعاده المختلفة: الثقافية و الاجتماعية...و لا يتم ذلك إلا بمحاولة لفك الرموز التي تنغلق على ذاتها، و تبتلع مفاتيحها، و مع هذا الانغلاق تغيب ذات المخاطب لتظهر ذات المخَاطَب الذي توكل له مهمة الإبحار عبر عوالم هذا الخطاب، و كسر أقفاله، و محاولة الولوج إلى أعماقه بما يسمى التأويل و الذي يؤول إلى بيان المعنى و القصد من مراد المخاطِب، و هذا لا يتم إلا من خلال معرفة السياق.
و مهما يكن من أمر فإن إشكالية التأويل و علاقتها بالسياق على اختلاف اتجاهاتها، أي من حيث النظريات التي تطرقت إليها، فإنها تعد اللبنة الأساسية لكل خطاب،
مفهوم التأويل:
أ/لغة: جاءت بمعنى الرجوع مصدره أول: الرجوع إلى الشيء يؤول أولا و مآلا: رجع، و أول إليه الشيء: رجعه، آلت عن الشيء: ارتددت"لسان العرب، ابن منظور،ج1/ص132 . فالدلالة التي تحملها كلمة «التأويل » هي الرجوع و التغيير.
ب/اصطلاحا: نال التأويل اهتمام جميع المفسرين و الفقهاء و المتكلمين و الفلاسفة إلى غاية الأدباء و النقاد، ولكن ارتبط مفهوم التأويل عند الأصوليين بالمجاز مثلما هو عند الفلاسفة من أمثال ابن الرشد: "هو اخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز ومن سمية الشيء بشبيهة أو غير ذلك من الأشياء التي عددت في تعريف أصناف الكلام المجازي." الخطاب و التأويل، المركز الثقافي، زيد أبو حامد، الدار البيضاء، المغرب الأقصى، بيروت، لبنان، ط1، 2000 ص ، 64. فالتأويل ليس بالشيء الجديد على الثقافة العربية الاسلامية فقد وردت كلمة تأويل في القرآن الكريم ابتغاء تأويله ولم يفرق القدماء ابتداء بين التفسير والتأويل ووصفهما بأنهما مترادفين فالتفسير يأخذ بظاهر النص والتأويل يأخذ بما وراء النص.
التأويل على أنواع:
التأويل القريب: لا يحتاج إلى قرينة التأويل البعيد: لا بد أن يقترن بقرينة ما ليصبح راجحا
التأويل عند المحدثين:
ربط بول ريكو و "امبرايطو ايكو" التأويل بالنص وذلك عن طريق القراءة المتعددة و الفهم المختلف، لأن كل قارئ لنص ما يمكن أن يحدد معنى للنص الذي قرأه بخلاف غيره الذي قدم قراءة مغايرة لما قرأه الأول، حيث يقول : « التأويل هو فن تأويل النصوص في سياق مخالف مؤلفيها و جمهورها الأول، يهدف اكتشاف أبعاد جديدة و بالإضافة إلى إشارة العرب إلى علاقة التأويل بالاستعارة، نجد هذا جليا عند الغربيين الذين يؤكدون أن التأويل يرتبط بالعلاقات السيميائية والسياق هو الذي يحدد المعنى من خلال الوضع اللغوي والثقافي للمتلقي فالتأويل مرتبط بالنص. كما برز التأويل الاستعاري الذي يستند إلى المؤوّلات أي إلى وظائف سيميائية نصف مضمونها وظائف سيميائية"
---------------------------------