المحاضرة السادسة: العلة النحوية في المعرب من الأفعال

في هذه المحاضرة سنتعرف على:

ü    الفعل المضارع: تعريفه.

ü    حكمه. رفعه و بناؤه.

ü    علامات الفعل المضارع.

ü    علة خروجه عن أصله: من البناء الى الإعراب.

ü    أقوال العلماء في علة رفعه و اعرابه.

ü    الخلاصة: التوفيق بين أراء العلماء.

تعريف الفعل المضارع:

حكمه: المضارع: معرب إلا إذا اتّصلت به نون التوكيد والنسوة وأكثر معرب: يسجدن (هن)ن يبنى على السكون، لن يدرسن، لم يدرسن.

معرب، يلعبون، لن يلعبوا، لم يلعبوا.

حروف الجزم: لم، لا، لما، لام الأمر، أدوات الشرط الجازمة.

حروف النصب: إن، أن، كي، إذن.

نون التوكيد الخفيفة وهي مفتوحة: هل تسافرَنْ يا محمد (مبني على الفتح)، لا تسَافَرَن (مجزوم) مبني.

علامات الفعل المضارع: مضارع: كل كلمة تقبل لم: لم يدخل – لم يكتب- لم يسرع- يدع حروفه أربعة (أتيت، نأتي، يأتي). فلو قلنا لم أتى هذه لم تقبل حرف الجزم لم فهي ليست بمضارع. علامته قبوله الجزم بـ (لم )، نحو :لم يضربْ . وهذا معنى قول ابن مالك رحمه الله :

" فعلٌ مضارع يلي لم كيشَمْ " .

وله علامات أخرى ،كقبوله السين وسوف ، نحو: سأذهبُ ، وسوف أذهبُ . وقبوله النصب بـ (لن) نحو : لن أذهبَ . وكونه مبدوءًا بأحد أحرف المضارعة المجموعة في قولك ( أنيت )، نحو : أذهبُ ، نذهبُ ، يذهبُ ، تذهبُ . وخلاصة ما ذكر ان الأصل في الفعل المضارع أن يكون مرفوعا ، ما لم تسبقه نواصب أوجوازم .

يتميز الفعل المضارع عن الماضي و الأمر بأنّه معرب .

يبنى المضارع في حالتين :

ـ على السّكون إذا اتّصلت به نون النّسوة ب ـ على الفتح إذا اتصلت به نون التّوكيد  ـ الخفيفةليفعلَنْ الطلبة الواجب. .   2 ـ الثّقيلة : ” ليخرجنّ . ليدخلنَّ

 

أ/ رفع الفعل المضارع:

1- علة رفعه:

        تقول القاعدة: إذا تجرّد الفعل المضارع من الناصب والجازم وسلم من نوني التوكيد والإناث كان مرفوعا؛ نحو: يعود المسافر، يصوم المسلم. يلبي الحاج.

علّة رفعه: إن الأصل في الأفعال هو البناء و علة بناء الأفعال لثقلها، فبصيغها تدل الأفعال على الماضي المضارع و الأمر فبنيت. و لخفة الأسمار و عدم دلالتها بصيغها على المعاني المختلفة كالفاعلية و المفعولية و الإضافة وغيرها أعربت, اذن خرج المضارع عن أصله و هو البناء فعمل النحويون على ايجاء العلة المناسبة التي كانت سببا في اعراب المضارع و يمكن عرض تلك الأراء فيما يلي:

يقول ابن مالك: يرفع المضارع لتجرده من الناصب والجازم أي الذي يعمل في المضارع الرفع هو خلوه من عامل النصب وعامل الجزم، فارتفع لتجرّده من ذلك، حتى يدخل عليه ما ينصبه أو يجزمه، فنقول: أريد أن يحضر الطالب، ولن يرجع علي، ولم يحضر الطالب، فعلم أن بدخول هذه العوامل دخل النصب أو الجزم وسقوطها عنه يبقى مرفوعا (يراجع الأنباري) وهذا مذهب الكوفيين.

ü    علّة رفع المضارع عند سيبويه:

        علة رفع المضارع هي وقوعه موقع الاسم بمعنى أنه يقع حيث يصح وقوف الاسم، فوقوع الأفعال المضارعة في موقع الأسماء هو الذي ألزمها الرفع وهو سبب دخول الرفع فيها، سواء كان هذا الفعل في موضع مبتدأ، أو في موضع خبر للمبتدأ، أو في موضع اسم منصوب أو مجرور، وتابع مذهب سيبويه أغلب البصريين.

