إجراء التلخيص

تمهيد

   تعتبر مهارة التلخيص ذات أهمية كبيرة في الحياة التعليمية والعملية والمهنية ومن الأهمية بمكان توظيفها توظيفاً صحيحاً يخدم كل فرد حسب احتياجاته، فلا يمكن اكتساب مهارة التلخيص دون الإلمام بجميع آليات وضوابط التلخيص، بالإضافة إلى امتلاك المهارات اللغوية ومهارات إعادة الصياغة.

ماهية التلخيص:

لغة:

" التقريب والاختصار يقال لخصت القول: أي: اقتصرت فيه واختصرت منه ما يتاج إليه، لذلك فهو يتضمن التوضيح والإيجاز.

اصطلاحا

التلخيص تقليص للنص أو نقل مكثف موضوعي تام وواضح لنص طويل، وهو تدريب على الفهم والإفهام واختبار على مدى امتلاك الطالب مقومات التجريد والقدرات العقلية المنطقية وعلى مدى حصوله على ملكات التعبير السليم أي:

ـ هو فن إيجاز نص ما مع الحفاظ على الجوهر بالتزام التصنيف أو حصر لأفكار النص الأساسية دون الجزئية وصياغتها بصورة موجزة دون إخلال بمعناه العام.

ـ هو إعادة كتابة موضوع بعد قراءته بتأن وشمول مع إيجازه واختصاره وذلك باستبعاد التفاصيل والمحسنات الأسلوبية التي تؤدي إلى الإطناب.

ـ مهارة لغوية تقوم على استخلاص الأفكار، وإعادة صياغتها بإيجاز وبدقة وترابط لغوي وسلامة الأفكار دون إضافة أو تحريف أو نقد أو تعليق.

ـ هو عملية فكرية تتضمن القدرة على إيجاد لب الموضوع، استخراج الأفكار الرئيسية فيه، أي أن التلخيص هو إعادة بناء للموضوع بهييكلية جديدة لها وقواعد جديدة.

  خصوصيات التلخيص:

يجمع التلخيص بين وظائف كثيرة في تدريبات لغوية متفرقة وهذه الخاصية تجعلنا نتساءل عن خصوصيته والعالقة التي تربطه بهذه النشاطات التعبيرية. فهل هو مجرد صورة مصغرة للنص أم نص مبتور الأجزاء، وهل يكفي أن يكون التلخيص مكثفا لأفكار النص وما هي العلاقة التي تربطه بالمقالة وما الفرق بينه وبين الخلاصة وما هي التقنيات المشتركة بينه وبين التحليل ، وما هي الحدود الفاصلة بينه وبين التعليق وما الذي يميزه عن التقرير وهل هو تمرين يعنى بالمضمون أم بالشكل أم بهما معا.

أهمية التلخيص:

ـ   تعويد القارئ على الاستيعاب والتركيز وترويض ملكته الذهنية على التقاط العناصر المهمة للموضوع.

ـ التأكد من قراءة النص من قبل المتعلمين.

ـ تدريب عملي على الكتابة وصياغة المفاهيم واستكشاف الأسلوب الخاص المتميز.

ـ استرجاع منظم للمعلومات.

ـ ضرورة استثمار الوقت وادّخار الجهد.

ـ وسيلة مهمة في عملية التحرير المختلفة.

أهدافه

   تتمثل أهداف التلخيص وخاصة ما يتعلق بالنصوص المختلفة حسب رأي الباحثين فيما يلي: 

ـ تقديم النص الأصلي باختصار دون الإخلال بالجوهر.

ـ استخلاص الأفكار الأساسية والثانوية.

ـ التعرف على حشو الكلام والاستغناء عنه.

ـ التدرّب على الدقة في نقل المعلومات والتحلي بالأمانة العلمية.

ـ تعويد المتعلم على الفهم العميق للنصوص.

ـ الدقة في نقل المعلومات والتحلي بالأمانة العلمية.

ـ إبراز مميزات أسلوب الملخِص.

ـ التدريب على الكتابة المختصرة الواضحة مما يعكس قدرة الملخص على التصرف في النصوص من حيث التضييق.

ـ تقويم الملخِص في مدى فهمه للنص.

ـ اكتساب المهارة

قواعد تلخيص النصوص:

1 ـ قاعدة الحذف: يمكن حذف كل الجمل التي لا تساهم في فهم النص مثل: تحديد الزمان والمكان، ووصف الأشياء والأشخاص والأعمال الثانوية.

2 ـ قاعدة الدمج: يمكن دمج الجملة في جمل أخرى تشكل شرطا لازما أو نتيجة للجملة

3 ـ قاعدة البناء: يمكن بناء جملة من جمل وإحلالها محلها شرط أن تكون الجملة المبنية الناتج الطبيعي للجمل.

4 ـ قاعدة التعميم: يمكن استبدال مجموعة من الجمل بجملة تعميمية تحمل في ذاتها

الجمل المستبدلة.

