الأدب الصوفي

خاتمة

نال الأدب الصوفي حظا ونصيبا عظيما من طرف المؤلفات العربية والغربية بما فيها الاستشراقية ، فتعددت مفاهيمه بين هذا وذاك كفلسفة ذاتية أو إلهامات وجدانية تضطلع من الأديب الصوفي بحكم تجربته الإبداعية. وواضح مما تقدم أن العصر العباسي الثاني لم يكد ينتهي حتى تأصلت فكرة المعرفة الإلهية ومحبة الله ، كما تأصلت فكرة أن الصوفية أولياء الله ، وقد أحاط الحلاج الرسول صلى الله عليه وسلم بهالة قدسية تشبه الهالة التي يحيط بها المسيحيون المسيح عليه السلام ، وكان كل ذلك أثر عميق في حياة التصوف وتطوره على مر الأجيال ، وهو العصر الذهبي في الأدب الصوفي غني في شعره ، غني في فلسفته ، شعره من أغنى ضروب الشعر وأرقاها ، وهو سلس واضح وإن غمض أحيانا. تطور الأدب الصوفي نثرا وشعرا وبلغ الشعر ذروته مع ابن عربي وابن الفارض في الشعر العربي ، وجلال الدين الرومي في الشعر الفارسي ، ولم يظهر الشعر الصوفي إلاّ بعد شعر الزهد والوعظ الذي اشتهر فيه كثيرا أبو العتاهية ، وكذلك بعد شعر المديح النبوي ، وانتشار التنسك والورع والتقوى بين صفوف العلماء والأدباء.

سابقسابقنهاية
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)