الشعر الصوفي
ظهر التراث الشعري الصوفي في أوائل القرن الثاني الهجري على أيدي الحسن البصري وتلامذته من بعده ويمكن تقسيم الأدب الصوفي إلى ثلاثة أطوار :
الطور الأول
يبدأ من ظهور الإسلام وينتهي في أواسط القرن الثاني للهجرة ؛ « وكل ما بين أيدينا منه طائفة كبيرة من الحكم والمواعظ الدينية والأخلاق تحث على كثير من الفضائل ، وتدعو إلى التسليم بأحكام الله ومقاديره ، وإلى الزهد والتقشف وكثرة العبادة والورع » ، وتشمل القرن الثاني الهجري بأكمله ، والخلافة العباسية في بغداد...وفيها كان الشعر الصوفي يكون نفسه بنفسه ، وينهض بتقاليده الفنية والفكرية ليؤصلها في أذهان الناس، وكان هذا الشعر الصوفي لمحات دالة أو قليلا من الأبيات الموجزة ، ومن شعراء هذه المرحلة رابعة العدوية (185هـ).
الطور الثاني
وتشمل قرنين من الزمان هما الثالث والرابع الهجريان ، وقد كان الشعر في هذه الحقبة في دور نهضة وازدهار ، وهنا يبدو ظهور أثار التلقيح بين الجنس العربي والأجناس الأخرى ، وفيه يظهر اتساع الأفق اللاهوتي وتبدأ العقائد تستقر في النفوس على أثر نمو علم الكلام ، وفيه يظهر عنصر جديد من الفلسفة ، ومن الشعراء في هذه المرحلة : أبو حمزة الخرساني ( ت 290هـ) ، وفيها ظهر من شعراء العربية المتنبي والشريف الرضي وسواهما.
الطور الثالث
تشمل القرن الخامس والسادس والسابع تستمر إلى غاية أواسط القرن الثامن ، وفيها يتجه الأدب الصوفي إلى الحب الإلهي ومدح الرسول والشوق إلى الأماكن المقدسة ، ويدعو إلى الفضائل الإسلامية ، وفي هذه المرحلة نشأ الأدب الفارسي وظهر شعراء العربية الكبار المعري ومهيار ، وبرزت العديد من أسماء الصوفية واشتهرت كالسّريّ السَّقَطيّ ( ت 251ه) حيث كان شيخ المتصوفة في بغداد وإمامهم في وقته ، ويعتبر أول من تكلم ببغداد في لسان التوحيد وحقائق الأحوال والمقامات حيث يقول : « من علامات المعرفة بالله القيام بحقوق الله » فهو بذلك كان يصل بين التصوف والشريعة.