الدلالة و التأويل
Résumé de section
-
الدلالة والتأويل:
مما لا شك فيه أن تحليل الخطاب بالضرورة هو تحليل للغة في الاستعمال و لأن الخطاب ينقسم إلى معنى ظاهر و معنى خفي، كانت بالضرورة تلزم العلماء للاهتمام بهذا الجانب للوصول إلى قصد المتكلم أو المخاطب من خلال ظاهرة التأويل، ، و التي نالت الاهتمام الواسع من طرف علماء اللغة، و ذلك لأن الخطاب هو ملاذ كل مخاطِب، و الذي يصب فيه أفكاره و رؤاه في أبعاده المختلفة: الثقافية و الاجتماعية...و لا يتم ذلك إلا بمحاولة لفك الرموز التي تنغلق على ذاتها، و تبتلع مفاتيحها، و مع هذا الانغلاق تغيب ذات المخاطب لتظهر ذات المخَاطَب الذي توكل له مهمة الإبحار عبر عوالم هذا الخطاب، و كسر أقفاله، و محاولة الولوج إلى أعماقه بما يسمى التأويل و الذي يؤول إلى بيان المعنى و القصد من مراد المخاطِب، و هذا لا يتم إلا من خلال معرفة السياق.
و مهما يكن من أمر فإن إشكالية التأويل و علاقتها بالسياق على اختلاف اتجاهاتها، أي من حيث النظريات التي تطرقت إليها، فإنها تعد اللبنة الأساسية لكل خطاب،
مفهوم التأويل:
أ/لغة: جاءت بمعنى الرجوع مصدره أول: الرجوع إلى الشيء يؤول أولا و مآلا: رجع، و أول إليه الشيء: رجعه، آلت عن الشيء: ارتددت"لسان العرب، ابن منظور،ج1/ص132 . فالدلالة التي تحملها كلمة «التأويل » هي الرجوع و التغيير.
ب/اصطلاحا: نال التأويل اهتمام جميع المفسرين و الفقهاء و المتكلمين و الفلاسفة إلى غاية الأدباء و النقاد، ولكن ارتبط مفهوم التأويل عند الأصوليين بالمجاز مثلما هو عند الفلاسفة من أمثال ابن الرشد: "هو اخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز ومن سمية الشيء بشبيهة أو غير ذلك من الأشياء التي عددت في تعريف أصناف الكلام المجازي." الخطاب و التأويل، المركز الثقافي، زيد أبو حامد، الدار البيضاء، المغرب الأقصى، بيروت، لبنان، ط1، 2000 ص ، 64. فالتأويل ليس بالشيء الجديد على الثقافة العربية الاسلامية فقد وردت كلمة تأويل في القرآن الكريم ابتغاء تأويله ولم يفرق القدماء ابتداء بين التفسير والتأويل ووصفهما بأنهما مترادفين فالتفسير يأخذ بظاهر النص والتأويل يأخذ بما وراء النص.
التأويل على أنواع:
التأويل القريب: لا يحتاج إلى قرينة التأويل البعيد: لا بد أن يقترن بقرينة ما ليصبح راجحا
التأويل عند المحدثين:
ربط بول ريكو و "امبرايطو ايكو" التأويل بالنص وذلك عن طريق القراءة المتعددة و الفهم المختلف، لأن كل قارئ لنص ما يمكن أن يحدد معنى للنص الذي قرأه بخلاف غيره الذي قدم قراءة مغايرة لما قرأه الأول، حيث يقول : « التأويل هو فن تأويل النصوص في سياق مخالف مؤلفيها و جمهورها الأول، يهدف اكتشاف أبعاد جديدة و بالإضافة إلى إشارة العرب إلى علاقة التأويل بالاستعارة، نجد هذا جليا عند الغربيين الذين يؤكدون أن التأويل يرتبط بالعلاقات السيميائية والسياق هو الذي يحدد المعنى من خلال الوضع اللغوي والثقافي للمتلقي فالتأويل مرتبط بالنص. كما برز التأويل الاستعاري الذي يستند إلى المؤوّلات أي إلى وظائف سيميائية نصف مضمونها وظائف سيميائية"
---------------------------------