العلل النحوية في النواسخ

النواسخ الفعلية و النواسخ الحرفية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العلل النحوية في النواسخ:

1/ تعريف النواسخ:

        الناسخ في اصطلاح النحاة ما يرفع حكم الخبر و المبتدأ"، ومم هو متفق عليه أن هذه النواسخ تدخل على المبتدأ و الخبر فترفع المبتدأ و يسمى اسمها و تنصب الخبر و يسمى خبرها. أي كان و أخواتها. فالنواسخ دول شكلية لا علاقة لها بوظائفها في سياق الجمل. التي ترد فيها. و إنما هي أثر من آثار نظرية العامل.و من التسميات التي أطلقت على هاته النواسخ الأفعال الناقصة. و أفعال العبارة. و نقصانها مرده الى عدم اكتفائها بمرفوعها و لا تفيد دون المنصوب. ومذهب سيبويه يفسر نقصانها بانتفاء دلالتها على الحدث و تجردها للدلالة على الزمان. و هو مذهب سيبويه و أكثر البصريين.

1 ــ 1 أقسام النواسخ: تنق سم الى قسمين: النواسخ الفعلية وهي كان و أخواتها ترفع المبتدأ ويسمى اسمها و تنصب الخبر ويسمى خبرها ،و النواسخ الحرفية و هي إن و أخواتها. تعمل عكس عمل كان.

2/ علل النواسخ الفعلية:

عملها الرفع في المبتدأ وتحويله الى النصب في الخبر، وهو تعليل غالب النحاة وهو مشابهتها للجملة الفعلية أي اعتبار الرفع في أسمائهن محمول على الفاعل و اعتبار النصب في الخبر محمول على المفعول بعد رفع الفاعل، قال ابن جنيّ:" فهذه الأفعال كلها تدخل على المبتدأ و الخبر؟، فترفع  المبتدأ ويصير اسمها، وتنصب الخبر ويصير خبرها، و خبرها مشبه بالمفعول و اسمها مشبه بالفاعل.  تقول كان زيدُ قائماً.   صار محمد كاتباً.    أصبح الأمير مسروراٌ.  و ظلّ جعفر جالسا."

فأدخلت هذه النواسخ الفعلية على نسبة معانيها الى مضمونها، ثم رفعت المبتدأ بها تشبيهاً بالفاعل و الخبر نصب تشبيها بالمفعول سواء تقدم كان زيدٌ قائماً، أو تأخر كان سيداً عمر

3/ علل النواسخ الحرفية:

3 ـ 1 تعريفها: النواسخ الحرفية ليست أفعالا و لا أسماءً بل حروفاً، و إن عملت معنى الفعل و تضمنت معناه، و هي شقيقة النواسخ الفعلية. مع الإختلاف في العمل. تنصب المبتدأ ويسمى اسمها و ترفع الخبر ويسمى خبرهامث لعل الله يرحمنا،  إن البادية هواؤها نقي. كأن الجوَ باردٌ.

3 ـ 2 أقسامها: قسم النحاة النواسخ الحرفية الى ثلاثة أقسام و هي:

أ ـــ إن وأخواتها:  وهي ستة حروف:[  إنّ و أنَّ،  لكن ،  ليت،  لعّل و كأن.]

ب ـــ ما لحق بإن وهي لا النافية للجنس.

ج ـــ الحروف الشبهة بليس في العمل: ما     لات     لا   إنْ   وهي من العوامل الداخلة على المبتدأ و الخبر.

3 ـ 3  علة عمل النواسخ الحرفية:

يقول ابن مالك:

 لإنَّ أنَّ ليْتَ لكنَ لعَلَّ ... كأَن عكس ما لكان منْ عمَلْ

كإن زيدًا عالم بأني ... كفء ولكن ابنه ذو ضفنْ

وراعِ ذَا الترتيب إلا في الذي ... كلَيْتَ فيها أَوْ هنا غيْر البذي

عملت هذه النواسخ النصب في المبتدأ و الرفع في الخبر  لشبهها الأفعال من وجوه عدة و هي:

Ø    أنها على لفظ الأفعال: إذ كانت على أكثر من حرفين كالأفعال.

Ø    أنها مبنية على الفتح كالأفعال الماضية.

Ø    اختصاصها بالأسماء كاختصاص الأسماء بالأفعال.

Ø    أنها يتصل بها المضمر المنصوب ويتعلق بها كتعلق بالفعل نحو إنه يعمل بجد،  عمله بجد وإتقان.

4/ علة نصب إنَّ للمبتدأ: إن علة نصب إن هي: أنَّ النصب في إنَّ الثقيلة الداخلة على الأسمار جاء مشابهة للنصب في أنْ الخفيفة في المضارع. ويضيف الى ذلك جمهور النحويين أن هذه الحروف نصبت الإسم و أبقت الخبر مرفوعا، ليكون المعمولان معها كمفعول قدم و فاعل أُخر لتتبين فرعيتها عن الأفعال الناقصة.

يقول ابن الناظم: "من الحروف ما استحق أن يجري في العمل مجرى كان و هي :[  إنّ و أنَّ،  لكن ،  ليت،  لعّل و كأن.] وهذه الحروف شبيهة بكان لما فيها من سكون الحشو. و فتح الآخر و لزوم المبتدأ و الخبر, ليكون المعمولان معها كمفعول قدم و فاعل اخر، فتتبين فرعيتها ، فلذلك نصبت الإسم ورفعت الخبر." فالعلة في عملها هي عكس عمل كان. لتتبين فرعيتها عنها و عن أخواتها.

 

المراجع:

ــ بن جني أبو الفتح عثمان، الخصائص، تح: محمد علي النجار، الهيئة العامة
لقصور الثقافة، القاهرة،2006م.

ــ شرح ابن الناظم على الألفية. ابن مالك.

بنية الجملة، عاشور المنصف، جامعة تونس ،ط 1 ، 1991، ص 287.

Modifié le: lundi 3 février 2025, 10:22