شروحاتغادر

العلم و المعرفة

تعريف1 - العلم

Ref1.pdf

أ - العلم لغة :

يعني " إدراك الشيء أي علة ما هو عليه أي على حقيقته وهو اليقين المعرفي " ، فالعلم إذن يعني المعرفة والدراية و إدراك الحقائق، وهو في طبيعته طريقة في التفكير وطريقة بحث أكثر مما هو طائفة من القوانين الثابتة وهو منهج أكثر مما هو مادة لمبحث، فهو منهج البحث في كل العالم الأمبريقي المتأثر بتجربة الإنسان وخبرته .

ب - العلم اصطلاحا :

هو " جملة الحقائق والوقائع والنظريات ومناهج البحث التي تزخر بها المؤلفات العلمية " .

ويعرف العلم أيضا بأنه " مجموعة المعارف المؤيدة بالأدلة الحسية، وجملة القوانين التي اكتشفت لتعليل حوادث الطبيعة، تحميلا مؤسسا عمى تلك القوانين الثابتة " .

ويعرف العلم في قاموس " ويستر " بأنه " المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة الدراسة والتجريب، والتي تقوم بغرض تحديد طبيعة وأصول وأسس ما تم دراسته .

إذن العلم هو مجموعة من الحقائق والمعارف المنظمة أو القوانين التي وضعها الإنسان لتعليل حوادث الطبيعة ومظاهرها بعد تحميلها مستندا في ذلك إلى مناهج البحث العلمية .

و العلم هو استنباط بشري يعتمد عمى العقل وهو يختص بفرع من فروع المعرفة ويدرسه دراسة موضوعية مجردة ترتكز أساسا عمى المشاهدة والتجربة والاختبار، وهو بذلك عكس الفلسفة، فالعلم يرتب الحوادث والظواهر ويعطيها تفسيرا منطقيا بالصعود من الخاص إلى العام أو العكس، وهو لا يصدر أحكاما عكس الأخلاق وليس له غاية جمالية عكس الفنون الجميلة وليس له هدف نفعي عكس التقنية، و انما نجد العلم يبحث في القوانين الطبيعية أي

الروابط الدائمة التي تتحكم في الأنظمة الكونية ويضعها في صيغ رياضية، وهو لا يعنيه أن يتعرف عن الكيفية التي تحدث من أجلها الظواهر أو الغاية من ظهورها، بل يتعرف عمى القوانين التي تربط بين كل ظاهرة وظاهرة أخرى وعن العوامل التي تتسبب في حدوث الظواهر.

تعريف2 - المعرفة

عبارة عن مجموعة المعاني التصورات ،الآراء و المعتقدات والحقائق التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به ، و المعرفة مفهومها ليس مرادفا للعلم، فالمعرفة تتضمن معارف علمية و أخرى غير علمية، فكل علم معرفة إلا أنو ليس بالضرورة أن كل معرفة علما .

2 - 1 . مصادر المعرفة

أ . المعرفة الحسية :

هي المرحلة التي كان الإنسان يعتمد فيها على حواسه لمعرفة كل ما يدور حوله، و هي لا تزال مستمرة لوقتنا الحالي، ويمكن تسميتها بمرحلة طفولة العلم ، و هي أولى المصادر التي

اعتمد عليها الإنسان في تفسير الظواهر " حواسنا تخدعنا "

ب. مرحلة الاعتماد على التقاليد ومصادر الثقة :

كانت تفسر الظواهر تبعا لأفكار بعض الحكماء والقدامى، و هي معارف متوارثة تتحول في

كثير من الأحيان إلى تقاليد يحافظ عليها الأجيال كما قد تكون المعرفة مفروضة من طرف

القبيلة أو السلطة بشكل عام، و هذا ما نجده في العصور الوسطى، حيث كانت الكنيسة

تفرض بعض الحقائق فرضا .

ت .المعرفة الفلسفية :

هي معرفة تعتمد عمى التأمل والحوار والتدليل، فهي مرحلة اعتمد فيها على التدليل المنطقي من خلال استنتاجات منطقية و هذا ما نجده في أفكار أفلاطون وأرسطو، إلا أن هذه المعرفة تخدع الباحث أحيانا لأنها ترتكز على العمليات العقلية والحوار الماهر .

ث. مرحلة المعرفة العلمية :

و هي مرحلة التحقيق العلمي من خلال وضع الفروض إجراء التجارب واستخلاص النتائج،

و هي مرحلة تحويل الظاهرة الكيفية إلى كمية ، لا تقف عند المفردات الجزئية التي يقوم الإنسان ببحثها، بل تتجاوز ذلك حتى يصل إلى قوانين ونظريات عامة .

الفرق بين العلم و المعرفة

الفرق يكمن بين العلم والمعرفة على أساس الأسلوب و المنهج التفكيري الذي تم من خلاله تحصيل المعرفة .

فالعلم هو عبارة عن المعرفة المنسقة التي تنشأ من الملاحظة و الدراسة والتجريب والتي تتم بهدف تعرف طبيعة وأصول الظواهر التي تخضع للملاحظة و الدراسة و هو مجموع الخبرات الإنسانية التي تجعل الإنسان قادرا على التقدير، أو فهم الظواهر الكونية من أسباب وآثار .

«العلم هو الاستدلال الفكري أما المعرفة فهي علم تلقائي ،المعرفة أوسع وأشمل من العلم »