Section outline

  • الدلالة والسيمائيات:

           إن الانسان علامة وما يحيط به علامة، وما ينتجه علامة، وما يتداوله هو أيضا علامة والخلاصة أنه لا شيء يفلت من سلطان العلامة، فالعلامة هي عنصر داخلي يصور نضرة شاملة يتناول الانسان كتجربة متعددة الأبعاد: إنه منتج للدلالة ومروج لها وأول ضحاياها.

    1ـ العلامة عند بيرس:

    إن العلامة عند بيرس تشتغل وفق مبادئ هي:

    مبدأ الثلاثية ومبدأ الاحالة ف الماثول représenta men يحيل على موضوع objet عبر

    مؤول[1]" interprétant  " مثال سيارة : تتكون من ماثول هو سلسلة الأصوات من" س ي ا ر ة " ومن موضوع وهو ما تحيل عليه السيارة باعتباره في ذاته قاعدة و للإحالة.

    1/تعريف السيمياء:

         أـ لغة:

              "السومة والسيماء: علامة وسوم الفر: جعل عليه علامة والسومة بالضم العلامية يجعل على الشاه وفي الحرب أيضا والخيل المسومة بالضم علامة يجعل على الشاة وفي الحرب أيضا والخيل المسومة هي التي عليها السمة وقال ابن الأعرابي : السيم العلامات على صفوف الغنيم.

        بـ ـ اصطلاحا:

             علم يدرس العلامة وحياتها داخل الحياة الاجتماعية فالسيمائية علم يدرس كل أنساق العلامات التي بفضلها يتم التواصل بين الناس سواء كانت علامات لغوية أو غير لغوية.

    ـ موضوع السيمياء:

            موضوع السيميائية هو العلامات وأنساقها لأن السيميائية انطلقت أساسا من مشروع دوسوسير دراسة العلامات في كنف المجتمع.

    تقسيم بيرس للعلامة[2]:

    يقسم بيرس العلامة تقسيما ثلاثيا وذلك كالآتي:

    أ / الماثول: هو الشكل الذي تتخذه الاشارة ويعرفه بيرس بقوله إن العلامة أو الماثول هي شيء يعوض بالنسبة لشخص ما شيئا ما بأية صفة وبأية طريقة." [3]. فالماثول هو لا يقوم إلا بالتمثيل ويستفاد من هذا أن الماثول ليس واقعة لسانية بالضرورة ويحل محل شيء آخر وأداة للتمثيل فهو المعرفة المفترضة من خلال وجود باث ومتلق قطعة من ورق أحمر هي ماثول كعينة لعلبة صاغة (موضوع) إن نمط اشتغال ماثول مالا يحدده سوى الموقع الذي يحتله داخل نسق سيميائي ما وهو قريب من مفهوم الدال ف: ش ج ر ة ماثول نشر إلى الشجرة الأصل

    ب/الموضوع: هو ما يقوم الماثول بتمثيله ولا يشتغل إلا إذا نظر إليه على أنه علامة ويعرفه بيرس على أنه : العلامة التي تفرضها العلامة لكي تأتي بمعلومات إضافية تخص هذا الموضوع"[4]. فهو أولا : المعادل الرمزي المفهومي الذي يحيل عليه الماثول ثم ما تضيف عليه السياقات الثقافية والسيرورات المعرفية من معلومات ومعارف فلقطة كتاب تشير إلى ذلك الشيء المعين

    ج/المؤول: هو الرابط أو القانون الذي يحكم أو ينظم إحالة الماثول على الموضوع "إنه هو الذي يحدد للعلامة صحتها ويضعها للتداول كواقعة ابلاغية"[5]

    السيميولوجيا عند دوسوسير:

                    ما يمكن تأكيده من خلال محاضراته أنه لم يتناول هذا العلم الذي اصطلح عليه اسم سيميولوجيا بالدراسة ولم يضع له قوانين إنما أشار إليه اشارة جوهرية، حيث كان يبحث عن موقع اللغة بين الحقائق البشرية واعتبرها منظومة من العلاقات التي تعبر عن فكر ما وعليه فالسيميولوجيا عند دسوسير تعني بعموم العلامات في نطاق المجتمع ويبدو التأثير السيكولوجي واضحا في نظريته.

