تحليل السياسة الخارجية
Aperçu des sections
-
-
الدكتور جمال بن مرار
أستاذ محاضر أ
جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة / الجزائر
كلية الحقوق والعلوم السياسية/ قسم العلوم السياسية.
مسؤول فريق اختصاص ماستر علاقات دولية
مختبر الأمن القومي الجزائري: الرهانات والتحديات.
يوم الاستقبال : الاثنين / الساعة 11سا إلى 12ساو30د القاعة 13.
-
مقياس تحليل السياسة الخارجية
السنة الثالثة ليسانس علوم سياسية/ تخصص: علاقات دولية.
وحدة التعليم الأساسية: تحليل السياسة الخارجية
الحجم الساعي السداسي: 144 سا
محاضرة/ المعامل: 3 / الأرصدة: 6.
الامتحان حضوري
-
أهداف التعليم:
- تمكين الطالب من دراسة وتحليل وفهم وتفسير السلوك الخارجي للدول.
- - يهدف هذا المقياس إلى سد الفجوة بين النظري والتطبيق في تحليل السياسة الخارجية.
-
- المدارس الفكرية في تفسير السياسة الخارجية.
-
تمثل الواقعية الجديدة Neorealismبحق المرحلة الأبرز بين مراحل تطور النظرية الواقعية، وقد تأسست هذه النظرية على يد كينيث والتزWaltz Kenneth، حيث أودعها كتابه الشهير المعنون بنظرية السياسة الدوليةPolitics International of Theory؛ والصادر عام .1979 ويتمثل المنطلق الفكري الأساسي للواقعية الجديدة في البنية الفوضوية للنسق الدولي باعتبار أن هذه البنية، وليست الطبيعة البشرية، هي المحدد والموجه لسلوكيات الدول وخياراتها، وعلى ذلك يطلق على ً الواقعية النسقية Systemic ً الواقعية البنيوية هذه النظرية أيضا Realism Structural، وأحيانا .Realism وإذا كانت الفرضية الأساسية في واقعية مورجنثاو تتمثل في انعكاس الطبيعة البشرية المتسمة بالأنانية على صانع السياسة الخارجية ومن ثم على سلوك الدولة الخارجي؛ فإن الواقعية البنيوية، وعلى رأسها كينيث والتز، ترفض هذا التصور باعتبار أنه من الصعوبة بمكان تحديد الطبيعة البشرية وفق معايير علمية صارمة، وأن التركيز على الجوانب الشخصية لصناع القرار ليس من شأنه أن يقودنا إلى فهم صحيح لحقائق العلاقات الدولية، والأحرى في هذا الصدد أن نركز على طبيعة بنية النظام System of the Structure لأنه حتى وإن اتسمت الشخصيات القائمة على صنع القرار النظرية الواقعية وتحليل السياسة الدولية من مورجنثاو إلى ميرشايمر "دراسة تقويمية" د. أحمد محمد وهبان 24 بالسخاء على المستوى الشخصي فإنها ستكون مضطرة للتعامل بأنانية في مضمار السياسة الدولية باعتبار أن الأنانية هي طبيعة هذه السياسة.
-
الخارطة الذهنية
Mind map
-
السياسة الخارجية
1- مفهوم السياسة الخارجية.
لا يوجد تعريف متفق عليه لمفهوم السياسة الخارجية عند علماء علم السياسة بشكل عام وعلماء العلاقات الدولية بشكل خاص، وعلى هذا الأساس فقد تعددت تعريفات الباحثين والمختصين في هذا المجال ومن بينها:
1- تعريف " كورت": السياسة الخارجية هي السياسة التي تتبعها الدولة من أجل تحديد مسلكها تجاه الدول الأخرى، يعني أنها برنامج الغاية منه تحقيق أفضل الظروف الممكنة للدولة بالطرق السلمية التي لا تصل حد الحرب.
2- السفير " ليون نويل": عرف السياسة الخارجية على أنها فن إدارة العلاقات بين دولة أخرى.
3- مودلسكي: السياسة الخارجية أنها نظام الأنشطة الذي تطوره المجتمعات لتغيير سلوكيات الدول الأخرى، ولأقلمة أنشطتها طبقاً للبيئة الدولية.
