ترتبط النظرية الوظيفية بذلك الاتجاه الذي تبنته مدرسة براغ في دراستها للغة، حيث جعلت دراسة اللغة قائمة على أساس الوظائف التي تؤديها اللغة في المجتمع، وإن من بديهيات المعرفة أن يكون لهذا التوجه الجديد إرهاصات وأوليات دعت إليه، إذ إنه لم يظهر صدفة، ولم ينضج أو يذع صيته فجأة، بل أنضجته تراكمات معرفية وجهود فكرية ذات جذور تعود إلى أصول سبقته، ولا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا إن التوجه الوظيفي الذي نادت به هذه النظرية يعد امتدادا لتلك الثورة التي أعلنها سوسير من قبل على النظرية التاريخية، وهكذا ترك دي سوسير أثرا بالغا في هذا الاتجاه، فقد كان مصدرا لأفكارهم، فما الوظيفية إلا أحد أشكال التطورات المتلاحقة التي عرفتها المدرسة البنيوية، فقد أفادت الوظيفية من الآراء اللسانية البنيوية لدى سوسير بداية، وجعلتها منطلقا لها، ثم استغلتها في أعمالها وكونت لنفسها نظرية لسانية خاصة بها، حيث لم يقف أصحابها عند الحدود التي خطها سوسير، بل حاولوا أن يُدخلوا ملمحا مستقلا عن سوسير، وذلك حين زادوا عنصرا جديدا، وهو العنصر الوظيفي الذي تخلصوا من خلاله من الشكلانية السوسورية المجردة لتمزج بين الشكل والمعنى، حتى عدت حركةً مستقلة داخل البنيوية، من خلال محاولة أصحابها التأليف بين البنية والوظيفة، فإذا كانت بنيوية سوسير تعنى بالشكل على حساب المادة، فإن ذلك لا يمكن أن يشمل بنيوية براغ الوظيفية التي اعتنت بالشكل والمادة ولم تفصل بينهما. ( ينظر: هدى صلاح رشيد- تأصيل النظريات اللسانية الحديثة في التراث اللغوي عند العرب - ط1- منشورات الاختلاف، الجزائر العاصمة- 2025م، ص 181، 182، 183 )

فجذور هذه النظرية عائدة لأعمال حلقة براغ الوظيفية التي ارتبط تأسيسها بالعالم اللساني التشيكي ماثيسيوس، حيث كانت من دعواته الأولى دراسة اللغة بطريقة جديدة، تختلف عن الدراسة التاريخية، ومعنى ذلك إنه من المؤسسين لعلم اللسانيات الوصفية، وهو العلم الذي ظهر بشكل مستقل منذ أن قدم دي سوسير محاضراته في جنيف. 

وقد ظهرت تلك الحلقة أو المدرسة الوظيفية للعلن سنة 1926م، أي بعد عشر سنوات من صدور كتاب دي سوسير الذي نشره تلميذاه (بالي وسيشهاي) سنة 1916م، فكوﱠنت جماعة من علماء تشيكسلوفاكيا والنازحين من روسيا حلقة دراسة ضمت باحثين تشيكيين ( ماثيسيوس، ترنكا، هافرانك، فاشيك) ولسانيين روسيين( كارسفسكي، تروباتسكوي) إضافة إلى رومان جاكوبسن على الرغم من كونه بولندي الأصل. وقد كان لرومان جاكوبسن ونيكولاي تروباتسكوي أثر بالغ في نشاط هذه الحلقة التي تتميز بتناولها اللغةَ من حيث الوظيفة، حيث أكدت منذ المؤتمر الدولي الأول للغويين المنعقد في لاهاي بهولندا 1928م على الطابع الوظيفي للغة، وما اللسانيات الوظيفية إلا فرع من فروع البنيوية، بيد أنها ترى أن البنية النحوية والدلالية والفونولوجية للغات تحدﱠد بالوظائف المختلفة التي تقوم بها في المجتمع.

