تأويلية بول ريكور
في المنهج التأويلي لبول ريكور يوضح في كتابه رمزية الشر أنه لا يصرح بالشر حرفيا أبدا، وإنما هو يوصف أو يرمز إليه عن طريق الرمز والاستعارة فيقال مثلا "وزر، وصمة ضلال زيغ غواية انحراف...." ويبين ريكور أهمة الرموز. وازدواجية المعنى للألفاظ ومناهج تأويلها. ويقول إن أساطير الخلق والتكوين وأصل العالم هي تفسيرات من الدرجة الأولى لمنشأ الشر في العالم. وقد أفضى به اهتمامه برمزية الشر إلى الاهتمام باللغة الرمزية وبالتأويل بصفة عامة، وقد وسع بول ريكور نطاق الرموز لتشمل رموز الحلم والرموز الثقافية، ومد نطاق التأويل ليشمل جميع تقنيات التحليل النفسي الفرويدي .
يقول ريكور: إن الفينومينولوجيا التأويلية هي فلسفة تأملية، وقد امتد المنهج الهرمنيوطيقي عند ريكور من تأويل النصوص إلى إبداع المعنى الشعري والقصصي في كتابيه: "الاستعارة الحية la metaphore vive" والزمان والسرد temps et recit" وهو في كتاب الاستعارة الحية يشرح كيف لتدمير المعنى الحرفي في الاستعارة أن يتيح لمعنى جديد أن يظهر، وبنفس الطريقة تتبدل الإشارة réference في الجملة الحرفية وتحل محلها إشارة ثانية هي تلك التي تحملها الاستعارة. فتخلق بذلك إشارة جديدة تتيح لنا أن تصف العالم (أو تعيد وصفه بمعنى أصح) أو جزءا من العالم كان ممتنعا عن الوصف المباشر أو الحرفي.
أما في كتابه الزمان والسرد فإنه يسعى للكشف عن الكيفية التي بها يخلق السرد معنى جديدا، من خلال الموافقة بين عناصر تبدو متباينة "الأغراض المقاصد الأسباب المصادفات، الرغبات.." وينسج وقائع تبدو غير متصلة ويسلكها في حكاية وفي نظام جديد من الانسجام والترابط.