Section outline

  • تجمع الدراسات النقدية على أن القصة التفاعلية هي تلك القصة المعتمدة على الكمبيوتر، وتقوم على مشاركة المستخدمين لبناء هيكلها، وهى تشير إلى البرامج التي تحتوى بيئات تحاكى الواقع، وفيها يقوم المستخدم بالتحكم والسيطرة على شخصيات افتراضية، وبتفاعل هذه الشخصيات تفهم القصة وتروى، كما تشبه ألعاب الكمبيوتر التي يشارك فيها اللاعبون لبناء المغامرة، وهى بذلك مجال خصب لدعم وتوسيع استخدام وتطبيق التكنولوجيا في التعليم، وذلك بهدف إعداد متعلمي القرن الواحد والعشرين على التواصل الإيجابي مع المحتوى التعليمي، وتوسيع حدود قدراتهم على التنافس فيما بينهم.[1]

     

     

    وهنا يتضح أن القصة التفاعلية هي نوع من أنواع القصة القصيرة يشترك في  كتابتها أكثر من قاص، حيث يقوم الكاتب الأول بتأسيس المقطع الأول، ويليه الثاني لينسج مقطعه على ضوء المقطع الأول وتكملة له، حيث يتخذ من رموز ودلالات وشخوص وأحداث المقطع الأول وسيلة لبناء مقطعه، وهكذا يفعل الكاتب الثالث والرابع  أو الخامس الذي يقوم بصياغة خاتمة القصة وبذلك يتكون نص قصصي  واحد .. يشرف على تداول المقاطع أحد الكتاب يدعى بالمشرف أو الموجه الذي يتولى اختيار الكتاب وتداول القصة فيما بينهم[2] .

     

     

    وعلى ضوء هذا فإن من أهم خصائص القصة التفاعلية هو المشاركة فضلا عن إتاحتها فرصة اكتشاف الأنشطة الموجودة في عالم القصة "كما تحتوى بعض المشكلات مثل سريان أحداث القصة، والخلفية المعرفية للمشارك، والتماسك الداخلي للقصة، ووقت القصة، وسهولة تطوير أحداثها، كما تستخدم القصة التفاعلية في مجال الواقع التخيلي وأيضًا في الألعاب[3]

    ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن القصة الرقمية والتعلم يشتركان معًا في نقاط عديدة، أهمها صناعة المعنىMeaning-Making ، وكلاهما يمثل سجلاً لتفكير المتعلمين، حيث يمكن للمعلمين أن يستخدموا رواية القصة الرقمية في تقييم الطلاب على مدى تقدمهم نحو أهداف التعلم.[4]

     

    أ‌-    أهمية القصة التفاعلية

    تكمن أهمية القصة التفاعلية في أنها تعتمد على عديد من الجوانب، فهي تعتمد على أسلوب التفاعل بأشكال متعددة, كما تراعى الفروق الفردية بين الأطفال مثلا فهي تتيح أن يتعلم أو يستكمل كل طفل قصته حسب قدراته وإمكانياته, والقصة التفاعلية تعطى اللعب دورًا داخل تركيبها فلا يمل الطفل من التعامل معها؛ ولقد أكد المتخصصون على أهمية اللعب في مرحلة الطفولة.[5]

    فضلا عن هذا فإنها تعطى صورة عن الواقع الذى تحدث فيه أحداث القصة؛ وبذلك تمكن الطفل من الحصول على خبرات يصعب الحصول عليها، ومهارات ذات أهمية بالنسبة له. فرواية القصة التقليدية تقوم بسرد أحداث القصة في شكل شفهي وعلى كل طفل أن يتخيل حسب خبراته ورؤيته السابقة للأحداث التي يعيش فيها.[6]

    وإلى جانب المكونات الأساسية القصة فإن التفاعلي منها يشتمل أيضا على "عناصر غير تقليدية مثل الصوت والشخصيات المرسومة في بيئة افتراضية، والقارئ عادة يقوم بدور المشارك (ينتحل أحد الأدوار) لاختيار أحد الاختيارات، والتي بدورها تقرر محور القصة؛ كما أنها عربة جديدة تقودنا إلى التعبير المبدع، ففي الشكل التقليدي الكلمات هي التي تبنى عالم القصة، أما في القصة التفاعلية يبنى عالم القصة باستخدام الكمبيوتر وأدوات تصميمه، وتروى القصة بشكل ديناميكي وكأنك تبحر في الكمبيوتر.[7]

    ب‌-                    مميزات القصة التفاعلية:

    تتميز القصة التفاعلية بجملة من المميزات والخصائص أجملتها داليا أحمد ى شوقي كامل في ما يلي[8]:

    المرونة:

    تُنتجُ القصص الرقمية في وحداتِ منفصلةِ، يقوم المستخدم باختيار أحد وحداتها والسير في المسار الذى يناسبه، كما تستند على تعليقاتِ الجمهورِ، للرَدّ على استفساراتهم بصدق (قصة لها storyteller ، ومشاهدين يتحكم المعلم فيما يعرضه على المشاركين(.

    المشاركة المتعددة :

    تسمح القصة التفاعلية في بعض أنواعها بمشاركة أكثر من مستخدم (منتحل لدور) حتى في القصة التفاعلية ذات المستخدم الواحد، فنجد أن هذا المستخدم يتفاعل مع شخصيات افتراضية ذكية.

    التفاعلية :

    تعتبر التفاعلية أهم مميزاتها والتي نعتمد عليها في جعل المتعلم للمهارات الحياتية إيجابيًا نشيطًا.

