المحاضرة الخامسة

المحاضرة الخامسة 

يرى الباحث الامريكي" الفين توفلر*في كتابه حضارة الموجة الثالثة ان حضارات العالم مرت بثلاث مراحل تتمثل المرحلة الاولى :بحضارة الثورة الزراعية و الموجة الثانية بحضارة الثورة الصناعية و الحضارة الثالثة بحضارة المعلومات و المعرفة هذه الاخيرة اعطت السيادة للمعرفة على قوة المال الاقتصاد و الجيوش .

صاحب الموجة الثالثة تطور تكنولوجي رهيب ومتسارع اثر في جميع مجالات الحياة الاجتماعية و الثقافية ،السياسية وغيرها ولعل من بين اهم سماتها انتشار استخدام تكنولوجيات الاعلام و الاتصال ،وقد رافقت هذه المرحلة مفاهيم متعددة من بينها الاعلام الالكتروني ،العالم الافتراضي ،الوسائط الجديدة ،الفضاء السبيراني *syber space .

عرف الاتحاد الدولي للاتصالات:  بانه الحيز الافتراضي بانه الحيز المادي وغير المادي الذي ينشأ او يتحكمون من جزء او من كل العناصر التالية حواسيب ،شبكات ،برامج ،مضامين و معطيات الرقابة و المرور ...على هذا الاساس ساهمت الثورة الاتصالية الكبرى وتكنولوجيات الجديدة و على راسها الانترنات في ظهور فضاء عام اجتماعي جديد يخضع لمثالية هبرماس ويعتمد على ان يكون الراي العام* حرا في حركة المعلومات وتبادل الافكار بين المواطنين ،فالانترنات تقدم امكانية جديدة مقارنة بوسائل الاعلام التقليدي ،فهي تجعل من السهل نشر المعلومات بشكل كبير بين الافراد .

وبنفس المعايير التي وضعها هابرماس لبناء مجتمع عام في المجتمعات الديمقراطية و الرأسمالية فيمكن ان تنسحب هذه المعايير على الوضعية القائمة حاليا في المجتمعات العالمية و التي اخذ الاعلام الجديد دوره ومكانته فيها بقوة متنامية وهذه المعايير تتجلى فمايلي :  

1)   المنزلة الاجتماعية : في خضم الجدل و التداول و النقاش في المجال العام يتم في اغلب الاحيان تغاضي عن المنزلة الاجتماعية لأي فرد في المجتمع وهذا ما يحدث في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي .

2)   سلطة التفسير : في العصور الوسطى كانت سلطة تفسير الاحداث من صلاحيات الدولة و الكنيسة ومع تحول الذي وقع في المجتمعات الاوروبية الى مجتمعات ديمقراطية باتت سلطة التفسير في يد الراي العام وقد وفرت وسائل الاعلام ،الوسائط الجديدة .........الخ فضاءات التفسير و التعبير .

3)   الشمولية : كسرت الانترنات بتطبيقاتها المختلفة حواجز في المشاركة  و التعبير في النقاش .