4- فيرنس وريتشارد سنايدر: يعرفان السياسة الخارجية باعتبارها منهج للعمل أو مجموعة من القواعد أو كلاهما، ثم اختياره للتعامل مع مشكلة أو واقعة معينة تحدث فعلاً أو تحدث حالياً أو يتوقع حدوثها في المستقبل، و يرى سنايدر في هذا المجال أن الدولة تُحَدد بأشخاص صانعي قراراتها من الرسميين، ومن ثم فأن سلوك الدولة هو سلوك الذين يعملون باسمها، و السياسة الخارجية هي عبارة عن سلسلة لقرارات اتخذت من قبل اشخاص يتولون المناصب الرسمية في الدولة، و قد أهتم "سنايدر" في دراسة السياسة الخارجية بالبعد الإدراكي عند صانعي القرار، و هذا يعني أن هؤلاء صناع القرار يتعاملون مع من حولهم بموجب أدراكهم الحسي، وكذلك بالنسبة للبيئة و التصورات المكونة في مخيلتهم.
5- روزيناو: يعرف السياسة الخارجية بأنها منهج للعمل يتبعه الممثلون الرسميون بوعي من أجل العمل على تغيير موقف معين في النسق الدولي بشكل يتفق والأهداف المحددة سلفاً.
6- حامد ربيع: يعتبر السياسة الخارجية هي جميع صور النشاط الخارجي حتى لو لم تصدر عن الدولة كحقيقة نظامية.
7- محمد السيد سليم: يعرفها بأنها برنامج العمل العلني الذي يختاره الممثلون الرسميون للوحدة الدولية من بين مجموعة من البدائل البرامجية المتاحة من أجل تحقيق اهداف محدودة في المحيط الخارجي.
ومن هذا المنطلق نذهب بالقول من أن السياسة الخارجية لأي دولة تعكس وجود عملية ديناميكية تأخذ بنظر الاعتبار المصلحة القومية والظروف البيئية الدولية، كما تجسد السياسة الخارجية عن وجود خطوات عديدة وهي على النحو التالي:
1- قيام الدولة في الغالب يترجمه المصالح القومية إلى مبادئ وأهداف محددة في حالة تبني سياسة خارجية محدودة.
2- أن صانعي القرار في ترجمة المصالح القومية يأخذون في حساباتهم الظروف البيئية المختلفة على المستوى الداخلي والخارجي.
3- أن تحقيق الأهداف المراد تحقيقها يتطلب من صانع القرار رفد العوامل المادية والبشرية والتكنولوجيا.
4- قيام صانع القرار من تطوير خطته أو استراتيجيته تبعاً لقدرات والامكانيات الدولة إلى درجة من الممكن التعامل مع مواقف السياسة الخارجية بالسلوك العقلاني من أجل تحقيق الأهداف الخارجية للدولة.
5- تبني الدولة مواقف إيجابية التي من شأنها تحقيق مصالح الدولة الخارجية تبعاً لقدرات الدولة.
6- قيام مؤسسات الدولة جميعاً بتقييم دوري للتقدم الذي أنجزته هذه المؤسسات تجاه تحقيق أهداف الدولة الخارجية.
2- السياسة الخارجية والسياسة الدولية:
يبين المختصين بالسياسة الخارجية على أن هناك تفاعل بين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية أما عن طريق الاستجابة أو ردة الفعل أو كلاهما، وقد وردت في هذا الموضوع مجموعة من التعاريف التي تبين مصطلح السياسة الدولية، فالدكتور حامد ربيع يعرف السياسة الدولية على أنها التفاعل الذي لابد أن يُحدث الصِدام والتشابك المتوقع والضروري نتيجة لاحتضان الأهداف والقرارات التي تصدر من أكثر من وحدة سياسية، وعلى هذا الأساس يستنتج من هذا التعريف مجموعة من الملاحظات التي يمكن إيجازها بالآتي:
1- أن السياسة الخارجية هي عنصر من عناصر السياسة الدولية لكن بوصفها ليس تعبيراً عن أهداف محلية، وإنما بوصفها نموذجاً من نماذج السلوك الدولي.
2- أن السياسة الدولية بهذا المعنى تفترض علاقات تقاطعية تفرض تفاعل بين أكثر من دولة واحدة.
3- أن السياسة الدولية لا تقتصر على مجرد العلاقات بين الدول بل العلاقات تتأسس بين مختلف أشكال التنظيمات حتى غير الرسمية، طالما لها صفة دولية والأكثر تفصيلاً تعني:
1- أن السياسة الدولية تشمل في العمل ايضاً المنظمات غير الحكومية مثل منظمة الصليب لأحمر والاتحادات العمالية والجمعيات العلمية الدولية.
2- المنظمات الدولية الحكومية على الرغم من أنها تشكل جزء من السياسة الخارجية إلا أنها تتضمن عنصراً مستقلاً عنها.