    العلامة عند سوسير: يعتبر سوسير العلامة كيانا نفسيا ثنائي المبني يتكون من دال الصورة الصوتية والمدلول الصورة السمعية يرتبطان فيها بينهما ارتباطا وثيقا وقويا لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر لأن انتقاء أحدهما يؤدي إلى انتقاء العلامة.

    السيموطيقا عند بيرس:

           هي نشاط معرفي تهتم بكل ما تنتجه التجربة الانسانية عبر مجمل لغاتها فالكون ذاته ليس لذلك إلا في حدود استقالة كعلامة فالإنسان علامة وما يحيط به هو علاة وما ينتجه هو علامة

    والخلاصة لا شيء يفلت من سلطان العلامة.

    الدال          الرمز            الممثل (أحمر)              العلامة (الخطر)

    وانطلاقا من التقسيم الثلاثي بالنسبة لبيرس فالممثل يدل على الموضوع انطلاقا من العملية الربطية التي تقوم بها العلامة المؤول وهي علامة تتجسد بمثابة الفكر في محاولة تفسير معالم الأشياء.

    تعريف السيموز:

             هو الفعل المؤدي إل انتاج الدلالات وتداولها أي مبرورة يشتغل من خلالها شيء ما باعتبار علامة أو هو الوظيفة السيميائية وقد كان شارل سندرس بيرس أول من أدخل مفهوم السيموز إلى ميدان السيميائيات وهو في نظره : "سيرورة يشتغل من خلالها شيء ما كعلامة تستدعي ثلاثة عناصر هي ما يكون العلامة ويضمن استمرارها في الوجود والاشتعال  عنصر واحد يقوم بالتمثيل (ماثول) وآخر يشكل موضوع التمثيل (موضوع)وثالث وسيط بين الاثنين وهو ما يقود إلى الامتلاك الفكري للتجربة الانسانية في مظهرها الصافي"[6]   فانتاج الدلالة يستدعي حضور العناصر الثلاثة داخل سلسلة من الاحالات مثال  شجرة :

    1ـ أداة تمثيل هي متوالية صوتية  2ـ شيء ما موضوع للتمثيل : سواء كان موضوع للتداول أو متخيلا أو واقعيا

    3ـ العالم الذهني الفكر الذي يربط رمزيا بين الموضوع وأداة التمثيل

    السيمياء ومعنى النص:

            تبحث السيميائية عن المعنى من خلال بنية الاختلاف والشكل والبنى الدالة وهي بذلك لا تهتم بمن قال النص أو بالنص في حد ذاته وإنما اهتمامها منصب حول اشكالية كيف قال النص من قاله ومن أجل ذلك يفكك النص وياد تركيبه من جديد لمتحدد ثوابته البنيوية وتعتمد على المبادئ التالية:

        أ/التحليل المحايث: يعني اقصاء كل الظروف الخارجية كظروف النص أو المؤلف والتركيز على ايجاد الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين العدالة فالمعنى يجب أن ينظر إليه على أنه أثر ناتج عن شبكة من العلاقات الرابطة بين العناصر

        ب/التحليل البنيوي: إن ادراك المعنى يقتضي وجود نظام مبني على مجموعة من العلاقات فعناصر النص لا دلالة لها إلا عبر شبكة العلاقات القائمة بينها وعليه يستوجب التحليل البنيوي الدراسة الوصفية الداخلية للنص ومقاربة شكل المضمون.

        ج/ تحليل الخطاب: إذ كانت اللسانيات البنيوية تهتم بدراسة الجملة انطلاقا من مجموعة من

    المستويات المنهجية حيث تبدأ بأصغر وحدة وهي الصوت لتنتقل إلى أكثر وحدة لغوية وهي الجملة "فإن السيميائية تتجاوز الجملة إلى تحليل الخطاب"[7] .