تقنيات التلخيص:

يجب على القارئ أن يتبع بعض التقنيات التي تمكنه من تقديم ملخص شامل لما يقرأه وأهمها:

ـ أن يكون النص قابلا للتلخيص.

ـ قراءة النص قراءة عابرة تتلوها قراءات متأنية ومتمعنة.

ـ تذليل الكلمات الصعبة والغامضة التي تحول بيننا وبين الفهم الصحيح عن طريق الاستعانة بالمعاجم مثلا.

ـ وضع خط تحت الكلمات المفتاحية، والعبارات الأساسية التي تشكل الفكرة العامة والأفكار الجزئية والتي تعد مدخلا لفهم النص.

ـ تدوين ملاحظات حول النص في الهامش أو خارج النص.

ـ تحديد فكرة النص العامة وأفكاره الأساسية.

ـ القراءة المتكررة العميقة لفهم ما بين السطور.

ـ التعرف على حشو الكلام والاستغناء عنه من ألفاظ وعبارات زائدة في النص الأصلي.

ـ الانتقال لمرحلة التحرير والصياغة والشروع في تحرير التلخيص الذي يعطينا فكرة سريعة عن المضمون، بالبدء بالأهم ثم المهم وهكذا باستعمال الأسلوب الخاص مع توخي الإيجاز في ذلك.

ـ تجنب التكرار واستبدال المفردات الصعبة بأخرى بسيطة.

ـ تحقيق الترابط والتسلسل المنطقي لأفكار ومحتوى النص.

ـ استعمال الأسلوب الواضح الذي يؤدي فيه الكلام رسالة تامة مع مراعاة قواعد اللغة العربية والبلاغة وقواعد الإملاء استعمال ا للغة سليمة تضمن النقل المناسب للنص الأصلي.

ـ المحافظة على هيكل النص الأصلي.

ـ إعادة قراءة النص الملخص مرات عديدة قصد تنقيحه من الحشو أو العبارات الركيكة ويستحسن أن يقرأه شخص آخر ويقدم ملاحظاته.

ـ مقارنة النص الملخص بالنص الأصلي من حيث الحجم وجوهر الموضوع وترابط الجمل وتدرج الأفكار.

بين التلخيص والتقليص:

1 ـ نقاط الالتقاء:

ـ كلاهما فن يعتمد المهارة في الإيجاز باتباع الأساليب الخاصة سواء بإعادة الصياغة أو إعادة التنسيق أو بالحذف.

ـ كلاهما يعتمد على التضيق.

ـ كلاهما يركز على العناصر الأساسية في النص الأصلي.

ـ كلاهما يحتاج إلى العناية بالشكل والمضمون معا.

نقاط الافتراق:

التقليص تصغير في حجم النص لا في مضمونه، وهو تمرين كتابي يلزم فيه المقلص بالمحافظة التامة على بنية النص الأساسي وعدم تحوير أسلوب الكاتب وعدم استبدال مفردات النص بأخرى جديدة متقاربة وإن أخذت من حقل دلالي، في حين لا يشترط في التلخيص المحافظة على عبارات وأساليب النص الأصلي إذا لم تخرج عن الفكرة العامة. والتلخيص تكثيف للمضمون من جهة وتقليص كمي لأجزاء النص بنسب معينة من جهة أخرى إنه ترديد للنص بكيفية أكثر اختصارا يضبط فيها الفارق بين النص الأصلي وملخصه بحساب نسبة عدد كلمات النص الأول بعدد كلمات النص الثاني وبهذا يصبح التلخيص جزء واسعا للحقول المعجمية وأساليب القول تختار فيه اللفظة الوفية لموضوع النص الأساسي، وتصاغ العبارة الملائمة لإنشاء نص مصغر للنص الأول.

شروطهما:

ـ القراءة المتفحصة والمتأنية عن التكرار والنفاذ في ذلك.

ـ الفرز والتمييز بين ما هو أهم وما هو مهم، مما نقرأ مع الأخذ بالمهم.

ـ صياغة الهم بأسلوبنا الخاص مع توخي الإيجاز.

ـ التزام الترتيب والتنظيم فيما يلخص أو يقلص من أفكار أو عبارات عملا على إخراج نص جيد.

تطبيق:

لخص النص التالي متبعا الخطوات السابقة.

قال طه حسين في شأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

كان فقيرا لا يكاد يملك شيئا وكان يكتسب قوته من رعي الغنم ولكنه من قريش ومن أشرافها ورعي الغنم قد يريق بالصبية وبأمثالهم من الذين يتقدم بهم الشباب أما إذا شبوا فليس لهم بد من أن يسلكوا طريقا اخرى للرزق، وعمه صاحب تجارة وقد مات أبوه تاجرا وجده كان صاحب تجارة أيضا فما يمنعه أن يسلك طريق الذي ألفت قريش سلوكها

المصادر والمراجع:

ـ ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، لبنان، ط5، 2005.

إبراهيم خليل، امتنان الصمادي، فن التعبير والكتابة.

 


Last modified: Friday, 23 May 2025, 3:01 AM