الحصة الخامسة                         التجديد الشعري في المغرب العربي


                     نص لأبي القاسم الشابي


01. التعريف الموجز بالشاعر:
 
أبو القاسم الشابي شاعر تونسي (ملقّب بشاعر تونس الخضراء)، وُلد عام 1909 في قرية الشابية جنوب تونس، تلقى تعليمه الأوّل بالكتّاب حيث حفظ القرآن الكريم، انتقل إلى تونس وانتسب إلى جامع الزيتونة وتخرّج عام 1928. ثمّ التحق بمدرسة الحقوق التونسية وأنهى دراسته بها عام 1930.
  قرأ الشابي أمّات الكتب في الأدب العربي مثل الأغاني وصبح الأعشى، والعمدة، والكامل، كما نهل من كتب المهجريين وممّا تُرجم من الآداب الأوروبية.
  استفاد الشابي من مطالعاته فتكوّنت لديه ثقافة أدبية واسعة كانت دعامة لموهبته الشعرية المبكّرة، فجاء إنتاجه الشعري جيّدا رصينا متأثّرا بالتيار الرومنسي (فهو من منتسبي جماعة أبولو)، مفعما بالروح الوطنية.
  أصيب الشاعر بمرض تضخّم القلب، فمات وهو في ريعان شبابه، ولم يبلغ السادسة والعشرين من العمر (عام 1934).
  من أهمّ آثار الشابي الأدبية:
- ديوان شعر: أغاني الحياة (طُبع بعد وفاته)
- الخيال الشعري عند العرب: كتاب نقدي أرّخ فيه الكاتب للخيال في الأدب، مركّزا على توظيف العرب لعنصر الخيال.
- مذكّرات أبي القاسم الشابي: وثّق الشابي في هذا الكتاب مشاهد من حياته، فاتّخذه سجلاّ لذكرياته، ومدوّنة لخواطره.
- كتاب الهجرة المحمّدية
- كتاب جميل بثينة: عبارة عن قصة صاغها الشابي بطريقته الشعرية.
- مسرحية السكير

02. نص القصيدة:
          - إذا الشعب يوما أراد الحياه       فلا بدّ أنْ يستجيب القدرْ
          - ولا بـــــدّ للّــــيل أنْ ينــــــــــــجلــــــي      ولا بـــدّ للقيـــــــــد أنْ ينكـــــسر
          - ومن لم يعانقه شوق الحياه       تبخّــــــر في جوّها واندثـــــــــــر
          - كذلك قالـــــت لي الكائنــــــــات       وحدّثني روحـــــــــــها المستتر  
          - ودمدمت الريح بين الفجاج      وفوق الجبال وتحت الشجر
          - إذا ما طمحـــــــــــــت إلى غاية      لبست المنى وخلعت الحذر
          - ولم أتخوّف وعور الشــــــعاب     ولا كبّة اللّهـــــــــــــــب المستعــــر
          - ومن لا يحبّ صعود الجبال     يعش أبد الدهر بين الحفر
          - فعجّت بقلبــــي دماء الشـــــباب     وضجّت بصدري رياحٌ أُخر
          - وأطرقت أُصغي لعزف الرياح    وقصف الرعود ووقع المطر
          - وقالت لي الأرض لمّا تساءلْ    تُ: يا أمُّ هل تكرهين البشر؟
          - أُبارك في الناس أهل الطموح    ومن يستلذُ ركـــــــــوب الخطر
          - وألعن من لا يماشي الزمان     ويقنع بالعيش عيش الحجــــــرْ
03. تحليل النص:
    - النص عبارة عن دعوة إلى الثورة والتحرّر من قيود الاستعمار، وهو في نفس الوقت هجاء للخاملين الذين يقبلون الذلّ والهوان والعيش تحت وطأة الاستدمار.
- من خلال النص تبرز لنا أهمّ خصائص المدرسة الرومنسية في الشعر:
1- النزعة التفاؤلية، والنزعة التأملية، والإيمان بالمستقبل المشرق.
2- الذاتية، فالشاعر يتكلّم بضمير الأنا (قلبي، أطرقتُ، أبارك، ألعن...)
3- التركيز على المضمون: فالشاعر هنا سخّر اللغة طيّعة لخدمة المضمون والفكرة، لذا جاءت الأفكار واضحة لا غموض فيها، يدعو الشاعر من خلالها إلى الثورة على الظلم والاستبداد ويبشّر بالغد الأفضل لمن يؤمن بالتغيير.
4- الاستعانة بعناصر الطبيعة: الليل، الريح، الجبال، الحفر، الحجر، المطر، الرعود...)
5 – سهولة اللغة: فمعجم الشاعر من العصر الحديث، ألفاظه سهلة متداولة.
04. تطبيق:
   - اُدرس النص دراسة إيقاعية.

      

آخر تعديل: الاثنين، 6 يناير 2025، 3:29 PM