الحصّة 9 و 10 : المناهج الدراسية
Section outline
-
الحصة التاسعة والعاشرة : المناهج الدّراسية
المنهج بمفهومه التقليدى عبارة عن مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم التى تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين والاستفادة منها .
وقد كانت هذه المعلومات والحقائق والمفاهيم تمثل المعرفة بجوانبها المختلفة أي إنها كانت تتضمن معلومات علمية ورياضية ولغوية وجغرافية وتاريخية وفلسفية ودينية ...الخ .
متطلبات إعداد المنهج بمفهومه التقليدى :
يتطلب إعداد المنهج بمفهومه التقليدى سلسلة من الخطوات نوجزها فيما يلى :
1ـ تحديد المعلومات اللازمة لكل مادة وفقا لما يراه المتخصصون فى هذه المادة ويتم ذلك فى صورة موضوعات مترابطة أو غير مترابطة تشكل محتوى المادة .
2 ـ توزيع موضوعات المادة الدراسية على مراحل وسنوات الدراسة بحيث يتضح من هذا التوزيع ما الموضوعات المخصصة لكل مرحلة ( الابتدائية – المتوسطة – الثانوية ) ولكل صف دراسى .
3 ـ توزيع موضوعات المادة الدراسية على أشهر العام الدراسى .
4 ـ تحديد الطرق والوسائل التعليمية التى يراها الخبراء والمختصون صالحة ومناسبة لتدريس موضوعات المادة الدراسية .
5 ـ تحديد أنواع الأسئلة والاختبارات والامتحانات المناسبة لقياس تحصيل التلاميذ فى كل مادة دراسية.
تعريف المنهج بمفهومه الحديث بأنه : مجموعة الخبرات التربوية التى تقدمها المدرسة للتلاميذ داخلها أو خارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل أى النمو فى جميع الجوانب ( العقلية،والثقافية ، والدينية ، والاجتماعية ، والجسمية ، والنفسية ، والفنية ) نموا يؤدى إلى تعديل سلوكهم ويعمل على تحقيق أهداف التربوية المنشودة .
وفقا لهذا التعريف يتضمن المنهج خبرات تربوية أو خبرات مربية ، ومعنى ذلك أن هناك تحديدا لنوعية الخبرات التى يتضمنها المنهج إذ أن هناك من الخبرات ما هو ضار ومدمر للفرد والمجتمع ومنها ما هو مفيد وبناء لهما معا .
عناصرالمنهاج : الأهداف ـ المحتوى التعليمي ـ طرائق التدريس ـ أساليب التقويم.
الأسس العامة لبناء المناهج التعليمية:
إن المناهج التربوية لا تقوم في فراغ وإنما تتشكل وتتماثل مع الثقافة التي تعيش فيها والنظم الاجتماعية والدينية والسياسية التي تسود المجتمع.
والمناهج التربوية لها أساس من النظريات والمفاهيم السيكولوجية لتؤتى ثمارها جنية طيبة. والمناهج التربوية تخضع للمنهج الفلسفي الذي يدين به التربويون ويرغبون في صبغ الشباب بصيغته.
فالتربية بمناهجها كيان معنوي يرتوي بجذور غيره، ويقوم على أسس، وينبني تطوير المناهج الدراسية في الأردن على مجموعة من الأسس؛ وهي:
(أ) الأسس الاجتماعية.
(ب) الأسس النفسية.
(ج) الأسس الفلسفية.
(د) الأسس المعرفية.
* الأسس الفلسفية:
وهي تعني: حب الحكمة. ويقصد بالحكمة ذات المعلومات والمعارف التي يتعلمها الإنسان في المدرسة أو خارج المدرسة، وإنما تعني شيئاً يزيد على هذه المعلومات وتلك المعارف، وهو استخدامها وتطبيقها في مواقف الحياة العملية. فلكل إنسان في الحياة فلسفة توجه سلوكه وتصرفاته، ويبني عليها أحكامه، وتوجه تفكيره، وكذلك تهتم الفلسفة بالمناهج التربوية والأسباب الداعية إلى استخدام أدوات التربية من مدارس ومؤسسات وكتب وغير ذلك.
