الإلياذة لمفدي زكريا
المؤلف: مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية ومؤلف النشيد الوطني قسما اسمه الشيخ زكريا بن سليمان بن يحي بن الحاج عيسى أما لقبه مفدي فقد حصل عليه أثناء الدراسة من قبل الفرقد سليمان بوجناح فعرف أدبيا بمفدي زكريا، ولد يوم الجمعة 12جمادى الأولى 1326، الموافق ل12 يونيو 1908م. ببني يزقن، أحد القصور السبع لوادي مزاب بغرداية. في جنوب الجزائر بدأ حياته التعلمية بالكتاب بمسقط رأسه فتلقى شيئا من علوم الدين واللغة، ثم رحل إلى تونس وأكمل دراسته بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونة، وعاد بعدها إلى أرض الوطن وبعد اندلاع ثورة التحرير انظم إليها إذ كان شاعر الثورة وعضو جبهة التحرير الوطني، سجن عدة مرات ثم فر من السجن وغادر الوطن فأخذ يجوب أقطار العالم العربي ويعرف بالقضية الجزائرية إلى أن توفي بتونس سنة 1977 ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه.
إنتاجه الأدبي:
تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م
اللهب المقدس (ديوان شعر) صدر في الجزائر عام 1983م
من وحي الأطلس (ديوان شعر)
إلياذة الجزائر (ديوان شعر) وقد كانت الغاية من هذا العمل كتابة التاريخ الجزائري.
صدرت إلياذة الجزائر سنة 1972 وهي تتكون من 1001بيت أي من مئة مقطع يتكون كل مقطع من عشرة أبيات عدا المقطع الثالث الذي يتكون من أحد عشر بيتا.
وهي تعتبر أحسن سجل يخلد تاريخ وأمجاد الجزائر وهي آخر منتوج أدبي للشاعر جمعت تجاربه الحياتية والفنية، صور فيها بطولات الشعب الجزائري في مكافحة الاستعمار الفرنسي وقد استثمر كل فرصة للتعريف بالقضية الجزائرية وتغنى بحبه وهيامه بأرض الجزائر منها يقول:
بلادي أحبك فوق الظنون وأشدو بحبك في كل نادي
عشقت لأجلك كل جميل وهمت بحبك في كل وادي
أما عن فكرة كتابة الملحمة فقد كانت من اقتراح زميله مولود قاسم نايت بلقاسم الذي دعاة لكتابة نشيد يشمل تاريخ الجزائر ومقاومة شعبها لمختلف الاحتلالات وعلى العهود الحضارية المتعاقبة ومقومات شخصية أبنائها وحصانتهم وبناء مجدهم التليد فكان بذلك ميلاد إلياذة أو ملحمة جديدة متكاملة تضاهي الملاحم العالمية وما أهله ليكون المرشح لهذه الكتابة هو اتصافه بالشاعرية والتجربة والثقافة والبعد الديني.
يفتتح الشاعر الإلياذة بوصف جمال بلاده وأنها الملهمة والجنة والحكاية ... يقول:
جزائر يا مطلع المعجزات ويا حجة الله في الكائنات
ويا بسمة الرب في أرضه ويا وجهه الضاحك القسمات
تتميز إلياذة الجزائر بلازمة تتكرر من أول مقطوعة لآخر مقطوعة وهي:
شغلنا الورى وملأنا الدنى
بشعر نرتله كالصلاه
تسابيحه من حنا الجزائر
وهي لازمة تتذيل كل المقطوعات يفتخر فيها الشاعر بشعره الذي شغل الناس وملأ به الدنيا حتى صار يرتل كالكتب المقدسة، مستمد من بطولات الشعب الجزائر بمختلف الحقبات التي مرت عليه والفرق بينها وبين بقية الملاحم أنها مستقاة من أحداث تاريخية واقعية بعيدا عن الحكايات الخيالية والأسطورية التي كانت ركيزة الكثير من الملاحم السابقة كإلياذة هوميروس وشهنامة الفرس يقول مفدي زكريا:
وقالوا انحرفت بالياذة تلوم الشباب ومثله يعلو
هوميروس أرخ ولم ينتقد وشهنامة الفرس بالوصف تغلو
فقلت وشعر الخرافات يفنى وشعر البطولات لا يضمحل.