الخصائص الفنية والفكرية لروارية الحمار الذهبي:

كتبت الرواية باللغة اللاتينية ودارت أحداثها في اليونان باعتبار مؤلفها ولد في الجزائر ودرس بتونس وواصل دراسته في اليونان التي كانت مستعمرة من قبل روما وقد أثرت هذه الرواية في الروايات العالمية وخاصة الرواية الغربية الحديثة والمعاصرة إذ أمدتها بفكرة المسخ والتقنية الفانطاستيكية التي تستند إلى العجائبية وغرابة الأحداث وتداخل الأزمنة وجدلية الواقع والوهم.

إن المتأمل لرواية الحمار الذهبي يجدها رواية هزلية ساخرة تنتقد المجتمع الروماني سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا كما تنتقد هذه الرواية العقل الظلامي وسلوكيات السحرة وتشير إلى معتقدات البشر حينها وفكرة المسخ المرتبطة أساسا بعقاب الآلهة.

فهي رواية عجائبية غرائبية تمزج بين الواقع والخيال والسحر والعقل وهي رواية فانطاستيكية تتجاوز الواقع والمنطق إلى اللاوقع والاوعي عبر خاصيتي التغريب والتعجيب.

التعجيب: حالة إيجابية وتتم عندما نكون أمام حدث يترك أثرا إيجابيا على نفسية المتلقي لأن المتعجب منه مستحسن يثير الاندهاش والاعجاب لروعته وخروجه عن المألوف الذي لا يثير فضوله، كتحول البطل إلى سوبرمان لإنقاذ شاحنة تكاد تسقط في النهر.

التغريب: حالة سلبية يتم التغريب عندما نكون أمام حدث يترك أثرا سلبيا على نفسية المتلقي، لأن الحدث مستهجن إما لغرابته أو لشذوذه وإما لما يبثه من هلع وخوف إلى درجة القلق مثل تحول الشخصية إلى شيطان أو قرد ممسوخ.