و هناك ثلاث مفاهيم اساسية تستخدم في تنظير السياسة الدولية هي الفاعلون و الأهداف و الأدوات، لكن كلاً من هذه المفاهيم في حالة تغيير، و يبين اصحاب النظرية الواقعية التقليدية نظرتهم من هذه المفاهيم الثلاث، و يؤكدون أن الدولة تعتبر من ضمن الفاعلون على اعتبار أنها الوحيدة التي تحتل هذه الأهمية، أما ما يخص الأهداف فأن الدولة لم تعد تولي أهتماماً فقط لجوانب الأمن و القوة العسكرية بل تأخذ في الحسبان الرخاء الاقتصادي و أمور اجتماعية مختلفة مثل تهريب المخدرات و أنتشار الأيدز و التغييرات البيئية، أما الأدوات فهي في تغير مستمر فبالسبة للنظرة التقليدية السابقة تعد القوة العسكرية هي الأداة الوحيدة ذات لأهمية في العلاقات الدولية، أما في عالم اليوم فقد وجدت القوى الكبرى من أن استخدام القوة العسكرية من أجل تحقيق أهدافها أصبح أكثر كلفة من السابق، بالتالي فقد بدأت هذه الدول تتجه بأتباع قنوات أخرى غير العسكرية من أجل تحقيق أهدافها.
3- السياسة الخارجية والاستراتيجية:
يعود مصطلح الاستراتيجية إلى الاغريق حيث تميزت تلك الفترات من حياتهم بالحروب و القتال، ومثلت هذه الكلمة من حيث المضمون عندهم بمعنى " فن القائد" أو " فن الأشياء العامة"، أما من حيث المعنى فقد اقترنت الاستراتيجية بالقيادة العسكرية لكن فيما بعد تطورت و أتسعت لتتضمن الفعاليات السياسية الاقتصادية والاجتماعية،ـ فيما بعد أصبح لهذه الكلمة أكثر من تسمية لذلك توجب التمييز فيما بينها، فأصبحت الاشارة إلى التمييز الاستراتيجية العليا و العظمى والوطنية والعسكرية على اعتبار أن هذه الاستراتيجيات تدخل ضمن مفهوم الأمن القومي.
وقد عرف " ليدل هارت" الاستراتيجية بانها فن توزيع واستخدام مختلف الوسائط العسكرية لتحقيق هدف السياسة.
أما قاموس " أكسفورد" عرفها بأنها فن القائد العام، وكذلك فن عرض وتوجيه الحركات العسكرية الكبيرة، وأنها تختلف عن التعبئة التي تعتبر إدارة القوات في المعركة.
وقاموس العلوم السياسية فيعرفها بإنها خطة عمل لدحر عدو أو لتحقيق هدف ما، و تشير الاستراتيجية إلى خطة شاملة أو للأمد الطويل تتألف من سلسلة من الحركات من أجل هدف عام.
أما اليوم فأن الاستراتيجية من حيث معناها المعاصر بدأت تحتوي على جوانب سياسية واقتصادية ودعائية وفنية، حيث دخلت في عملية التخطيط الاقتصادي لتكون استراتيجية اقتصادية، وفي التخطيط السياسي من أجل خلق استراتيجية سياسية.
4- السياسة الخارجية والعلاقات الدولية:
لقد نشأت العلاقات الدولية مع نشوء الدولة القومية لذلك اعتبرت الدولة هي المصدر الساس في تنظيم هذه العلاقات، وقد دخل هذه المفهوم حيز الواقع العملي في القارة الأوروبية في نهاية القرن الثامن عشر و شاع في ارجاء العالم كافة من خلال الاستعمار الأوروبي، بالتالي فقد ارتبط تاريخ الدولة القومية بعدد من الحروب أمثال حرب الثلاثين عام التي تسببت بمقتل 30% من سكان أوروبا الوسطى، و التي دفعت الدول الأوروبية لإبرام اتفاقية ويستفاليا 1648 في مدينتي مونستر و أوزنابروك، و قد قسمت هذه المعاهدة ألمانيا إلى 350 دولة صغيرة.
لقد حصل تقدم في دراسة الظواهر الدولية، و على اثر ذلك أعتبرت العلاقات الدولية حديثة إذا ما قورنت بدراسة العلوم التي تهتم بالظواهر الدولية مثل العلوم السياسية و التاريخ الدبلوماسي و القانون الدولي العام، لكن هذا لا يعني أن العلاقات الدولية كقاعدة أساسية لم تكن قديماً بل ترجع جذورها إلى تحليل الحروب التي نشبت بين المدن اليوناينة القديمة.
