الحصة الرابعة                                  التجديد الشعري في المشرق
                       نص لإبراهيم ناجي
 01. أتعرّف على إبراهيم ناجي:
  
 هو شاعر مصري من مواليد 1898 بالقاهرة، ابن لمثقّف ممّا ساعده على التحصيل العلمي ليصبح طبيبا، فعيّن عند تخرّجه طبيباً بوزارة المواصلات ثمّ بوزارة الصحّة .
   عاش في بداية حياته ببلدته المنصورة، أين رأى جمال الطبيعة  وجمال نهر النيل ممّا ساعد على تشكيل ملكته الشعرية الرومانسية، فقد مثّل مدرسة أبولو، نهل الشاعر من منبع الثقافة العربية القديمة فدرس العروض وقرأ دواوين كبار الشعراء (المتنبي وابن الرومي أبي نواس)، كما نهل من منبع الثقافة الغربية فاطّلع على الأدب الرومانسي.
   بدأ حياته الشعرية حوالي سنة 1926 عندما بدأ يترجم أشعار "ألفريد دي موسيه" انضمّ الشاعر إلى مدرسة أبولو عام تأسيسها 1932. تلك المدرسة التي ضمّت نخبة من الشعراء العرب الذين تمكّنوا من تخليص القصيدة العربية من قيود القديم والخيالات والإيقاعات المتوارثة.
  ترجم ناجي أشعار الفرنسي "بودلير" (أزهار الشرّ) وترجم عن الإنجليزية رواية "الجريمة والعقاب " لعلم الرواية الكبير الروسي "دوستويفسكي"، كما نشر دراسة عن شكسبير . توفي ناجي عام 1953 بعد معاناة بالسكري وترك العديد من الدواوين الشعرية  أهمّها:
 * وراء الغمام (1934)  * ليالي القاهرة (1944)   * في معبد الليل (1948)  * الطائر الجريح (1953)
02. نص مقطع من قصيدة الأطلال:
  - يا فؤادي رحم الله الهوى        كان صرحا من خيال فهوى
  - اسقني واشرب على أطلالي    وارو عنّي طالما الدمع روى
  - كيف ذاك الحبّ أمسى خبرا    وحديثا من أحاديث الجوى
  - لست أنساك وقد أغريتني       بفم عذب المناداة رقيـــــــــــــــــقْ
  - ويدٍ تمتد نحوي كيدٍ من       خلال المـــــــوج مُدّت لغريقْ
  - وبريق يظمأ الساري له        أين في عينيك ذيّاك البريق
  - يا حبيبا زرت يوما أيكه      طائر الشوق يغنّي ألمـــــــــــــــــي
   - لك إبطاء المذِلِّ المنعم      وتجنّي القادر المحتكـــــــــــــــــــــــر

-  وحنيني لك يكوي أضلعي     والثواني جمرات في دمـــــــــــــــي
- أعطني حريّتي أطلق يدياّ     إنّني أعطيت ما استبقيت شيّا
- آه من قيدك أدمى معصمي    لما أبقيه ومــــــــــــــا أبقى عليّـــــــــــا
- ما احتفاظي لعهود لم تصنها   وإلام الأســــــــــــــر والدنيا لديـــــــــاّ
03. مناسبة القصيدة:
  قصة حب للشاعر لبنت الجيران التي تركها مسافرا لدراسة الطب، وبعد عودته وجدها قد تزوّجت، فبقي الشاعر وفياّ لذلك الحبّ العذري مدّة تزيد عن خمسة عشر سنة، وفي يوم من الأيام التقى ناجي برجل مسنّ، وطلب منه الرجل أنْ يسعف زوجته التي كانت تلد ولادة عسيرة، وأخبره أنّها في حالة خطرة، فذهب الطبيب مباشرة إلى بيت الرجل، ودخل فرأى الزوجة ملقاة على السرير ووجهها مغطّى، ولاحظ أنّ نفسها انقطع.
  طلب الطبيب من الرجل أنْ يكشف وجه الزوجة كي تستطيع التنفّس، فكانت الصدمة، الزوجة هي المحبوبة ابنة الجيران، وبعد أنْ أتمّ عملية الولادة بنجاح ورزقت محبوبته بولد، خرج وأجهش بكاءً، والناس لا يعرفون السبب، وبعد عودته إلى البيت نظم هذه القصيدة معبّرا فيها عن مشاعر الوجد والأسى، عدّلت القصيدة من طرف أحمد رامي وتبلغ حوالي 125 بيتا
04. تحليل القصيدة:
- غلب الخطاب الصوفي العذري الموجّه إلى المحبوبة .
- المستوى الدلالي: استنباط الحقول الدلالية الطبيعية
- المستوى الصوتي: استنتاج الموسيقى الخارجية والداخلية ذات العلاقة بالمدرسة الرومنسية.


Last modified: Monday, 6 January 2025, 3:28 PM