Section outline

  • نشأ مفهوم العلاقات العامة بعد الثورة الصناعية في أوروبا وبروز الشركات والمصانع والمؤسسات الكبرى، والتي أصبحت تعنى بتوثيق الصلة بجمهورها، حيث تعتبر العلاقات العامة علم وفن وممارسة تطورت ونمت كمفهوم إداري وكوظيفة مهمة في المؤسسة بتطور النسق الاقتصادي والاجتماعي والإداري والسياسي والثقافي...، وإن هذا التطور قد حدث نتيجة للتعقد المتزايد للمجتمع الحديث، إضافة إلى زيادة فهم دوافع وحاجات البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة، فتعقد الحياة وتعدد الأنشطة التي تقوم بها الحكومات والمؤسسات، والحاجة إلى التواصل مع المجتمع كانت العلاقات العامة هي السبيل إلى التواصل مع الجمهور، ومن هنا ظهرت العلاقات العامة كعلم حديث نسبيا يهتم بصورة المؤسسة من خلال حملات منظمة والقيام بالدراسات والأبحاث لرفع سمعة المؤسسة وتحسين صورتها لدى جمهورها الخارجي.

    ولكن رغم الأهمية الكبرى لهذا العنصر الحيوي، وإدراك المؤسسة للدور الكبير الذي تلعبه العلاقات العامة من قدرتها على رسم وتكوين صورة ذهنية جيدة عن المؤسسة لضمان تحقيق الأهداف وإشباع الحاجات المشتركة، إلا أن الملاحظ على واقع المؤسسة العمومية الجزائرية مازال يعاني من أزمة في أدائها، وهنا يطرح التساؤل حول كيفية ممارسة وظيفة العلاقات العامة في المؤسسات العمومية أو الخاصة الجزائرية، ومدى الاهتمام الذي توليه هذه الأخيرة لهذا المجال، وما هي الدرجة التي تحتلها وظيفة العلاقات العامة في تفكيرها الاستراتيجي من أجل رفع مستوى الأداء المؤسسي وضمان مكانة في الوسط التنافسي؟