أما من حيث ما ورد من تعاريف توضح معنى هذا المصطلح فهي على النحو التالي:
1- سبيكمان: يعتبر من بين أوائل الباحثين الذين حاولو تقديم تعريف لهذا الحقل فقد عرف العلاقات الدولية بانها العلاقت التي تربط افراد ينتمون لدول مختلفة، اما السلوك الدولي فهو السلوك الأجتماعي لأشخاص أو مجموعات تستهدف أة تتاثر بوجود أو سلوك افراد أو جماعات ينتمون إلى دولة أخرى.
2- كابلان: يعرفها بأنها حقل من حقول الموضة يتمتع بها بخصوصية أستقلالية و هو حقل يتضمن علاقات متبادية تجري ما بين الدولة أو الدول عبر الحدود.
البعض يرى أن العلاقات الدولية تعني العلاقات الدبلوماسية و الأستراتيجية للدول و التركيز الذي يميز العلاقات الدولية هو قضايا الحرب و السلم و الصراع و التعاون، و يرى أخرون أن العلاقات الدولية هي العمليات التي تجري عبر الحدود من جميع الأنواع السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية، و أن العلاقات الدولية قد تدرس المفاوضات التجارية أو عمل المؤسسات من غير الدول مثل منظمة العفو الدولية.
و عليه فأن دراسة العلاقات الدولية ترتبط بتفسير العلاقات بين الجماعات السياسية المنظمة في إطار أقليم، و نقصد بذلك العلاقات بين الدول مع الأخذ بنظر الأعتبار العلاقات القائمة بين الشعوب و بين الأشخاص الذين يؤلفون هذه الشعوب مثل تبادل المنتجات و الخدمات و تداول الأفكار.
5- السياسة الخارجية والدبلوماسية:
هناك ثمة اختلاف بين مفهومي السياسة الخارجية والدبلوماسية، فالسياسة الخارجية هي تدبير نشاط الدولة في علاقاتها مع الدول الأخرى، أو المنهج الذي تسير بمقتضاه الدولة في علاقاتها في الشؤون السياسية و التجارية و الاقتصادية و المالية مع الدول الأخرى، بينما الدبلوماسية هي أداة تنفيذ السياسة الخارجية على أعتبار أن الدبلوماسيهو من يقوم بتنفيذ الخطة التي يرسمها رجل السياسة في الدولة في أوقات السلم.
و يتضح من ذلك ن السياسة الخارجية تمثل الجانب التشريعي في الدولة في حين تدخل الدبلوماسية في إطار التنفيذ، ومن مظاهر الأختلاف بين السياسة الخارجية و الدبلوماسية هي أن السياسة الخارجية لا يمكن أن تكون سرية في حالة الأرتباط بمعاهدة أو أتفاقية، ما لم تكن معروفة لدى الرأي العام على أقل تقدير، أما الدبلوماسية فمن الممكن أن تكون سرية، يقول " نيكسون" في هذا الجانب في دراسة قدمها لمؤتمر فيينا " من الناحية التاريخية تنتهي الدبلوماسية من حيث تبدأ السياسة الخارجية، و أن كليهما يتعلقان بتوافق القومية مع المصالح الدولية"، أذن بالأمكان القول أن هدف السياسة الخارجية و الدبلوماسية هو حماية الأمن القومي بالوسائل السلمية.
أن مصطلح الدبلوماسية من أكثر المصطلحات أمتزاجاً بالسياسة الخارجية إذ كثير ما تستخدم الدبلوماسية بمعنى أوسع تتضمن صنع و تنفيذ السياسة الخارجية، أما مناها الفني كما جاء في تعريف الدبلوماسية لـ( جورج كينان) هي " عملية الأتصال بين الحكومات".
6- العلاقة بين السياسة الخارجية والسياسة الداخلية:
أن صنع السياسة الخارجية يخضع أساساً للسياسة الداخلية و يمكن القول في هذا المجال من أن السياسة الخارجية هي أستمرارية للسياسة الداخلية، بالتالي فأن صياغة السياسة الخارجية تأثر بالمحيط الداخلي سواء على مستوى الفرد ( القيادة) أو على مستوى الجماعة، و أ، السياسة الخارجية كالسياسة الداخلية كل منهما يُكَون بعداً من أبعاد الحركة السياسية بحيث أن أختلاط الواحد منها بلأخر هو الذي يسمح بخلق القوة و التعبير عنالأرادة الحاكمة، و قد أشار " كارل فريدرك" عن العلاقة الوثيقة بين السياستين عند قوله " أن السياسة الخارجية تتأثر بالسياسة الداخلية و لا سيما في النظم الديمقراطية، و إلى أن كل مشكلة داخلية تتضمن بالضرورة أبعاد خارجية.
