الإجابة عن سؤال

الإجابة عن سؤال

 

تمهيد

    إن أول شـيء يخطـر ببـال الطالـب عنـد خضـوعه للاختبـار هـو كيفيـة الإجابـة عـن الأسـئلة المطروحـة، وبالأخص إذا كان السؤال يحتاج إلى إجابة مع الشرح المفصل، فغالبا ما يفشل الطلبـة في الاختبـارات بسـبب جهلهم بطرق الإجابة الصحيحة مع أ نهم يعرفونها، بالإضافة إلى ذلك، فعلى الطالـب أن يتهيـأ للسـؤال جيدا ووضـع العديـد مـن الاحتمـالات قبـل خضـوعه للاختبـار، والبحـث في أسـاليب الإجابـة عـن الأسـئلة.

عناصر الإجابة الجيدة:

1 ـ الدقة: يجب أن تكون الإجابة صحيحة وموثوقة ومبنية على معلومات دقيقة.

2 ـ الوضوح: يجب أن تكون الإجابة سهلة الفهم ومباشرة ودون تعقيد

3 ـ الاكتمال: يجب أن تُغطي الإجابة جميع جوانب السؤال وتُقدم جميع المعلومات ذات الصلة.

4 ـ التنظيم: يجب أن تكون الإجابة منظمة ومرتبة بشكل منطقي.

5 ـ التركيز: يجب أن تُركز الإجابة على السؤال المطروح دون الخروج عن الموضوع.

6 ـ اللباقة: يجب أن تكون الإجابة مهذبة و ُمحترمة، حتى لو كان السؤال صعبًا أو ُمحر ًجا. 

أنواع الإجابة:

1 ـ إجابة مباشرة: تقدم هذه الإجابة معلومات محددة تجيب على السؤال بشكل مباشر.

2 ـ إجابة غير مباشرة: تقدم هذه الإجابة معلومات متعلقة بالسؤال بشكل غير مباشر، مثل تقديم سياق أو معلومات إضافية.

3 ـ إجابة تفسيرية: تقدم هذه الإجابة شرحا أو تفسيرا لموضوع السؤال.

4 ـ إجابة إبداعية: تقدم هذه الإجابة منظورا جديدا أو حلا إبداعيا لمشكلة مرتبطة بالسؤال.

نصائح مهمة لتحسين مهارات الإجابة على الأسئلة:

 ـ الاستماع بعناية وفهم ما يطلبه السائل.

ـ التفكير قبل الإجابةوأخذ متسع من الزمن للتفكير في الإجابة قبل تقديمها.

ـ تنظيم الأفكار: وجوب ترتيب الأفكار بشكل منطقي قبل البدء بالإجابة.

ـ استخدام اللغة الواضحة البسيطة والسهلة الفهم.

ـ تقديم الأمثلة التي تساعد في جعل الإجابة أكثر وضوحا.

ـ التأكد من صحة المعلومات التي تقدمها قبل الإجابة.

ـ التأكد من أن الإجابة تلبي احتياجات السائل وتزيل استفساره.

أهمية الإجابة على الأسئلة:

ـ تساعد على التواصل بشكل فعال: تعد الإجابة على الأسئلة جزءا أساسيا من التواصل الفعال. تظهر المعرفة والخبرة: تظهر الإجابة على الأسئلة معرفة الإنسان وخبرته في مجال معين.

ـ تساعد على حل المشكلات: تساعد الإجابة على الأسئلة أن تساعد في حل المشكلات وتقديم حلول إبداعية

 طريقة وخطوات الإجابة عن سؤال:

1 ـ فهم السؤال:

   يعتبر فهم السؤال نصف الجواب فالفهم الخاطئ للسؤال يؤدي لا محالة إلى الخروج عن الموضوع، لذلك يجب على الطالب أن يأخذ الوقت الكافي لقراءة السؤال وفهمه فهما دقيقا. من الأفضل إعادة كتابة السؤال في ورقة المسودة والتأكد من كتابته كتابة سليمة دون أخطاء في العبارات والمصطلحات، ثم قراءة السؤال أكثر من مرة حتى ولو كان الطالب قد فهم السؤال من أول قراءة، ثم يقوم بالتسطير (في المسودة) على الكلمات المفتاحية أو الكلمات الدلالية التي يدور حولها السؤال.

