محمد مفتاح، عبد الفتاح كلييطو... عبد الغني بارة.
محمد مفتاح والهرمونيطيقا: تتضح معالم منهجه من خلال مؤلفه النقدي الموسوم بعنوان التلقي والتأويل نشأته وأجزاؤه، فهو يعتبر التأويل إعادة صيانة النصوص وإحياء لغتها، وقد ارتبط التأويل في النقد العربي بالكتب الدينية المقدسة وبعدها انتقل إلى باقي العلوم، ومن أهم ما يركز عليه محمد مفتاح في تنظيره التأويلي "القراءة التفاعلية". وهي قراءة قائمة على أليات نقدية حديثة هدفها مقاربة النصوص الأدبية. من خلال استخراج معاني ألفاظها الدلالية إلى معانيها المجازية.
عبد الفتاح كلييطو: يعتبر كتاب "الحكاية والتأويل" لعبد الفتاح كليطو مرجعا مهما في النظرية التأويلية العربية حيث يقول: "سأتصور الآن قارئا ساذجا يطلع على حكاية الصياد بغرض التسلية لا غير. هذا القارئ سيتحول رغم أنفه إلى مؤول. ذلك أن في الحكاية عناصر تلزمه أن يطرح على نفسه بعض التساؤلات. عناصر مبهمة غامضة. شبيهة بألغاز، وليس في النص ما يساعد على فكها، مثلا لا يتساءل القارئ لماذا للصياد ثلاثة أولاد. لأنه يعتبر هذه المسألة عرضية. لكنه عندما يقرأ أن الصياد كان من عادته أن يرمي شبكته كل يوم أربع مرات. فإنه يقول لنفسه: لماذا أربع مرات؟ هذا أمر يبدو بحاجة إلى تفسير"
فمن خلال هذا القول نستنتج أن كلييطو يتجاوز الظاهر إلى الخفي، حيث لا يكتفي بالمعنى السطحي للنصوص الأدبية بل يسعى إلى الغوص في أعماقها لكشف المعاني الخفية.
كما يدمج كلييطو القارئ بالمؤلف حيث يتحول القارئ إلى مؤول يضفي على النص الحيوية والتجدد.
ويركز كلييطو في منهجه التأولي على اللغة والبلاغة مستعينا في ذلك بمنهجيات نقدية حديثة.