و على الرغممن العلاقة بين السياستيين إلا أن هنلك معياراً للتمييز بينهما كالآتي:
1- حدود العمل للسياستين مختلفة من حيث تحديد مصادرها فالجولة في المجال الداخلي بصورة عامة لها السيطرة التامة على مستوى الأفراد و الجماعة، في حين تتصدى هذه الحكومة في السياسة الخارجية إلى الأرادات المتنازعة للدول الأخرى التي تثبت غالباً هذه الأرادات.
2- الأهداف الرئيسية للسياستين مختلفة، لأن محور السياسة الخارجية يدور حول البقاء و الدفاع و الحماية.
3- في السياسة الداخلية من الممكن إلقاء بعض الشك على التحقق الفعلي.
4- الأهتمامات المركزية للسياسة الخارجية تدور حول مسالة أحتكار الدفاع و الدبلوماسية، و الحكومة تقوم بوظيفة التنمية أكثر من السياسة الداخلية.
5- يتطلب العمل الداخلي بناء و إدامة القوة التي قد تبذل خارجياً.
6- تَطلب النشر الخارجي للقوة ضمان للشؤون الداخلية للدولة.
و قد أنطلق المفكرون السياسييون في الولايات المتحدة من مفهوم الأمن النسبي و الإنعزال عن الدول الأخرى، الأنفصال بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية بحيث أن هولاء المفكرون أعطوا الأولوية للسياسة الداخلية، و النظر للسياسة الخارجية كأمتداد للسياسة الداخليةتأثير جانبي مهم.
أما فيما يخص الدول الأوروبية فأن منطلق التقليد يشير إلى عدم فصل السياستين، و كانت هذه المسألة واضحة في عهد نابليون في فرنسا و ألمانيا في عهد بسمارك.
لقد حدثت محاولات في الولايات المتحدة حول الفصل بين السياستين وكان قرار القاضي " ساذرلاند" في عام 1936 الذيأكد على أن الشؤون الداخلية و الخارجية يشكلان مجالين مختلفين من حيث الأصل و الطبيعة، و أكد " جاكسون" على فكرة الجهاز الوحيد في الولايات المتحدة التي تعود اساساً إلى عام 1800، و هي فكرة توصل أليها " مارشال" حيث يؤكد بأن الرئيس ينفذ السياسة الداخلية من خلا القانون و المعاهدة و الفرعان يعملان بأنسجام، و يقول " نيكسون" أن الأمريكان يتحدون ضد التحديات الخارجية و الأختلاف ضد التحديات الداخلية، و أن السياسة الخارجية و الداخلية توأمان متلاصقان، أما في إسرائيل فأن السياسة الداخلية أمتداد للسياسة الخارجية إذ أن السياسة الخارجية تتحد بأوضاع داخلية ذاتية و أوضاع داخلية غبر ذاتية.
و من خلال هذا العرض الموجز يمكننا أن نقدم ملاحظتين حول مدى العلاقة بين السياستين على النحو التالي:
1- يمكن أن نرفض ببساطة مجرد إثارة التساؤل حول التسلسل الهرمي لكل من السياستين الداخلية و الخارجية، لأن العلاقة بين السياستين تتم أساساً في صورة تفاعلات و الظروف هي الوحيدة التي تحدد أولوية أحداهما على الأخرى.
2-أن التركيز المبالغ فيه على السياسة الخارجية قد يؤدي في الحقيقة إلى أهمال السياسة الداخلية، فعلى سبيل المثال عندما أندلعت أحداث مايس عام 1968 في فرنسا كانت في هذا الوقت بوخارست تستقبل " ديغول" أستقبال الأبطال في الوقت نفسه كاد يفقد سلطته في فرنسا.
