ديوان محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة: ولد سنة 1322ه 1904م بعين البيضاء ونشأ فيها وحفظ فيها القرآن ودروس العربية ثم انتقل مع أسرته إلى بسكرة فتابع التعليم ثم غادر بسكرة وهو لا يزال فتى إلى جامع الزيتونة وزاول دراسته بها مدة سنتين. عاد بعدها إلى بسكرة ليشارك في النهضة العلمية والصحافية فشارك بقلمه في الإصلاح، انخرط في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وقد تعاطى الشعر منذ صباه وصار من الشعراء النابغين وله ديوان يعد سجلا صادقا لأحداث عصره، كما اتفق على أنه أميو الشعراء الجزائريين في هذا العصر وافته المنية في السابع من الشهر الفضيل سنة 1359، الموافق ل31/ 07/ 1979 ببسكرة.
آثاره: يعتبر رائدا من رواد الشعر الحديث ولسان الحركة الإصلاحية، له إنتاج شعري غزير:
الديوان: طبع ثلاث مرات سنة 1967م
رواية بلال بن رباح مسرحية شعرية طبعت في المطبعة العربية بالجزائر للشيخ أبي يقضان سنة 1938.
معظم شعره منشور في الصحف الوطنية بالجزائر وصحف الجمعية (البصائر، السنة، الشريعة، الصراط) وكذا في صحيفتي (المرصاد والثبات) لمحمد عبابسة الأخضري، وشعر شبابه منشور في كتاب "شعراء الجزائر في العصر الحاضر" للهادي السنوسي ج1 طبع بتونس 1926
أنشودة الوليد في يوم المولد السعيد مع موجز نثري للسيرة النبوية.
خصائص شعره:
وصفه البشير الإبراهيمي أنه شاعر مستكمل الأدوات، خصيب الذهن، رحب الخيال، متسع جوانب الفكر، متين التركيب، فحل الأسلوب، فخم الألفاظ، محكم النسج ملتحمه، مترقرق القوافي، لبق في تصريف الألفاظ وتنزيلها في مواضعها، وهو فعلا ما يتجلى في قصيدة له بعنوان فاتحة ثناء وابتهال:
حمدتك باللسان وبالجنان وحمدتك غرة النعم الحسان
وباسمك أبتدي وعليك أثني بما أثنيت في السبع المثاني
بك استعصمت من فتن الأعادي كما استحصنت من محن الزمان
على عملي استعنتك يا إلهي وليس سواك لي من مستعان
فأنت موفقي للخير فضلا وأنت معلمي قول البيا
فالملاحظ على شعره سلاسة نظمه وخفة روحه، ودقة شعوره، وجودة سبكه، واستحكام قوافيه التي يعرفها القارئ قبل أن يصل إليها، وإن التكلف لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه. وقد كان يعتقد أن القطر الجزائري تأخر عن إخوته في سائر الأقطار العربية في ميدان الأدب ولا سيما في الشعر، ولعله بعد الآن سيعوض الفرق بل يسبق غيره بمحمد العيد آل خليفة.