البنيوية التكوينية في النقد العربي (الترجمة)
البنيوية التكوينية يطلق عليها لوسيان غولدمان مصطلح: structuralisme génétique نقلت إلى اللغة العربية وترجمت بعدة تسميات: البنيوية التكوينية، البنيوية التركيبية، والبنيوية التوليدية كما يفضل جابر عصفور تسميتها حيث يرى: "أن مبدأ التوليد مبدأ أساسي وحاسم في منهج غولدمان كله، الأمر الذي جعلني أؤثر ترجمة البنيوية التوليدية على الاجتهادات المقابلة في الترجمة من مثل ترجمة الهيكلية، الحركية، والبنيوية التكوينية، والبنيوية التركيبية" ولكن مصطلح البنيوية التكوينية هو ما شاع استعماله لدى النقاد العرب.
تزامنت بداية ظهور البنيوية التكوينية في العالم العربي مع بداية الحرب العالمية الثانية في الشام ومصر فظهرت في أعمال طه حسين وسلامة موسى (الأدب للشعب) والنقد الإيديولوجي عند محمد مندور. ولويس عوض (الأدب في سبيل الحياة) وأعمال إسماعيل أدهم، وأصحاب التيار الماركسي مثل عمر فاخوري، وحسين مروة، ومحمود أمين العالم، ومن تلاهم حيث حاولوا جميعهم الخروج عن النقد الأدبي إذ يقول رشاد رشدي: "إن الناقد الذي يمارس هذا النوع من النقد الاجتماعي، قد ظل طريقه إلى النقد الفني وكان الأجدر به أن يشتغل بعلم الاجتماع"
وما ساعد على انتشار البنيوية التكوينية في ربوع العالم العربي هو كون هذا المنهج من المناهج الماركسية وهو السائد في البيئات النقدية العربية. وقد تجلى تبني هذا المنهج من خلال إعلان النقاد مباشرة انتمائهم للبنيوية التكوينية أو عن طريق القيام بدراسة أو ترجمة لكتب أعلام البنيوية التكوينية في النقد الغربي.
وأكثر ما يمثل اهتمام النقاد العرب بهذا المنهج النقدي هو المؤلف المعنون بالنقد والإيديولوجيا لمحمد مندور ومؤلف تنظير النقد العربي لمحمد برادة الصادران سنة 1979. وهذا ما جعل النقد العربي يتخلص من سيطرة النقد السوسيولوجي الذي ظل يحكمه لفترة طويلة. وبعدها جاءت دراسة الناقد المغربي محمد بنيس "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب –مقاربة بنيوية تكوينية" والتي حاول فيها تطبيق مبادئ البنيوية التكوينية كما أرساها لوسيان غولدمان، وبعدها تبنى الناقد المغربي سعيد علوش المقاربة البنيوية التكوينية للسرد العربي سنة 1981 من خلال مؤلفه: "الرواية والإيديولوجيا في المغرب" حيث يصرح في بدايته بذلك حين قال: "أما بالنسبة لمنهجنا فقد وقع اختيارنا على البنيوية التكوينية"