   من الواضح أن تحديد الكلمات المفتاحية للسؤال وتبيان الكلمات الدلالية وفهمها فهما جيدا يمكن القول بأن الطالب قد فهم السؤال، وتبادرت إلى ذهنه الإشكالية المبدئية التي سيبني حولها إجابته، ويحبذ كتابة كل الأفكار بما فيها هذه الإشكالية المبدئية على المسودة. أول نقطة يجب التركيز عليها وهي فهم نص السؤال بشكل جيد، لذلك ينصح بالتركيز الجيد ومعرفة الغرض الرئيسي من السؤال، وما هو المطلوب بالتحديد.

2 ـ إعداد الخطة

     بعـد فهـم السـؤال وتكـوين فكـرة رئيسـية وإشـكالية تـدور حولهمـا الإجابـة، يمكـن للطالـب المـرور إلى المرحلـة الثانية وهي مرحلة إعداد الخطة، على أنه يمكن الخروج عن هـذه الخطـة بتغيـير العنـاوين أو حـتى تعـديلها أثنـاء التحريـر إذا كـان هنـاك داع.  كمـا يجـب الإشـارة إلى أن بعـض الأسـئلة تأتي فيهـا عبـارات تفيـد إلزاميـة إعـداد خطة، لكن هذا لا يعني أن عدم ورود هذا الإلزام في صيغة السؤال أن الطالب يستغني عن الخطـة، بـل يجـب في كل الأحوال الاعتماد علـى خطـة منهجيـة أثنـاء الإجابـة.

    أول مـا يبـدأ بـه الممـتحن هـو وضـع خطـة محكمـة للإجابة، وذلك بتقسيم الموضوع إلى أجزاء حسب ما هو مطلوب في نص السؤال، وذلـك لتجنـب الخـروج عـن الموضوع عن طريق وضع محاور مستقاة من نص السؤال، يتم التقيد بها والإجابة عنها لاحقا في العرض.

 3 ـ تحرير الإجابة

    بعد فهم السؤال وإعداد إشكالية وخطة ملائمة (حتى ولو كانت مؤقتة) يمكن المرور إلى مرحلة تحرير الإجابة، وهنا يجب الحرص على المعيار الزمني فالوقت المتبقي هو الذي يحدد ما إذا كان التحرير على ورقة المسودة أو ورقة الإجابة مباشرة. ومن الأفضل دائما كتابة الخطة على المسودة مع العناصر الأساسية وآراء النقاد والباحثين مثلا، وأقوال المفكرين حول الموضوع ... أمام كل عنصر من الخطة، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة التي يجب دائما الحرص على كتابتهما في المسودة، لأننا قد نعيد كتابتها أكثر من مرة.

يتم تقسيم المقال إلى مقدمة، عرض وخاتمة. 

أ ـ مقدمة.  

    أول ما يثير انتباه الأستاذ المصحح هو المقدمة وما تحويه من معلومات وتوطئة للموضوع، يعني كلما أثيرت انتباه المصحح بقوة المقدمة كلما تولدت رغبة عند المصحح بمواصلة القراءة، تكون المقدمة بمثابة تمهيد للمقال، ولا يجب كتابة عنوان لها أثناء التحرير بل تظهر من خلال الإجابة فقط، ويجب أن يحرص الطالب على كتابة المقدمة بشكل سليم يظهر فيها للمصحح تمكن الطالب من الإجابة وفهمه للسؤال.  وأهم العناصر التي تحتويها المقدمة التعريف بالموضوع، وتحديد أهمية دراسة موضوع السؤال أي: أن الطالب يقدم للموضوع ويعرف به انطلاقا من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص أو من القديم إلى الحديث، ويمكن الاعتماد على السرد التاريخي، أو ذكر العوامل المؤثرة في الموضوع، وهذا ما نسميه بالإطار العام للإشكالية.

