General
Section outline
-
المحاضرة الثالثة: الدلالة ونظرية التلقي 1:
سعت نظرية التلقي إلى تأسيس مفاهيم وآليات اجرائية لبلورة مستويات قراءة النص الأدبي ونقده فاعتبرت هذه النظرية منهجا للقراءة والتأويل، حيث اهتمت بالقارئ نظرا لدور هذا الأخير في بناء معنى النص وتحقيقه، نشأت في ألمانيا الغربية من ممثليها باوس و آيزر والأمريكي ستانلي فيش، وهي تهتم بكيفية تلقي النصوص والخطابات وتبيان الوسائل التي تتم بها عملية استقبال الكتابات الابداعية.
1/ نشأة النظرية:
نشأت نظرية التلقي مع نهاية الستينيات من القرن العشرين بألمانيا على يد كل من الأستاذين روبارت ياوس "HANS ROBERT JAUSS " وفولفا غانج من جامعة كونستانس الألمانية حيث حولت مجرى الدراسات الأدبية بالتركيز على طرق فعالية القراءة ودور المتلقي في انتاج هذه العملية.
2/مميزات نظرية التلقي:
تتميز نظرية التلقي عن غيرها من النظريات الأدبية بإعطاء السلطة للمتلقي وبوأته المكانة اللائقة في العملية الابداعية وبذلك تجاوزت النظرة السائدة التي كانت تنظر في العلاقة القائمة بين المبدع والقارئ على أنها علاقة منتج ومستهلك بمعنى أنها تركز على المتلقي وعلاقته بالنص الأدبي والكشف عن جماليته وكيفية تلقيه وتأويل النص يكون بتخطي القارئ حدود البيئة اللغوية المغلقة إلى عوالم وفضاءات واسعة القراءة والتأويل بإضفاء خبراته وثقافته على النص.
× مصطلحات أساسية في نظرية التلقي:
أ/مصطلح التلقي:
يدل التلقي الأدبي على : "الاستقبال أي اعادة الانتاج ، التكيف والاستيعاب التقييم النقدي لمنتوج أدبي أو لعناصره بإدماجه في علاقات أوسع." [1] يعني أن التلقي هو الاستقبال ويوضح ياوس معنى التلقي على أنه: "معنى مزدوج يشمل الاستقبال والتداول معا." [2] كما يدل التلقي في العالم الأمريكي على الاستجابة ومنه أن: الاستقبال والاستجابة مفهومان لصيقان بنظرية التلقي ومن الصعب فصل أحدهما عن الآخر"[3] ويعود هذا الاختلاف إلى التداول المصطلح من بيئة إلى أخرى.
ب/جمالية التلقي:
هي نظرية تهتم بالكيفية التي تم بها تلي النص الأدبي في لحظة تاريخية بعينها ولذلك نجدها ترتكز على شهادات المتلقي بشأن هذا النص أو بشأن الأدب عموما وعلى أحكامهم وردود أفعالهم المحددة تاريخا ونعتبرها عوامل حاسمة في تحديد كيفية التلقي في هذه اللحظة التاريخية بعينها
ج/مفهوم جمالية التأثير:
نطلق هذه النظرية من مبدأ أن النص الأدبي يبني بكيفية مسبقة استجابة قرائه المفترضين ويحدد بكيفية مسبقة قبلية سيروان تلقيه الممكنة حيث راحت تركز على النص بذاته من حيث التأثيرات التي يمارسها.
مثال: يمكن تمثيل ذاك بقراءة نص أدبي لأدبي نواس، فإن معانه لا يبتعد عن تاريخ التغيرات والتأويلات والجدالات التي دارت حول شعره وأي قراءة لهذا الشعر تستبعد هذه التأويلات بعد قراءة قاصرة ."[4] فتتعلق قراءته ببنية العمل وبتاريخ تلقيه والخصائص الجديدة لنوع الكتابة.
3/ شروط المتلقي في بناء معنى النص:
يشترط على المتلقي أثناء قراءة الأعمال الأدبية الإحاطة بجل المؤثرات الداخلية والخارجية التي يمكن أن تساعد في فهم النص وتأويله حيث يتمكن بخبرته الجمالية وبهذه التفسيرات من بناء معنى النص الأدبي.
× فعل التلقي وبناء المعنى: اعتبرت نظرية التلقي أن العمل الأدبي ليس نصا مكتملا وليس له وجود حقيقي إلا بوجود المتلقي الذي هو أساس بناء الفهم التي هو نتاج التفاعل بين النص والقارئ فركزت هذه النظرية في بناء المعنى على قطبين:
القطب الفني: هو نص المؤلف والقطب الجمالي هو التحقق الذي ينجزه القارئ عبر عملية القراءة واتباع المعنى.
[1] - فلسفة القراءة و إشكالية المعنى، حبيب مونسي، دار الغرب، الجزائر،ط2000، ص342.
[2] - جمالية التلقي، ياوس، تر: رشيد بن حدو، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، ط1، 2004، ص101.
[3] - استقبال النص عند العرب، محمد المبارك، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروت لبنان، ط1، 2009، ص27.
[4] - استقبال النص عند العرب، محمد المبارك، ص27.