-
-
قضية اتخاذ القرار من القضايا المهمة والملحة، لأنها تتعلق بأدق تفاصـيل حياتنـا اليومية، والتي هي في مجملها حزمة من القرارات نتخذها وننفذها دون أن نعي لتلك العمليـة المعقدة، وهي كذلك وظيفة تؤديها جميع النظم السياسية، البسـيطة والمركبـة، التقليديـة والحديثة، الديمقراطية وغير الديمقراطية لتنفيذ سياساتها الداخلية والخارجية. فالقرار من ناحية الممارسة هو جوهر العملية السياسية، داخلياً وخارجياً كما أن له تأثيرات قد تمتد لسنوات إن لم تكن لعقود، وفى الواقع يمكن النظر إلى التـاريخ – عالميـاً وإقليمياً ووطنياً – على أنه سلسلة من القرارات الهامة ناجحة كانت أم فاشلة، مثل القرارات الداخلية من عوامل اجتماعية وتنظيمية وغيرها، ومحددات البيئة الخارجية كقرارات الحرب العالمية الأولى والثانية التي غيرت من شكل النظام الدولي، فالقرارات تشكل أحداث هامة ومفترق طرق أحياناً في تاريخ الدول.
تعريف عملية صنع القرار السياسي الخارجي
اختلفت تعريفات هذا المفهوم باختلاف الباحثين والمفكرين، وهذه هي بعض تعريفاته:
-عملية صنع القرار هي تلك التي يتم فيها تحويل المطالب إلى قرارت من خلال سلسلة من الإجراءات والتفاعلات بين الأنساق السياسية والأوعية الاجتماعية التي تحتضنها وتتفاعل معها.
لعملية التي تتضمن تحديد الأهداف والمصالح القومية واتخاذ القرارات اللازمة لوضعها موضع التطبيق من خلال أدوات تنفيذ السياسة الخارجية المختلفة: الدبلوماسية، الإعلامية، الاقتصادية والعسكرية.
- ويعرف د. عبد الهادي التهامي مفهوم صنع قرار السياسة الخارجية: بأنه تحديد البدائل للحركة المتاحة لمواجهة مشكلة أو موقف معين. وجوهر تلك العملية يتمثل في الوظيفة المعلوماتية للأجهزة السياسية المسؤولة عن توصيل المعلومات، والتقارير الكامنة والسليمة إلى أجهزة اتخاذ القرار في التوقيت السليم والملائم.
- ومن أشهر التعريفات لهذا المفهوم هو تعريف ريتشارد سنايدر- Richard Snyder يعرف هذه العملية بأنها اختيار بديل من البدائل يخضع لتوجيه فريق العمل والمستشارين الذين يوضحون ما لكل بديل وما عليه.
- هي أيضاً عملية فنية وذهنية في آن واحد، إذ أنها تحتاج إلى الإلمام الكافى بالجوانب الفنية والمعلومات الدقيقة المتصلة بالموضوع، كما أنها تحتاج إلى مهارات عالية فى التحليل والمفاضلة بين البدائل واختيار البديل المناسب.
وهناك مجموعة من الأطر التي قدمت في تحليل عملية صنع القرار فى السياسة الخارجية منها:
نموذج ريتشارد سنايدر- Richard Snyder
وقد ميز الإطار بين نوعين من التحليل:
التحليل الساكن:
يرتكز على طبيعة التغير بين نقطتين زمنيتين وظروف هذا التغير ولكنه لا يبحث فى أسباب التغيير والكيفية التي يتم بها.
التحليل الديناميكي:
يجمع بين الوقوف على طبيعة التغير بين نقطتين زمنيتين أو أكثر إلى جانب الوقوف على معرفة أسباب التغير بتتابع الأحداث السلوكية ولذلك فتحليل عمليات السياسة الدولية يقتضى دراسة التفاعل بين الدول من ثنايا القرارات الخارجية ( كمنتج نهائي لها ) حتى نقدر العلاقة بين موقفين.كما أن تحليل العمليات السياسية الدولية يقتضى دراسة عملية صنع القرار لأنها تجعلنا نفسر لماذا ظهر موقف ما بشكل معين.
العناصر المؤثرة في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية
تتأثر عملية صنع القرار فى السياسة الخارجية بمجموعة من العناصر المختلفة:
أولاً العوامل الموضوعية الداخلية:
هي تلك العوامل التي تنشأ عن البيئة الموضوعية الداخلية للوحدة الدولية، الآتية من داخل نطاق ممارستها لسلطتها وتشمل تلك العوامل نوعين:
1.الخصائص القومية : ويقصد بها كل الأبعاد الكامنة في كيان الوحدة الدولية ذاتها كوحدة عليا. شاملة والتي تتسم بالاستقرار النسبي ونقسم هذه العوامل إلى:
2. المقدرات القومية : وتشمل حجم الإمكانيات المتاحة للدولة ومستواها وبالتالي القدرات الاقتصادية والعسكرية المتاحة، بما يشمل حجم تلك القدرات ومستوى تطورها التقني.
