ديوان الأمير عبد القادر
ولدت أول رواية عالمية في الجزائر مع الحمار الذهبي لأبوليوس في القرن الثاني الميلادي وكذلك ولدت أول رواية عربية في الجزائر في النصف الأول من القرن التاسع عشر وهي رواية حكاية العشاق في الحب والاشتياق.
المؤلف: محمد بن ابراهيم ابن مصطفى باشا ولد سنة 1806 بمدينة الجزائر وتفتحت عيناه على هذ الجو النضالي الرافض للاستعمار وقام بتأليف عمله هذا وكان فوق سن الأربعين بقليل توفي بتاريخ 04/08/1886م وسار في جنازته جمهور غفير لانه آخر أمير من دايات الجزائر.
كتبت رواية حكاية العشاق في الحب والاشتياق 1849م غير أنها ظلت حبيسة رفوف المكتبة إلى أن عثر عليها المؤرخ والمحقق الجزائري أبو القاسم سعد الله وحققها وأعاد بعثها نظرا لقيمتها فهي تعكس عالم الأدب الجزائري في الفترة الأولى من الاستعمار الفرنسي للجزائر وصنفه ضمن جنس الرواية ونشره سنة 1977.
ملخص الرواية: تروي قصة حب جمعت بين ابن ملك فقد والده فعاش فترة حزن شديد اعتزل فيها ملذات الحياة ممتثلا لوصية والده التي دعاه فيها بالتحلي بالأخلاق والابتعاد عن علاقات العشق ، وبين زهرة الأنس التي بدورها كانت تعيش فترة كآبة بعد فقدانها لوالدتها ولإخراجها من تلك الكآبة جلب لها والدها جواري يعلمنها الشعر والغناء.
وفي يوم اقترح على ابن الملك صديقه الخروج للنزهة، ليصادف بسماع الأمير مصطفى طربا مقبلا من دار زهرة التي ستغرم بالأمير وهي عائدة رفقة جواريها فيتحقق الوصال بين الحبيبين عبر الزيارات ولمراسلات ونظم الشعر.
الخصائص الفنية للرواية:
صنف المحقق المخطوط المعنون ب حكاية العشاق في الحب والاشتياق ضمن جنس الرواية لاستيفائها مقومات سردية
الراوي السارد: فالقصة تنفتح سرديا بواسطة سارد يتخذ مواصفات الراوي في السرد التراثي العربي حيث يقدم السارد/ الراوي النص بالبسملة والحمدلة وطلب مغفرة الذنوب ثم يعلن عن ضميره المفرد المتكلم بتصريحه: وبعد أقول والله أعلم بغيبه وأحكم..." فهنا يتأصل فن الرواية العربية . ثم إن المحقق يشير إلى أن هذا العمل الأدبي هو رواية كتبت بأسلوب رقيق جمعت بين النثر الصافي الذي يكاد يكون فصيحا والشعر الملحون. كما وصفها بأنها رواية شعبية جزائرية وأدبية تاريخية.