ومن بعد ذلك نطرح الإشكالية (ضروري) وهي إما أن تكون بصيغة سؤال أو بصيغة خبرية لكن على كل حال يجب الحرص على تفادي إعادة نفس سؤال الامتحان في شكل إشكالية، إنما تعاد الصياغة في شكل سؤال (من المستحسن)، مع إشكاليات فرعية إن وجدت.

بعد طرح الإشكالية نكتب وللإجابة على هذه الإشكالية سنتبع الخطة التالية، أو بتعبير آخر نكتب: سنعالج الموضوع أو هذه الإشكالية وفق الخطة التالية، أو نستعمل عبارة: للإجابة على الإشكالية والأسئلة الفرعية إن وجدت: نقسم إجابتنا إلى ...…: نكتب الخطة.

ب ـ العرض  

    يتضمن الإجابة سواء كانت متعلقة بسؤال يحتاج للتحليل والتوسع أو مجموعة أسئلة تحتاج لضبط أجوبتها، كما يفضل في بداية العرض التطرق للمصطلحات الواردة في النص من خلال تعريفها بغرض تذليلها وجعلها مفهومة للمصحح مع إمكانية إعادة كتابتها بلغة أخرى كالفرنسية أو الإنجليزية، ثم التطرق بالتفصيل لكل حيثيات الموضوع المتناول بالتحليل العلمي وإعطاء الحجج والبراهين وأقوال المفكرين حول الموضوع، وإدراج الأمثلة من الواقع ولكن مع اجتناب الأمثلة التي لا علاقة لها بالموضوع، يعني الالتزام بالدقة والموضوعية.  

   يبدأ الطالب بتحرير الإجابة محترما الخطة التي أعدها بخط واضح جميل مع الحفاظ على جمالية الورقة ونظافتها، وتفادي التشطيب والحشر، ويحاول قدر المستطاع تفادي الإطناب والتذبذب في الأفكار، إنما الانتقال بتسلسل منطقي من فكرة لأخرى مع الربط بينها. أثناء كتابة كل الإجابة من المقدمة إلى نهاية الخاتمة، يحرص الطالب على ترك مسافة مربعين مع بداية كل فقرة، وترك سطر فارغ عند الانتقال من عنوان لآخر، ومن المقدمة إلى العرض ومن العرض إلى الخاتمة، حتى تظهر الإجابة منظمة، وتظهر أجزاء الموضوع واضحة. والكتابة تكون بلون واحد دون تسطير للعناوين حتى نتفادى إلغاء الورقة بداعي العلامات الخصوصية.

   يجب على الطالب الحرص على استعمال لغة متخصصة سليمة باستعمال كل مصطلح في مكانه، والاستناد قدر الإمكان بالنماذج اللغوية والأدبية والنقدية والتاريخية، وبآراء العلماء   ومن أهم النقاط التي يغفل عنها الطلبة الاستخدام الأمثل لعلامات الترقيم كالوقف والنقطة والفاصلة، والتعجب والاستفهام... فيجب الاهتمام بها، خاصة عند إعادة قراءة الإجابة بعد إنهائها.

ـ خاتمة   

    تعتبر الخاتمة حوصلة لما توصل إليه الطالب في إجابته، ويجب أن يقدم إجابات للإشكالية المطروحة والأسئلة الفرعية إن وجدت، ولم لا طرح تساؤلات أخرى التي يمكن أن يطرحها الموضوع (إشكاليات ليس لها علاقة مباشرة بموضوع السؤال لكن مرتبطة بها).

المصادر والمراجع:

ـ أبو النجا أحمد عز الدين، عمرو حسن أحمد بدران، الإجابة عن أسئلة الامتحان، مكتبة جزيرة الورد، المنصورة،

ـ تيري جيه. فادم، فن السؤال، مكتبة جرير، ط1، 2011.

ـ اسماعيل عز الدين، جماليات السؤال والجواب، دار الفكر العربي، ط1، 2005.

ـ دروز أفنان، الأسئلة التعليمية والتقييم المدرسي، دار الشروق، عمان، 2005.

ـ فخري خليل النجار الأسس الفنية للكتابة والتعبير، دار صفاء، عمان، ط1 ،2001.

ـ فن الكتابة والتعبير، إبراهيم خليل وامتنان الصمادي، دار المسيرة، عمان، ط2 ،2009.