ثانياً العوامل الموضوعية الخارجية:
وهي تلك العوامل الناشئة عن البيئة الخارجية للوحدة الدولية أي الآتية من خارج نطاق ممارستها لسلطتها أو تلك التي تنشأ نتيجة التفاعل مع وحدة دولية أخرى وتشمل
١- النسق الدولي: وينطوي عليها عدة عوامل هي: عدد الوحدات الدولية وماهيتها وبنيان النسق الدولي والمستوى المؤسس للنسق الدولي والعمليات السياسية الدولية بما في ذلك تأثير الأحلاف.
٢- المسافة الدولية: ويقصد بها التشابه والتعاون بين خصائص الوحدة الدولية محل البحث والوحدات الدولية الأخرى التي تدخل معها تلك الوحدات في علاقات ويشمل عامل المسافة الدولية، المسافة الخارجية والمقدرات النسبية وتوازن القوى وتشابه القوى.
٣- التفاعلات الدولية: إذ تتأثر السياسة الخارجية للدولة بنوعية التفاعلات التي تربطها بالدول الأخرى وتشتمل سباق التسلح والتبعية الاقتصادية وسياسة الاستقطاب.
٤- الموقف الدولي: ويقصد بها الحافز المباشر الناشئ من البنية الخارجية فى فترة زمنية معينة والذي يتطلب من صانع السياسة الخارجية التصرف بشكل معين للتعامل معه.
ثالثاً العوامل النفسية: إن السياسة الخارجية ليست مجرد محصلة للتأثير الآلي للعوامل الموضوعية فالسياسة الخارجية يضعها في التحليل النهائي فرداً أو مجموعة أفراد وهو في ذلك يتأثر بدوافعها الذاتية وخصائص شخصيته وبتصوراته الذهنية لطبيعة العوامل الموضوعية.
ويلعب القائد دوراً أساسياً و مهماً في صنع السياسة الخارجية وخصوصاً في بلدان العالم الثالث حيث تعد المؤسسة الرئاسية (النخبة الأساسية ) هي الصانع الحقيقى للسياسة الخارجية لتلك البلدان وذلك من خلال: التخطيط والتطوير والتكييف وإن أهم الصفات الواجب توافرها في القائد الناجح في ممارسته لسياسته الخارجية:
1- الإحاطة بالتعقيدات السياسية الدولية والمتغيرات الدولية.
2- السمات الشخصية والذاتية للقائد والتجارب والقدرات.
3- الثقافة والمعارف النظرية.
4- أسلوب القائد نفسه.
فالقائد الناجح هو من يستطيع كسب التأييد الداخلي لتنفيذ قرارات السياسة الخارجية وأن يعرف إلى أي مدى يستطيع المضي في تنفيذ الأهداف مع الاحتفاظ بتأييد الرأي العام.
Foreign policy decision-making process
-
-
-
تقنيات ووسائل تحقيق اهداف السياسة الخارجية :
تتنوع تقنيات ووسائل حسب أهداف السياسة الخارجية الرجوة تحقيقها على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد.
ويجب اختيار الوسيلة والتقنية الملائمة والمناسبة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف بأقل تكلفة (النموذج العقلاني).
- الوسيلة السياسة
- - الوسيلة الاقتصادية/ العسكرية/ الاعلامية ... الخ
-
المصادر والمراجع:
محمد طه بدوي وآخرون، مقدمة إلى علم العلاقات الدولية، كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية، الإسكندرية، مصر، 2015.
خالدة عبدالرحمن، أطروحة مقدمة لنيل درجة الماچيستير بعنوان: اتخاذ القرار فى السياسة الخارجية السودانية- المحددات والآليات(1986-1999) "دراسة مقارنة"، كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية قسم العلوم السياسية، جامعة الخرطوم، مايو 2004، السودان.
عبد الغفار رشاد القصبى: مناهج البحث فى علم السياسة، مكتبة الآداب للنشر، الطبعة(1)، 2004.
ممدوح منصور، محاضرات في تحليل السياسة الخارجية، كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية، 2015.
ناجى محمد الهاتش، فى معنى ومفهوم السياسة الخارجية(الفصل الأول)، كلية العلوم السياسية، جامعة تكريت.
ناصف حتي يوسف، النظرية في العلاقات الدولية، دار الكتاب العربى، بيروت ،1985.
فاروق عمر، صناعة القرار و الرأي العام ، القاهرة للنشر و التوزيع ، القاهرة، مصر.
أشواق عباس، صنع السياسة الخارجية، الحوار المتمدن ، العدد 1291، 19/8/2005.