    سهولة تطويرها وتحديثها :

    تأتى سهولة التطوير عندما تكون حرية المستخدمين أكبر ما يكون كما في القصص التفاعلية المفتوحة النهايات، وتكون الحوارات هي الأساس في بناء هيكلية القصة التفاعلية فنجد أن القصة بتفاعل المستخدمين وخبراتهم تتطور القصة التفاعلية، حيث إن عناصر التوالد بداخلها متجددة، أمٌا في القصص ذات السيطرة الكبيرة والبناء الهيكلي المحدد لسلوك الشخصية فهنا نجد صعوبة في تطويرها .

    ترتبط القصة التفاعلية بكثرة الوسائط المتعددة :

    تستخدم القصة التفاعلية العديد من الوسائل كالصوت، والشخصيات الرسومية ثلاثية الأبعاد، والفيديو، وأفلام الكرتون.

    ج- العناصر الواجب توافرها في القصة التفاعلية

    في سبيل إنتاج قصة تفاعلية مكتملة البناء والأركان يشترط أن تتوافر فيها سبعة شروط حددها الدارسون في ما يلي[9] :

    1 - وجهة النظر A Point of View

    لابد وأن تحمل رواية القصص وجهات نظر مختلفة، ولا تقدم بطريقة مجردة مثل سرد

    الوقائع، كما أنه لابد من مراعاة وجهات نظر الجمهور، بحيث لا يحد ث صدام في وجهات

    النظر.

    2 - سؤال درامي A Dramatic Question

    يتم طرح سؤال يُثير اهتمام الجمهور وذلك في بداية الرواية، ويتم الاحتفاظ باهتمام الجمهور طوال عرض الرواية، إلى أن يتم الإجابة عن السؤال في نهاية الرواية.

    3- المحتوى العاطفي Emotional Content

    توافر محتوى عاطفي لرواية القصة الرقمية يساعد على زيادة مساحة الاهتمام لدى الجمهور، فمن خلال التأثيرات، والموسيقى، ونبرة الصوت للراوي يمكن الاحتفاظ باهتمام الجمهور طوال فترة العرض

    4- الصوت Voice

    الصوت في رواية القصص الرقمية يمثل صوت الراوي، والذى يقوم برواية القصة، ويمثل العصب الرئيس للرواية، ويراعى أن الصوت هنا ليس مجرد قراءة تعليق على القصة،

    ولكنه المحرك الأساسي لها؛ لذلك لابد من الاختيار الجيد للصوت حتى يكون مؤثرًا بشكل إيجابي على الجمهور، وعادة ما يتم تسجيل الصوت أكثر من مرة، ثم يتم الاستقرار على أفضل المحاولات.

    5- الموسيقى التصويرية The Soundtrack

    الموسيقى عنصرًا هامًا في رواية القصة الرقمية، فهي تعبير صادق عن المشاعر المراد طرحها في الرواية، ويمكن لها نقل الجمهور من حالة إلى حالة أخرى تمامًا، أو على الأقل يمكن لها التمهيد لذلك، والموسيقى التصويرية يمكن لها إضافة حالة من الترقب للجمهور تساهم في جذب الانتباه، ولكن يراعى هنا الحذر الشديد في استخدام وتوظيف الموسيقى التصويرية حتى لا تأتى بنتائج سلبية.

    6- الاقتصاد Economy

    الاقتصاد بشكل عام من أكبر المشكلات التي تواجه إنتاج رواية القصة الرقمية، حيث يسعى مُصممو رواية القصة إلى استخدام أكبر كم ممكن من الوسائط )الصور، الفيديو، ...( في حين أنه يمكن إنتاج القصة ذاتها مع عدد محدود من الوسائط، بل والاعتماد فقط على النص المكتوب في بعض الحالات؛ لذلك لابد من وضع قيود تحكم عملية استخدام الوسائط، مع مراعاة أن يكون للجمهور دور في استيعاب محتوى الرواية، ولا يتم عرض جميع الأفكار بشكل مُفصل ودقيق.

    7- السرعة Pacing

    لابد من وجود وتيرة واضحة في عرض رواية القصة الرقمية، حيث تعمل هذه الوتيرة

    على انتقال الجمهور من حالة وجدانية إلى أخرى، والتعديل في الوتيرة يمكن إيجاده من خلال سرعة سرد الأحداث، وإيقاع الموسيقى، ومعدل سرعة الصوت (الرواي)، والفترة الزمنية لعرض الصور، ولكن يراعى أن يكون هناك اتساق بين كل هذه العناصر، فلابد من الحرص في تسريع، تقليل، تشغيل، إيقاف عرض عناصر رواية القصة الرقمية.



    [1]  داليا أحمد شوقي كامل، القصص التفاعلية القائمة على الكومبيوتر، دار الكتب والوثائق القومية، بولاق، مصر،  دط، دت، ص100/101.

    [2] عبد الرضا صالح، القصة التفاعلية، نشر بتاريخ: 2009-09-29، اطلع عليه بتاريخ: 16/06/2023 http://www.alnoor.se/article.asp?id=58458

    [3] داليا أحمد شوقي كامل، القصص التفاعلية القائمة على الكومبيوتر، ص101

    [4] المرجع نفسه، ص101

    [5] داليا أحمد شوقي كامل، القصص التفاعلية القائمة على الكومبيوتر، ص101

    [6] المرجع نفسه، ص101

    [7] داليا أحمد شوقي كامل، القصص التفاعلية القائمة على الكومبيوتر، ص101

    [8] المرجع نفسه، ص102

    [9] داليا أحمد شوقي كامل، القصص التفاعلية القائمة على الكومبيوتر،  ص 102/104