الحمار الذهبي أبوليوس
المؤلف: لوكيوس أبوليوس (الاسم اللاتيني) أفولاي (الاسم النوميدي)
روائي وفيلسوف ولد بمدينة مداوروش سوق اهراس حاليا وهو صاحب أول رواية في تاريخ الإنسانية (القرن الثاني للميلاد) وهو من أصل أمازيغي بربري وهو من المدافعين عن الخصوصية النوميدية البربرية الشمال إفريقية المتعلقة حد الهوس بمعتقداتها وعاداتها في مواجهة الطقوس التي كانت تفرضها روما تعبدا وتمجيدا للقيصر وكذا مواجهة المد المسيحي. درس بجامعة مادور وهي أقد جامعة في إفريقيا تقع في مدينة مداوروش على بعد 50 كيلومتر جنوب عاصمة ولاية سوق اهراس. يجهل كل شيء عن تاريخ وفاته.
رواية الحمار الذهبي:
تدخل ضمن الرواية الإطارية التي تضم مجموعة من القصص أو الرواية الأنوية التي يروي الكاتب أحداثها بنفسه. وهي رواية تحكي عن الحب والنفس والآلهة والجن وعادات الإمبراطورية الرةمانية.
ملخص الرواية:
تدور أحداث رواية الحمار الذهبي حول شاب اسمه لوكيسيوس يضطر للسفر إلى مدينة تسالي لظروف عائلية حيث حل ضيفا على رجل بخيل يدعى ميلو وقد كانت زوجة ميلو المدعوة بامفيلا تمارس طقوس السحر ولوكيسيوس بطبيعته مولع بالسحر والمغامرات تقرب من خادمتها فونتيس لتتوسط له وتساعده على التجسس على بامفيلا وهي تمارس السحر وكان له ذلك حيث شاهدها وهي تدهن جسمها بمرهم فتحولت لبومة وطارت، طلب لوكيسيوس من فونتيس سرقة المرهم ليصبح طائرا قويا ويهاجر إلى عالم المثل، ولكن الخادمة تخطئ في المرهم وعندما يدهن به جسمه يتحول إلى حمار بشعر أصفر ويفقد النطق لكنه يحتفظ بعقله البشري، تعده الخادمة أنه صباحا ستحضر له باقة أزهار فيرجع إلى هيئته، ولكن في تلك الليلة يأتي لصوص ويسرقون الحمار مع ما في المزرعة ويتكرر بيعه من شخص لآخر ما يتيح له مقابلة أكبر عدد من البشر بمختلف عقلياتهم. وباءت كل محاولاته في العودة لهيئته الأصلية بالفشل إلى أن التقى بالآلهة إيزيس التي حولته إلى صفته البشرية.
الخصائص الفنية والفكرية لروارية الحمار الذهبي:
كتبت الرواية باللغة اللاتينية ودارت أحداثها في اليونان باعتبار مؤلفها ولد في الجزائر ودرس بتونس وواصل دراسته في اليونان التي كانت مستعمرة من قبل روما وقد أثرت هذه الرواية في الروايات العالمية وخاصة الرواية الغربية الحديثة والمعاصرة إذ أمدتها بفكرة المسخ والتقنية الفانطاستيكية التي تستند إلى العجائبية وغرابة الأحداث وتداخل الأزمنة وجدلية الواقع والوهم.
إن المتأمل لرواية الحمار الذهبي يجدها رواية هزلية ساخرة تنتقد المجتمع الروماني سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا كما تنتقد هذه الرواية العقل الظلامي وسلوكيات السحرة وتشير إلى معتقدات البشر حينها وفكرة المسخ المرتبطة أساسا بعقاب الآلهة.
فهي رواية عجائبية غرائبية تمزج بين الواقع والخيال والسحر والعقل وهي رواية فانطاستيكية تتجاوز الواقع والمنطق إلى اللاوقع والاوعي عبر خاصيتي التغريب والتعجيب.
التعجيب: حالة إيجابية وتتم عندما نكون أمام حدث يترك أثرا إيجابيا على نفسية المتلقي لأن المتعجب منه مستحسن يثير الاندهاش والاعجاب لروعته وخروجه عن المألوف الذي لا يثير فضوله، كتحول البطل إلى سوبرمان لإنقاذ شاحنة تكاد تسقط في النهر.
التغريب: حالة سلبية يتم التغريب عندما نكون أمام حدث يترك أثرا سلبيا على نفسية المتلقي، لأن الحدث مستهجن إما لغرابته أو لشذوذه وإما لما يبثه من هلع وخوف إلى درجة القلق مثل تحول الشخصية إلى شيطان أو قرد ممسوخ.