علّة رفع المضارع عند ابن مالك:

        اعترض ابن مالك على تعليل الجمهور من قبل أنّ الرافع للمضارع لو كان وقوعه موقع الاسم لما ارتفع بعد "لو" وحروف التخصيص لأنها مختصة بالأفعالن فليس المضارع بعدها في موضع الاسم، وقد رفعوه بعدها نحو: لو يقوم زيد قمت، هلاّ تفعل ذاك، فعلم أنّ الرافع ليس له وقوعه موقع الاسم، فوجب أن يكون تجرّده من الناصب والجازم.

علّة رفعه عند الكسائي:

        هو من الكوفيين؛ ويرى أنّ علة رفع المضارع هي عامل لفظي وهي الزوائد الأربعة (أقوم- نقوم- تقوم- يقوم) وله علّتان:

أ/ المضارع قبل حرف المضارعة مبني، وبعد وجوده وحده مرفوع، والرفع عمل لا بد له من عامل، ولم يحدث سوى الحرف، فوجب أن يضاف العمل إليه.

ب/ دخلت هذه الحرف في أول الكلمة فحدث الرفع بحدوثها، فأصل المضارع إما ماضي وإما المصدر، ولم يكن فيهما هذا الر فع بل حدث مع حدوثها، فإحالته عليها أولى من إحالته على المعنوي الخفي.

ردّ علّة الكسائي:

        يبطل في الكسائي من قبل أن:

أ/ إذا دخل حرف المضارعة أصبح جزءً منه، وصار كحرف من حروفه وجزء الشيء لا يعمل فيه لأنه يكون بذلك عاملا في نفسه.

ب/ من جهة دخول الناصب أو الجازم على المضارع فينصبه أو يجزمه، وحروف المضارعة موجودة فيه، فلو كانت هي عاملة الرفع لم يجز أن يدخل عليها عامل آخر كما لم يدخل ناصب على جازم، ولا جازم على ناصب.

وذهب أبو العباس وأبو إسحاق الزجاج إلى أنّ علة رفع المضارع هي مضارعة للاسم.

2- علّة نصب الفعل المضارع:

أ/ علّة نصب أنْ للفعل المضارع:

        ينصب المضارع بـ: أنء المصدرية، لن، كي، إذا مثل قوله تعالى "﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ﴾[النساء، الآية 28]، فيرى ابن مالك أنّ علّة نصب أنّ للفعل المضارع لأنها شبيهة بأحد عوامل لأسماء وهو أن، وتبع هذه العلة أكثر الشّراح (ابن عقيل الأزهري) أنّ المشدّدة الناصبة للاسم، يقول ابن الورّاق "إنما وجب النصب بأنْ وأخواتها، فمن حيث وجب أن تنصب تلك الاسم نصب هذه الفعل، فهذه مصدرية الأفعال وتلك مصدرية الأسماء، فيجمع النحاة على ذلك وتسمى بعلة الشبه، وهي من العلل المهمة في النحو العربي، وتعني أنّ الشيء إذا أشبه شيئا آخر أخذ حكمه.

ب/ علّة جزم الفعل المضارع:

1- علّة حذف حرف العلّة من المضارع المعتل الآخر عند الجزم:

        ذكر الشّراح أنّ علّة حذف حرف العلة عند جزم المضارع هي من أجل الفرق بين الفعل المجزوم والمرفوع، وذلك أنّ الجزم من شأنه أن يحذف حركة آخر الفعل، فإن كان الفعل صحيحا نحو: يذهب تحذف الضمة الظاهرة ويسكن آخره للجزم، وإن كان الفعل معتلا نحو: يخشى، يسعى، يغزو، تحذف هذه الأحرف عند الجزم فيميّز بين حالتي الرّفع والجزم مثل لم يذهب –لم يقوما، لم يقوموا بحذف هذه الأحرف كما تحذف الحركة (الرفع)، فالجزم هو القطع، والقطع قطعان قطع حركة في الأفعال الصحيحة، وقطع حرف في الفعل المعتل لأن الجازم لما لم يجد في حروف العلّة حركة يأخذها أخذ نفس حرف العلة مثل: لم يخش، وهو المذهب السائد عند الجمهور.

 

آخر تعديل: الخميس، 30 يناير 2025، 1:57 PM