Résumé de section

  •                    المحاضرة الرابعة

      

    الفضاء العمومي عند لوي كيري : إن الفضاء العمومي عند كيري شهد تطورا ملحوظا لاسيما في المجتمعات الفرنكفونية ،رغم ان نظرياته نابعة من الفكر الهبرماسي لم يتردد كيري في نقد هبرماس ،يرى انه يحمل على ضبط معايير محددة للمجال العمومي معتمد على مقاربة تاريخية من خلال البرجوازيين اضافة الى التصاقه بالمقاربة الماركسية الكلاسيكية ،وهي في واقع الامر اضحت لا تفي بالغرض في مجال تحديد  المفاهيم المتعلقة بالمجال العمومي وبتالي فهو مجال قد تحول من كونه فضاء سياسيا الى فضاء سوسيولوجي وبالنسبة لكيري فالفضاء العمةمي هو فضاء للبروز و الظهور و الاطلال على المشهد العمومي و الظهور يكون بواسطة اليات الاشهار العمومي الذي يتشكل اساسا من بعدين ب-بعد خطابي –وبعد تمثيلي بصري – ورمزي –فالفضاء العمومي هو بالدرجة الاولى فضاء ميديائي espace médiatique   وبذلك يختلف عن البنية و الطبيعة التي تصورها هابرماس حيث يرى انها اساس الفضاء العمومي و هي الصيغة المثالية و المعيارية فالفضاء العمومي حسب تصور كيري هي عبارة عن حقيقة اجتماعية تتأسس على ابعاد رمزية وتمثيلية و تتمظهر ضمن فضاءات فيزيقية وسوسيو مكانية وحتى ميديائية وبواسطة ممارسات ثقافية و سوسيولوجية .

    اذ ان الفضاء العمومي عبارة عن جهاز حسب تعبير كيري جهاز لتمثيل وتمثل الجماعة ضمن سيرورة رمزية فهو ميكنيزم ولوج الحياة العمومية و الظهور فيها اذ انه يمنح خاصية البروز للافراد و القضايا و الموضوعات فالظهور في الفضاء العمومي هو بمثابة اللحظة التأسيسية للأحداث و الفعاليات وحتى الافراد يكتسبون انطولوجيتهم العمومية او ذاتهم العمومية و اجتماعيتهم بمجرد الظهور في الفضاء العمومي .

    فدينامية الظهور و البروز تتأسس على فيمنمولوجيا *الظهور و على البناء الاجتماعي للأحداث و الظواهر و الافراد و الفاعليين فالفضاء العمومي يتفرد بانموذجية مخصوصة في التفاعل الاجتماعي العمومي وفي تمثيل الاحداث .

    ويستند كيري في مقاربته للفضاء العمومي الى التصورات "لغوفمان " الذي يرى بدوره ان الحياة الاجتماعية هي عبارة عن مسرح مشهدي للأشخاص    و للأحداث فالفاعلون الاجتماعيون و الافراد يعيشون جزءا كبيرا من حياتهم وتجربتهم الانطولوجية ضمن وسط من التلقي* و الادراك المشترك نحو بعضهم البعض ونحو افعالهم وتصرفاتهم ويلعب هذا المسرح المشهدي دورا استراتيجيا ودالا في ضبط بوصلة السلوكيات وتأسيس العلاقات وصيانة تشكيل الهوية الفردية و الذات كحقيقة تفاعلية وبين ذواتية .



    * الفينومينولوجيا أو الظاهراتية، تتكون كلمة فينومينولوجيا من مقطعين «Phenomena» وتعني الظاهرة، و«Logy» وتعني الدراسة العلمية لمجال ما، وبذلك يكون معنى الكلمة العلم الذي يدرس الظواهر.والمقصود من الظواهر في مصطلح الفينومينولوجيا  ليس ظواهر العالم الخارجي، أي الظواهر الطبيعية الفيزيائية، بل المقصود بالظواهر التي تدرسها الفينومينولوجيا ظواهر الوعي، أي ظهور موضوعات وأشياء العالم الخارجي في الوعي، وبذلك تكون الفينومينولوجيا هي دراسة الوعي بالظواهر وطريقة إدراكه لها. استعمل هذا المصطلح على يد عدد من الفلاسفة بينهم إيمانويل كنت ثم هيجل، لكنه صار يطلق في بداية القرن العشرين على مذهب في الفلسفة أسسه هوسرل وكان من أنصاره ماكس شيلر في ألمانيا، وجان بول سارتر في فرنسا، وتأثر به مارتن هيدجر والوجودية بعامة. والفكرة العامة التي يقوم عليها مذهب الظاهريات هي: «الرجوع إلى الأشياء نفسها» أي الرجوع إلى الوقائع المحضة دون التأثر بالأحكام السابقة المتعلقة بها.

    * لم تنشأ نظرية التلقي من فراغ، وإنما استمدت أصولها النظرية من الفلسفة الظاهراتية، وأصبح المنظور الذاتي هوالمنطلق في التحديد الموضوعي، ولا سبيل إلى الإدراك والتصور الموضوعي خارج نطاق الذات المدركة، ولا وجود للظاهرة خارج الذات المدركة لها.