والممعن في أمر الفلسفات التربوية العديدة التي قامت وعاشت عبر الأزمات يجد أن أصولها ومناهج البحث فيها تتجمع في اتجاهات ثلاثة:
(أ) الاتجاه التسلطي.
(ب) الاتجاه الديمقراطي.
(ج) اتجاه التحرر المطلق.
* الأسس النفسية:
على واضع المنهاج أن يأخذ بعين الاعتبار دوافع حاجات واهتمامات وميول التلاميذ و القدرات العقلية ومراحل النمو وطرق التعلم للمتعلم، وإتاحة الفرصة للعمل الجماعي ، واستخدام أساليب الاستقصاء وحل المشكلات.
* الأسس المعرفية:
على واضع المنهاج أن يراعي البنية المعرفية لكل فرع من فروع المعرفة، ويربط بين المعلومات التي تقدم للطلبة في فرع ما، وبين حياة الطالب وواقعه وحاجاته واهتماماته، وأن يغنيه بكل أنواع المعرفة. والمعرفة إما منزلة أو عقلية أو إنسانية .
* الأسس الاجتماعية:
على واضع المنهاج أن يعمل على زيادة الوعي وبث التسامح وتقبل الآخر، ونشر الثقافة التكنولوجية بين أفراد المجتمع، ونشر مبادئ الديمقراطية والحرية وتعويدهم على التفكير الناقد.
أنواع المناهج:
منهج المواد الدراسية المنفصلة:
نظم هذا النوع من المناهج حول عدد المواد الدراسية التى ينفصل بعضها عن البعض الأخر مثل الرياضيات ، الفيزياء، التاريخ، اللغة العربية.....
حيث أن كل مادة تمثل جانباً من جوانب العلوم. يقصد بمنهج المواد الدراسية المنفصلة تلك المواد مثل الجغرافيا والتاريخ والحساب والكيمياء والنحو التى تدرس بمعزل عن المواد الأخر، أى
دون مراعاة لما تحتويه المواد الأخرى من معلومات فقد يدرس المتعلم جغرافية دولة معينة فى سنة من السنوات ويدرس تاريخها فى كتاب أخر وفى سنة أخرى.
يركز هذا التنظيم على محتوى المادة أوالمعرفة التى توصل إليها الإنسان عبر الأجيال المتعاقبة وهو ما يسمى بالتراث الثقافى للإنسانية وينظم هذا التراث فى مواد دراسية منفصلة مثل اللغة والأحياء ..الخ.
ثم ترتب هذه المواد فى عدد من الموضوعات
ترتيباً منطقياً (من الماضى للحاضر - أو من السهل إلى الصعب -أو من المحسوس إلى المجرد -
أو من المجهول إلى المعلوم -أو من العام إلى الخاص -أو من الكل إلى الجزء).
فقد ترتب مادة التاريخ من التاريخ القديم إلى التاريخ الحديث أو ترتب الأحياء من الكائنات الخلية إلى عديدات الخلايا وهكذا.
أن منهج المواد الدراسية المنفصلة أهم أنواع المناهج وأوسعها انتشارا وهو ليس كذلك لأنه أحسن أنواع المناهج ولكن لأنه أقدمها وأسهلها فى الوضع وفى التدريس.
أن هذا المنهج يقتصر على المواقف والخبرات النظرية التي تتم فى الغالب فى حجرات الدراسة أو هو المنتج الذي عنى بميادين المعرفة المختلفة واختار بعضها ونظمه تنظيماً معيناً وقدمه للتلاميذ فى هيئة معلومات ومعارف عليهم أن يحصلوا عليها بطريقة ما.
ويولى هذا المنهج أهمية كبرى لتعلم المحتوى للتلميذ، ولهذا فإن ما يدرسه التلميذ لا يعبر بالضرورة عما يحتاجه التلميذ أو يرغب فى دراسته، ويخصص معلم لكل مادة دراسية تدرس فى ساعات معينة كل أسبوع.