المحور السابع: اشكالية التعاون الدولي
Résumé de section
-
المحور السادس: إشكالية التعاون الدولي:
يمكن القول إن البيئة الدولية يسودها الخوف وعدم اليقين والشك المتبادل بين أطراف النظام الدولي ولهذا فالتعاون الدولي يطرح إشكاليات كبرى ترتبط بأنانية الدولة وايمانها بمبادئ العون الذاتي، وتصرفها وفق آليات المكاسب النسبية وليس المكاسب المطلقة حيت تسعى كل دولة للحصول على المكاسب بشكل أناني يرتبط بتعظيم مكاسبها وتقليص مكاسب الأخرين قدر الامكان حتى لو كلفها الأمر الحصول على أقل المكاسب مقارنة بما ستحصل عليه في حالة التعاون مع أطراف دولية أخرى.
ومن جهة أخرى فالنظام الدولي يتسم بالفوضوية والصراع من أجل القوة حيث لا توجد سلطة عليا يمكنها تنسيق الجهود الدولية بعيدا عن أنانية ومصلحة الدول وحسابات التوازن، فالتعاون يتطلب توافر عوامل الثقة المتبادلة واحترام الأطراف ونبذ حساسيات السيادة المفرطة ولن يتأتى ذلك إلا بوجود سلطة عليا تضمن عدم سطوة طرف على طرف آخر.
فحقيقة أن هناك إشكالية كبيرة تعترض التعاون الدولي والمتمثلة أساسا في طبيعة البيئة الدولية التي تتسم بالتمايز بين وحداتها من حيث التكوين والأهداف والمصالح وعليه يسعى كل طرف بما أوتي من قوة أن يعظم مصالحه ولو كان ذلك على حساب الأطراف الأخرى كما أن حالات التعاون الدولي ما هي في الأساس إلا تعبير عن تقاطع وتداخل المصالح فأغلب الاتفاقيات الدولية التي تعقد من أجل إقامة تعاون دولي في مجال معين أو عدة مجالات يكون فيها تقديم مصالح طرف معين على الأطراف الأخرى، وهو ما يعبر بصدق عن أسبقية العداء والصراع في العلاقات الدولية على التعاون، وأن هذا الأخير ما هو إلا تنظيم للصراع الدولي.
من بين أهم العقبات أمام التعاون الدولي هو صعوبة تحديد مصطلحات العلاقات الدولية، فلا نجد تعريف واحد للعدوان، فبالرغم من أن الأمم المتحدة أنشأت لوقف العدوان إلا أنها لم تتمكن من فرض تعريف موحد مقبول من كل دول العالم للعدوان، وذلك لاختلاف زوايا رؤية الدول للمواقف الدولية، كما أن الدول تختلف في تعريفها للإرهاب والجريمة المنظمة، والدفاع الشرعي عن النفس، وغيرها الكثير من المصطلحات المحددة لطبيعة العلاقات بين الدول التي تتميز بالتغير والتطور وعدم الثبات ما يجعل العلاقات الدولية علاقات تشوبها العديد من الظواهر المعقدة والمتشابكة في ظل وجود عدة فواعل دولية.