المزيج التسويقي الأخضر

التسعير الأخضر

يعتبر السعر المكون الأهم من مكونات المزيج التسويقي لكونه يؤثر بطريقة قوية ومباشرة على قرار المستهلك الشرائي نظرا للظروف الاقتصادية المحيطة به، وخاصة في الأسواق ذات الحساسية تجاه السعر. حيث أن المستهلك على الأغلب يتطلع لمنتج ذو جودة عالية وسعر مناسب، فالمستهلك يبحث دائما على ما يشبع رغباته و حاجاته بأقل الكلف المالية الممكنة. ولا نغفل أهمية التسعير للمنظمات حيث انه يمثل المصدر الوحيد للتدفق المالي عن طريق بيع المنتجات للقيام بتغطية التكاليف و تحقيق الأرباح المنشودة. ويمكن تعريف السعر على أنه" مجموع كل التكاليف التي يستبدلها المستهلك مقابل فوائد أو امتلاك أو استخدام المنتج أو الخدمة"5. في هذا التعريف إشارة مباشرة نحو امتلاك المستهلك القوة النقدية للحصول مباشرة على

المنتج للانتفاع منه. والمنتجات الخضراء عادة ما تحمل إضافة سعرية بسبب التكاليف الإضافية الخاصة بجعل المنتج صالحا من الناحية البيئية، لأن المنتجات الخضراء عادة ما تتطلب جهودا وتكاليف كبيرة في مجال البحث والتطوير، والتعديل في الأساليب الإنتاجية بما ينسجم مع هدف الاستخدام الكفء للطاقة وتقليل التلف والضياع في استعمال المواد الأولية.

خصائص التسعير الأخضر

يتمتع التسعير الأخضر بمجموعة المزايا نذكر منها:

  • حماية البيئة من خلال الحد من الهدر وعدم الكفاءة في استخدام الموارد الطبيعية بدون عناية،

  • زيادة وعي الزبائن من خلال حصولهم على معلومات بيئية جديدة مقابل العلاوة السعرية للمنتجات الخضراء،

  • زيادة ولاء العاملين: حيث أن العاملين يميلون للعمل والاستمرار في منظماتهم التي تتميز بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية،

  • التحسين المستمر: إن المنظمات القائمة على الكفاءة ستجد في العلاوة السعرية البيئية دافعا جديدا من أجل التحسين المستمر في المواد، المنتجات، العمليات واستخدام الطاقة والمبادرات البيئية الجديدة، وهذا ما يجعل التسعير الأخضر فرصة ومجال جديد لكسب ميزة تنافسية،

  • تحسين سمعة المنظمة: حيث أن التسعير الأخضر مناسبة جيدة من أجل تنشيط دور مصلحة العلاقات العامة في المنظمة لتحسين صورتها الذهنية لدى الجمهور.

طرق التسعير البيئي

من بين الطرق المتبعة في تحديد أسعار المنتجات الخضراء نجد ما يلي:

أ-التسعير على أساس هامش الربح: يعتمد التسعير البيئي على هذه الطريقة، لما للتكاليف من أهمية كبيرة، كتكاليف البحث والتطوير و تكاليف اعتماد الأساليب والتكنولوجيا الخضراء، وتخضير العمليات الإنتاجية، هذا كله من شأنه رفع التكاليف والتي تؤدي إلى رفع أسعار المنتجات، وإضافة إلى ذلك هناك

الضرائب بمختلف أنواعها والتي تفرضها الدولة على المؤسسات التي تحدث أضرارا على البيئة الطبيعية.

وتعتمد هذه الطريقة على أساس التكلفة مضافا إليها نسبة مئوية، أو مبلغ مالي محدد كهامش ربح،وأهم ما يميز هذه الطريقة هو بساطتها في تحديد السعر، ويتحدد هذا الأخير وفق هذه الطريقة كالآتي:

سعر البيع= سعر التكلفة + مبلغ أو نسبة الإضافة.

إلا أن هذه الطريقة لا تراعي المتغيرات الأخرى كالمنافسة والطلب الحالي والقيمة المدركة من قبل الزبون، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها، إلا في حالة يمكن للمنظمة أن تحقق مستوى مبيعات محدد.

ب- التسعير على أساس العائد المستهدف: وفقا لهذا الأسلوب تقوم المنظمة بتحديد السعر الذي من املمكن أن يحقق لها معدل عائد عن االستثمار، ومن أمثلة المنظمات التي تستخدم هذا الأسلوب مؤسسة

جنرال موتور،و التي تسعر منتجاتها لتحقيق معدل عائد على الاستثماريتراوح ما بين 15 و20.%.

ج- التسعير على أساس القيمة المدركة: تقوم هذه الطريقة على أساس القيمة المدركة للزبون، ومفهوم القيمة المدركة يستند على مدركات الزبون لحزمة المنافع التي يقوم بشرائها ومدى إدراكه لقيمتها،ويمكن تشكيل هذه الإدراكات عن طريق مواجهة حاجات أو متطلبات المستهلك من جهة، الخصائص المدركة للمنتج والتي يمكن أن تشبع هذه المتطلبات،وهذا الإدراك يتأتى أيضامن خلال الرسائل الإعلانية وما تقوم به المنظمة من أنشطة ترويجية لتكوين صورة ذهنية عن منتجاتها،وهذا الأسلوب من أنجع الأساليب في تسعير المنتجات البيئية، حيث يركز المسوقون هنا على قيمة المنتجات وتبيين بأنها ذات قيمة أعلى. إلا أن

هذا الأسلوب يتوقف على مدى جاهزية وكفاءة المسوقين على إقناع الزبائن وجعلهم مدركين القيمة المتحققة من جراء استهلاك المنتجات البيئية.

د- التسعير على أساس العامل النفسي: يرتكز هذا الأسلوب على تشجيع المستهلك على اتخاذ قراره الشرائي الذي يرتكز على ردود فعل عاطفية، ومن أهم مزايا هذا الأسلوب تمكين المؤسسة من تقسيم سوقها، ومن وضع أكثر من سعر وذلك بحسب القطاعات السوقية. إلا أن هذا الأسلوب يتطلب معرفة آراء المستهلكين من خلال استقصائهم، ومن مخاطرها أن آراء المستهلكين تتغير من وقت لآخر، مما يصعب تطبيق هذا الأسلوب.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)