ومنذ تلك السنة ظهرت الفونولوجيا على مسرح النشاط العلمي العالمي بصفة رسمية وسميت لذلك بالمدرسة الوظيفية، ولا يقصد بالوظيفية أن أعضاء المدرسة كانوا يرون أن للغة وظيفة فحسب، إذ إن ذلك من البديهيات التي لم تكن لتميزهم عن غيرهم، لكن المقصود أنهم تناولوا اللغة بالدرس والتحليل لهدف إبراز الوظائف التي تؤديها مكوناتها المختلفة أثناء الاستعمال، وهذا ما ميز البراغيين عن غيرهم من اللسانيين خاصة التوزيعيين، فاللساني من أتباع بلومفيلد (وهو توزيعي أمريكي) يكتفي بالوصف، بينما كان البراغيون كمن ينظر إلى محرك السيارة، أي إلى الوظائف التي تؤديها أجزاؤه المختلفة ومكوناته العاملة، وكيف تؤثر طبيعة كل جزء على طبيعة وعمل الأجزاء الأخرى. ولذلك ترى هذه المدرسة أن طبيعة الوظائف اللسانية هي التي تحدد بنية اللغة، وأن اللغة أداة لها وظيفة تقوم بها أو تنوﱡع واسع في الوظائف، أو هي نظام من الوظائف، وكل وظيفة نظام من العلامات، هذا فضلا عن اهتمامها باتجاهات اللغة الجمالية والأدبية خاصة عند رومان جاكوبسن من خلال حديثه عن وظائف اللغة...، وبذلك تأسست العلاقة بين علم اللغة الوصفي والنقد الأدبي. ولم يكتف أصحاب هذه النظرية بالوصف كما يقول سامبسون Sampson  بل تعدوه إلى التفسير مجيبين عن سؤالين رئيسيين:1: ماذا تشبه اللغات؟ 2: ولماذا جاءت على هذه الشاكلة؟

ومادام الأمر متعلقا بوصف البنية اللغوية فإن دراسة البراغيين للغة لم تختلف كثيرا عن دراسة بقية التيارات البنيوية التي عاصرتها، باستثناء ما تميزت به عنها من تناولها للغة من الزاوية الوظيفية وسعيها للتفسير، ولذلك نجدها قد تبنت معظم الأسس التي قامت عليها مدرسة جونيف، ولولا تلك المفاهيم التي أتى بها دي سوسير، كالتمييز بين اللغة والكلام، والآنية والتعاقبية، والدال والمدلول، وغيرها من المصطلحات لما تسنى لعلماء مدرسة براغ وغيرهم التوصل إلى دراسة الأصوات من منظور جديد، فقد تأثروا برأيه في الفونيم باعتباره الجانب غير المادي للصوت، وهو جانب وظيفته التفريق بين المعاني، وذلك من خلال رأيه المشهور المفرق بين ما سماه الكلام( المنطوق بالفعل، الصادر عن الإنسان في الوقت المعين) وبين ما سماه اللسان ( أي اللغة المعينة باعتبارها نظاما جماعيا)... إن هذا التفريق السوسوري بين الكلام واللسان هو أساس التفريق البراغي بين الفونتيك والفونولوجيا، ومن ثم التفريق بين الصوت(الكلامي) والصوت الوظيفي(الفونيم).

 فالمبدأ الأساسي في نظرية الفونولوجيا يعتمد على فكرة سوسير التي ترى اللغة نسقا أو نظاما من العلامات يتقابل بعضها مع البعض الآخر، وأن وصف هذه الوحدات أو العناصر لا يتم إلا بالنظر إلى علاقة كل عنصر بما عداه من العناصر الأخرى، فهي أيضا تعميق منهجي لها، وتأخذ بثنائيته التي تفرق بين اللغة والكلام، فالكلام يقابل مصطلح الفونتيك الذي يدرس الصوت الكلامي باعتباره مادة تدرس من حيث نطقها وانتقالها واستقبالها، أما اللغة فتقابل الفونولوجيا التي تدرس وظيفة هذه الأصوات المنتمية إلى لغة معينة، دون اشتراط نطقها.

إن من أهم إنجازات براغ الصوتية طرحها نظرية الفونولوجيا وما ارتبط بهذه النظرية من بحوث معمقة حول الفونيم أو الوحدة الصوتية حتى سميت بالمدرسة الفونيمية، حيث لم تحظ مدرسة بشهرة كتلك التي حظيت بها مدرسة براغ فيما يتعلق بالفونولوجيا والبحث الفونيمي، بل إن بعض اللغويين لم يستحضر في ذهنه من براغ سوى جهودها في التحليل الفونولوجي، ولا عجب في ذلك فقد حظي المستوى الصوتي للغة باهتمامهم حتى اتهمها خصومها بأنها فعلت ذلك على حساب المستويات العليا التي عالجتها بصورة أقل وبطريقة غير كافية. وربما تعد أكبر إنجازات المدرسة مناقشاتها حول الفونيم منذ حلقتها التأسيسية الأولى باعتباره أهم مبحث في الفونولوجيا والتي تعنى بدراسة الأصوات التي تؤدي وظيفة أي تتدخل في تشكيل معنى الكلمة وتمييزها عن غيرها، وذلك في إطار لغة معينة( وتسمى تلك الأصوات التمييزية فونيمات).