    الدلالة والسيميوز: لا توجد الدلالة خارج العلامات فهي تتسرب عبر الأدوات التمثيل والمعنى لا يوجد خارج اللغة، إنه مبثوث في فعل الابلاغ والكلام والانتاج وما دام الشيء في حد ذاته علامة فلن يكون مجديا لبحث عن إحالة خارج  ما يرسمه الفكر أي خارج ما ترسمه العلامات داخل نسيج السيموز.

    وفعل العلامة مرتبط بنشاطين مختلفين ومتكاملين هما:

    أ/  الأول مرتبط بفعل انتاج الدلالة في مستواها التقريري الحرفي فالطابع الموضوع للمعنى يتجدد من خلال ما يشير ويمثل عليه العلامة فهي لا تتجاوز ما هو معطي (ما يخص معنى العلامة ومعنى النص ) فهو أساس تبنى عليه مجمل المعارف التي تنتجها حركة الاحالات اللاحقة.

    ب/الثاني يحيل الممثل إل موضوع جديد من الدلالات التي ليست معطى مباشر بل تشير إلى تجربة ضمنية وتدخل من خلالها الذات المؤولة لعنصر أساسي في عملية انتاج الدلالات المؤولة. 

    الفرق بين العلامة عند دوسوسيير و العلامة عند بيرس:

    سوسير                                                                                   بيرس                    

    -أصلا لسانيا للنظرية السيميائية                                                  أصلا منطقيا لها

    الدال هو الرمز                                                                     الرمز هو الممثل

    المدلول                                                                              المؤول

                                                                                          الموضوع

    مبنى ثنائي                                                                            مبنى ثلاثي

        العلامة لغوية                                                        العلامة لغوية و غير لغوية 

          نشأت السيمياء والدلالة واللسانيات من خلال تطور الفكر حول المعنى بحيث كان الحث عن المعنى وفي المعنى متضمنا في البحث اللساني ونضمن ذلك أيضا محتوى البحث     السيميائي وذلك حول تبرير اتباع المعنى.

    *الدلالة والسيميوز: لا توجد الدلالة خارج العلامات فهي تتسرب عبر الأدوات التمثيل والمعنى لا يوجد خارج اللغة، إنه مبثوث في فعل الابلاغ والكلام والانتاج وما دام الشيء في حد ذاته علامة فلن يكون مجديا لبحث عن إحالة خارج  ما يرسمه الفكر أي خارج ما ترسمه العلامات داخل نسيج السيموز.

    وفعل العلامة مرتبط بنشاطين مختلفين ومتكاملين هما:

    أ/الأول مرتبط بفعل انتاج الدلالة في مستواها التقريري الجرفي فالطابع الموضوع للمعنى يتجدد من خلال ما يشير ويمثل عليه العلامة فهي لا تتجاوز ما هو معطي (ما يخص معنى العلامة ومعنى النص ) فهو أساس تبنى عليه مجمل المعارف التي تنتجها حركة الاحالات اللاحقة.

    ب/الثاني يحيل الممثل إل موضوع جديد من الدلالات التي ليست معطى مباشر بل" تشير إلى تجربة ضمنية وتدخل من خلالها الذات المؤولة لعنصر أساسي في عملية انتاج الدلالات المؤولة." [8]

    أمبراطوايكو umbertoeco: سيميائي ورائي ايطالي من المساهمين الكبار في تطور مجال السيميائيات وتأويل مختلف الأنظمة الدالة.

    -----------------------------



    [1] - دروس في السيميائيات، مبارك، دار توبقال للنشر، ط1 ، 1987، ص63.

     [2] - المرجع نفسه، ص64.

    [3] - السيميائية مفاهيمها و تطبيقاتها، سعيد بنكراد، ص 98.

    [4] - السيميائية مفاهيمها و تطبيقاتها، سعيد بنكراد، ص 98.

    [5] - المرجع نفسه، ص 99.

    [6] - السيميائية، اصولها و مفاهيمها، سعيد بنكراد، ص 99.

    [7] - المرجع نفسه، ص 99.

    [8] -   - أفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، محمود أحمد نحلة، دار المعرفة الجامعية الاسكندرية، 2002، ص12.