شروحاتغادر

تعريف الابستمولوجيا

الابستمولوجيا لغويا و اصطلاحا

Ref2.pdf

الابستمولوجيا من ناحية الاشتقاق اللغوي هو مصطلح صيغ من كلمتين يونانيتين، الابستمي

épistémé و معناها العلم و هو موضوع الابستمولوجيا، اللوغس (Logos ) ومن معانيها :معرفة ، نظرية، دراسة، و يدل على النهج أي أنها من حيث الاشتقاق اللغوي، هي علم المعرفة أو الدراسة النقدية للعلوم.

يعرفها لالاند Lalande في معجمه الفلسفي الابستمولوجيا بأنها "علم العلوم"، ثم يضيف ولكن بمعنى آخر أنها هي أساس الدراسة النقدية لمبادئ لمختلف العلوم و لفروضها و نتائجها ، بقصد تحليل أصلها المنطقي لا السيكولوجي و بيان قيمتها و حصيلتها الموضوعية .

الأسئلة التي تجيب عنها الابستمولوجيا

تسعى الابستمولوجيا إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة يقع في موضوع الصدارة منها ما يلي :

ما المعرفة؟، ما الذي يمكن أن نعرفه ؟ كيف نعرف ما نعرفه ؟، كيف تكون اعتقاداتنا مسوغة أو مقبولة؟ .

حيث تقتضي الإجابة عن السؤال الأول تحديد مفهوم المعرفة، و تتطلب الإجابة عن السؤال الثاني بيان مجال المعرفة و أنواعها مثل المعرفة الحسية و المعرفة الأولية و المعرفة الدينية والمعرفة الأخلاقية، و مادامت المعرفة ممكنة فهذا يعني أننا نستطيع تفنيد حجج النزعة الشكية في المعرفة، و يتعلق السؤال الثالث بمصادر المعرفة المتنوعة، و هي العقل و التجربة والحدس الوجداني، و السؤال الرابع ينصب على مفهوم التسويغ "التبرير " الابستمولوجي .

التمييز بين الابستمولوجيا و مختلف العلوم

وجدت الابستمولوجيا كتخصص أو كحقل معرفي كرست مبادئها انطلاقا من الواقع نحو إيجاد خطوط تفصل بين الابستمولوجيا والحقول المعرفية الأخرى ، يمكن القول أنه من الصعب إقامة حدود فاصلة بين الابستمولوجيا و مختلف الدراسات و الأبحاث المشابهة لها

حاول العالم لالاند التمييز بينها في تعريفه للابستمولوجيا، فالغالب أن الابستمولوجيا تعالج مسائل هي بالأصالة من ميدان الميتودولوجيا أو المنطق أو فلسفة العلوم ، مما حد بأحد الباحثين إلى القول سواء سمياه منطقا خاصا أو منطقا كبيرا أو نظرية اليقين أو نظرية المعرفة أو ابستمولوجيا فإن هدفه دوما شروط المعرفة البشرية و قيمتها أو النقد ، فإن البحث الذي نقوم به كان هو بيان حدودها.

فالانجليزيين والإيطاليين يجمعون تحت مصطلح ابستمولوجيا تلك الدارسات النقدية التي جمعها لالاند مع نظرية المعرفة و الميتودولوجيا

أما الألمان فلم يميزوا في لغتهم بين نظرية المعرفة و الابستمولوجيا، وان كانوا يعنون بهذا المصطلح الأخير فلسفة العلم جميعها، والحجة في ذلك أنه من الصعب التمييز بين الابستمولوجيا والميتيدولوجيا و فلسفة العلوم ، لكونها جميعها متداخلة متشابكة، فإذا كانت الابستمولوجيا هي الدراسة النقدية لمبادئ العلوم و فروضها و نتائجها وبذلك من الصعب نقد نتائج العلوم دون فحص المناهج الذي اتبع للحصول عليها وفحص المناهج هو من اختصاص المتيدولوجيا كما أن نقد النتائج و تأويلها هو من اختصاص فلسفة العلوم ، و هو الشيء الذي يمس نظرية المعرفة عندما تنظر إلى هذه النتائج من زاوية مدى تحيزها تحيزا صادقا أو غير صادق كامل أو غير كامل عن الحقيقة الموضوعية ، ومع ذلك نحاول أن نفكك الأحاجي العالقة بين هذه الحقول المعرفية المتشابكة و المتداخلة مع الابستمولوجيا .