يسعى هبيوليت تينHippolyte taine لتطبيق منهجية العلوم الطبيعية على الفنون والأدب ويرى أن الأدب يفهم ويفسر من خلال ثلاثة عناصر هي:

الجنس/ العرق: ويقصد به مجموعة الاستعدادات الفطرية التي يستقيها الفرد من أمته وراثة، ويتشبع بخواصها فما يميز الأدب اعربي يختلف عما يميز الأدب الأوروبي.

البيئة/ المكان أو الوسط: وهي المؤثر الثاني في أدب أي أمة ويقصد بها الوسط الجغرافي أو المكان الذي تنشأ فيه أفراد الأمة نشأة تعدهم ليمارسوا حياة مشتركة في اعادات والأخلاق والروح الجماعية، هذه البيئة تترك أثرها في الأدب والأديب معا.

العصر/ الزمن/ أو اللحظة التاريخية: هو الأحداث السياسية والاجتماعية والعوامل الثقافية الدينية التي يحيا الأديب في ظلها وينتج أدبه.

     يقول شوقي ضيف هذه القوانين حتمية كقوانين الطبيعة تتحكم في أدباء كل أمة دون تفريق. فهو يضيف إلى بعدي العصر والبيئة بعدا ثالثا هو الجنس أو العرق وبهذا يكون ثالوثه المعروف: البيئة / الجنس/ اللحظة التاريخية. وهو يرى أن غياب هذه العناصر الثلاثة من أية دراسة تجعل فهم العمل الأدبي مستحيلا.

      يركز تين على التفاعل بين البيئة المتحركة في الزمن المتأثرة بالطبيعة الذاتية للمبدع، ولفهم الأدب لا بد من فهم هذا التفاعل. وبذلك يكون كتابه المؤسس لهذه النظرية المعنون بتاريخ الأدب الانجليزي المؤلف عام 1863. أحد أبرز التطبيقات المتمثلة للمنهج الاجتماعي في دراسة الأدب وتحليله، وهي نظرية أدبية اجتماعية تسعى إلى تجاوز الانفراد الإبداعي إلى إبراز أثر الوسط الاجتماعي بكل حيثياته وظروفه في تشكيل الإبداع الأدبي.

      يرى تين أن الأديب لابد له من التميز بالوعي الفني والاجتماعي أي القدرة على فهم التجارب فهما حقيقيا ونقلها إلى المتلقي نقلا حيا، فعبقرية الفنان المبدع تجعله عارفا بطبائع البشر وخفاياها.

Modifié le: jeudi 23 novembre 2023, 18:48