جمال على زهران، الإطار النظرى لصانع القرار الخارجى، جامعة قناة السويس.
إسماعيل صبرى مقلد، نظريات السياسة الدولية- دراسة تحليلية مقارنة، ط1، الكويت، 1982.
ولد الصديق ميلود، مفاهيم أولية فى تحليل السياسة الخارجية، مركز الكتاب الإكاديمى، 2018.
أحمد الكفارنة، العوامل المؤثرة فى عملية اتخاذ القرار فى السياسة الخارجية، دراسات دولية، العدد 42.
سعد الدين إبراهيم ( وآخرون )، كيف يصنع القرار في الوطن العربى، الطبعة (2)، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، أبريل 1988.
سعد أبو دية، عملية اتخاذ القرار فى سياسة الأردن الخارجية، المنظمة العربية للعلوم الإدارية، الأردن، 1983.
هالة أبو بكر سعودى، السياسة الأمريكية تجاه الصـراع العربـى الإسرائيلى(1967-1973)، سلسلة اطروحات لنيل رجة الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية، 1986.
فريدريك بيرسون ومارتن روتشستر، العلاقات الدولية: الوضع العالمى فى أواخر القرن العشرين، الطبعة (2)، 1988. (ترجمة الكاتب)
(وليام دى كابلن، مدخل إلى السياسة الدولية، مقدمة نظرية، شركة ماركهام للنشر، شيكاغو، 1972). نقلا عن مجموعة من أساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، مبادئ العلوم السياسية، القاهرة: دار النهضة العربية، 1990.
Fredrics pearson and martin rochester, international relations, the global condition in the late twenty century, second edcion (N. Y.mac graw-hill.inc), 1988.
William D.caplin, introduction to international politics, theoritical overview, chicago: Markhom.publishing company, 1972.
-
-
جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة
كلية الحقوق والعلوم السياسية
قـسـم العلـوم السياسيـة
خميس مليانة في: 15 /01/2024
امتحان في مقياس: تحليل السياسة الخارجية.
السنة الثالثة ليسانس علوم سياسية/ علاقات دولية.
القاعة: 10 / الساعة: 11 إلى 12 سا و30د.
أجب عن الأسئلة التالية:
س1= عند رسم السياسة الخارجية لدولة لا يجب النظر إلى الأهداف بل هناك عوامل تحدد تصرف الدولة.
المطلوب:
- بيّن تلك العوامل؟
- حسب رأيك: كيف أثر تلك العوامل على الحرب الروسية الأوكرانية؟
س2= بيّن أهم المتغيرات في الوقت الراهن وانعكاساتها على السياسة الخارجية؟
بالتوفيق الأستاذ المكلف بتدريس المقياس
-
-
-
جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة
كلية الحقوق والعلوم السياسية
قـسـم العلـوم السياسيـة
خميس مليانة في: 15/01/2024
امتحان في مقياس: تحليل السياسة الخارجية.
السنة الثالثة ليسانس علوم سياسية /علاقات دولية.
القاعة: 10 / الساعة: 11إلى 12 سا و30د.
نموذج الإجابة لامتحان يوم 15 جانفي2024.
ج1= محددات السياسة الخارجية، وهي:
1- المحددات الجغرافية.
2- المحدد البشري أو السكاني.
3- المحدد الاقتصادي أو الموارد الاقتصادية.
4- المحدد الأيديولوجي أو المصلحي.
5- المحددات الشخصية.
6- المحددات المجتمعية.
7- المحددات الخارجية (نموذج الفعل ورد الفعل/ النظام الدولي/ القانون الدولي/).
ج2= أهم المتغيرات في الوقت الراهن وانعكاساتها على السياسة الخارجية، وتتمثل فيما يلي:
- تراجع الدور العسكري.
- تزايد دور الاقتصادي في السياسة الخارجية.
- بروز الاهتمام بالأخلاق: قضايا حقوق الانسان/ الأقليات/ الحريات الفردية/ الاثنية.
- تصاعد الصراعات والنزاعات داخل الدول.
- تعدد الفاعلين الدوليين.
- تغير في النظام الدولي: ثنائي/ أحادي/ متعدد/ اللاقطبي.
- تعدد الدول.
- تغير في مفهوم القوة.
- التكتلات الدولية.
- خاصية اللاتجانس.
- الثورة التكنولوجيا.
- اضمحلال دور القانون الدولي وازدواجية المعايير.
الأستاذ المكلف بتدريس المقياس
-