المحاضرة الثانية
Section outline
-
لسنة الثانية ليسانس – تاريخ-
مقياس: فلسفة التاريخ
المحاضرة الثانية
أهمية فلسفة التاريخ
تكتسب فلسفة التاريخ أهميتها من كونها تفتح زاوية أخرى في دراسة التاريخ، تتجاوز كونه فقط علم يهتم بتتبع الأحداث التاريخية ومن صنعها ونتائجها.
من أهم فوائد دراسة فلسفة التاريخ:
- التعرف على العوامل المُحركة للتاريخ ومن ثمة فهمه بشكل أعمق وأوسع.
- دراسة الظواهر التاريخية التي شهدتها مسيرة الإنسانية بطريقة منهجية.
- استنباط القواعد والقوانين والسنن التي تتحكم في سير التاريخ.
- الاستفادة من فلسفة التاريخ في فهم الحاضر واستشراف المستقبل.
يتحفظ البعض من اتجاه فلسفة التاريخ، وهم يطرحون اعتراضهم على شكل سؤال إشكالي:
هل يمكن استنباط قواعد تحكم سير التاريخ وهو في جوهره ظاهرة إنسانية نسبية في حركتها على عكس الظواهر الطبيعية؟
من شروط المنهج العلمي قابلية قواعده للتعميم والتجريب وإمكانية التوقع، فهل يُمكن أن تتوفر هذه المعايير في ما تصل إليه فلسفة التاريخ؟
لم تمنع هذه الاعتراضات من انتشار الدراسات المتعلقة بفلسفة التاريخ بل إن بعض هذه الدراسات تحولت إلى نظريات مٌعتمدة في دراسة الظاهرة التاريخية.
من هذه النظريات مثلا:
نظرية العصبية لابن خلدون
نظرية الأطوار الثلاث (طور الآلهة، طور البطولة، الطور البشري) للمؤرخ الإيطالي باتيستا فيكو.
نظرية التحدي والاستجابة لآرولند توينبي
نظرية الفكرة ونقيضها لهيجل
النظرية المادية لكارل ماركس
نظرية مالك بن نبي في قيام الحضارات وسقوطها.
نظرية نهاية التاريخ لفرنسيس فوكوياما.
وكل هذه النظريات تشترك في كونها تحاول أن تتوصل إلى قواعد (قوانين) تشكل مداخل لفهم حركة التاريخ ليس باعتباره مجرد حوادث ولكن باعتباره حركة تخضع قواعد، لكن هذه القواعد ليست كالقواعد التي تحكم العلوم الطبيعية أو التقنية باعتبار نسبيتها.