مقدمة
إن المتتبع لرحلة النص الأدبي الصوفي في مسار تطوره، وانتقاله إلى المتلقي سيلاحظ أنه مر بمراحل مختلفة، أثرت في عملية إنتاجه؛ ذلك أنه لم يولد ناضجا مكتملا، ولم يجد سبيله إلى المتلقي بطرق يسيرة. ضف إلى ذلك أنه لم يكن منفصلا عن السياقات الاجتماعية والتاريخية التي أفرزته، لا يختلف الباحثون على أن التصوف نشأ أساسا عن ذلك الزهد الذي اتصف به النبي صلى الله عليه وسلم والعدد الأكبر من الصحابة والتابعين ، وكانت حالة الزهد هذه أمر طبيعي الحدوث بفضل النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تحمل معاني التشجيع للمؤمن على العمل من أجل الآخرة ومحاولة الإقلاع عن الانغماس في عرض الدنيا الزائل ، مع المطالبة بتزكية النفس ، والتوكل على الله ، والخوف منه تعالى ، والرجاء الدائم برحمة الله وغفرانه.