الربط بين ممارسة الأدب وتحليله وبين الواقع الاجتماعي قديم يعود إلى الفكر اليوناني مع نظرية المحاكاة عند آرسطو باعتبار الأدب انعكاس للواقع.

     فحسب نظرية الانعكاس الأدب ملتصق بالواقع التصاقا يوميا حيث يعبر المبدع عن تجربة عاشها أو واقع يرومه أو تجربة خاضها أو نقلها بوعي عميق.

العمل الأدبي في تكوينه يستند إلى خلفية تأثيرية تساهم في تشكيل مقوماته التخييلية والماركسية تعتبر العالم الاجتماعي الأساس لهذه الخلفية. وهذه الخلفية غير ثابتة إذ تتغير وفق التحولات التي تطرأ على المجتمع واللااستقرار في طبقتي الحياة التحتية والفوقية وصراع الإيديولوجيات.

     وبما أن المجتمع لا يشمل على تصور واحد فإن النص الأدبي مطالب بتجسيد التناقضات والاختلافات الإيديولوجية التي قد لا تتفق بالضرورة مع مضمونه النهائي فالنص هو مرآة لا تعكس كل الواقع بل أجزاء منه، وموقف الكاتب ليس بالضرورة معبر عنه بشكل مباشر.

      وضمن رؤية نظرية الانعكاس تشكلت أنواع مختلفة لمقاربة الأعمال الأدبية ومنها مثلا كتاب الأدب والثورة لليون تروتسكي في عامي 1922 و1923 قام فيه بتحليل أعمال روائيين وشعراء من بينهم الروائي الروسي ليون تولستوي وقد درس نصوصه بالنقد الإيديولوجي الصريح، واعتبر نصوصه الأدبية وثائق سياسية تعبر عن آرائه السياسية فركز في دراسته على شخصية الكاتب وانتمائه الطبقي، وقد أهمل القيم الفكرية والبناءات التركيبية والفنية الجمالية.

     ليأتي الناقد لينين وقد تأثر بفكرة الماركسية التي ترمي إلى عدم اعتماد الوصف والتأمل بل على وضع الفروض والاستقراء واعتبار الظاهرة الأدبية جزء من الظاهرة الثقافية وقد ساهم لينين في بلورة نظرية الانعكاس وتقديم تصور نظري حول علاقة الأدب والفن بالمجتمع ودورهما في الصراع الفكري الايديولوجي والاجتماعي.

     تتمثل غاية النقد من منظور لينين في البحث عن الانعكاس الفعال للتاريخ في الأدب وبالتالي يمكن اعتبار نقد لينين نقدا سياسيا إيديولوجيا يهدف إلى تحديد موقف الكاتب من الصراع الاجتماعي.

Last modified: Thursday, 23 November 2023, 6:57 PM