الفونيم أصغر وحدة صوتية غير دالة، ولكنها يتغير بها معنى الكلمة إذا استبدلت بوحدة صوتية أخرى، فهو تشكل صوتي لا دلالة له في حد ذاته. وإذا عوض الصوت صوتا آخر ولم ينشأ عن ذلك تغيير في المعنى لم يسمﱠ فونيما وإنما هو بدل منه (ألوفون)، ومعنى ذلك أن الفونيم صوت (صامت أو صائت) وليس كل صوت فونيما، يقول تروباتسكوي:" تدرس الأصواتيات الراهنة العوامل المادية لأصوات الكلام البشري: سواء ذبذبات الهواء المناسبة، أم أوضاع وحركات الأعضاء المنتجة لتلك الأصوات. وخلافا لذلك، فإن ما تدرسه الصواتة الراهنة ليس الأصوات بل الفونيمات، أي العناصر المكونة للدال اللغوي، وهي عناصر غير ملموسة، بما أن الدال نفسه غير ملموس "

 والفونيم إضافة إلى تكوينه العضوي المحدد قادر على التفريق بين معاني الكلمات بمجرد استبداله، ولذلك يعد وحدة من وحدات الوصف في الصوتيات الوظيفية (الفونولوجيا) فالفونيم وحدة صوتية وظيفية مميزة بين المعاني، ومثال ذلك في اللغة العربية:

 القاف في الفعل (قال) عبارة عن فونيم، فإذا أحللنا محل القاف نونا أو ميما أو سينا أو جيما أو طاء أو... تغير المعنى، إذ سنحصل على التوالي على (نال)، (مال)، (سال)، (جال)، (طال)... وهي كلمات مشتركة في كل الأصوات باستثناء الصوت الأول، فذاك الصوت الأول سبب اختلافها في المعنى، وتلك هي وظيفته التمييزية.

وبالمقابل إذا أحللنا محل القاف ﭭافا صارت (ﭭال)، وعلى ذلك فالقاف فونيم أما الﭭاف فمجرد ألوفون لأنه لم يسهم في تغيير المعنى، وإنما أدى ما يؤديه القاف من وظيفة، ولم يدل سوى على تأدية لهجية.

وقد يظهر الفونيم في العربية على شكل حركة، فالفعل (غرُب) بضم الراء غير الفعل (غرَب) بفتح الراء، وهما مختلفان عن الفعل(غرِب) بكسر الراء، إذ يعنى الأول الغموض كقولنا: غرُبت اللفظة، ويعنى الثاني الغياب والاختفاء كقولنا: غرَبت الشمس، بينما يعني الأخير المكسورُ الراءِ: إصابة العين في مؤقها.

الوظيفية الفرنسية (المارتينية)

يمثل هذا الاتجاه الوظيفي اللساني الفرنسي الشهير أندري مارتينيAndrée Martinet (1908م- 1999م) الذي ولد بمقاطعة السافوا بفرنسا وتابع في شبابه دروس بعض مشاهير اللسانيات أمثال موسِي وفَندريس وميي، فضلا عن انكبابه على دراسة اللغة الإنجليزية، وقد نال شهادة الدكتوراه في دراسة اللغات الجرمانية سنة1937م، ليصبح مديرا للدراسات الفونولوجية بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا في عام 1938م. وقد كانت له في ثلاثينيات القرن العشرين اتصالات مكثفة مع علماء نادي براغ اللساني خاصة مع تروباتسكوي، كما شارك في أعمال هذا النادي التي كانت تنشر بانتظام، هذا فضلا عن متابعته عن كثب تطورَ نظرية الغلوسيماتيك بفضل الإقامات المتكررة بالدانمارك وأواصر الصداقة التي كانت تربطه بصاحبها لويس يلمسليف... يضاف إلى كل ذلك استقراره بالولايات المتحدة الأمريكية من 1946م إلى 1955م، حيث شاهد نمو وتطور اللسانيات الأمريكية على يدي إدوارد سابير وليونارد بلومفيلد، وهناك شغل العديد من المناصب المتعلقة بالبحث اللساني: فقد عين مديرا للمجلة العلمية اللسانية "الكلمة" من 194م إلى 1960م، وحمل مسؤولية إدارة معهد اللسانيات بجامعة كولومبيا بنيويورك، كما عين مديرا "للجمعية العالمية للغة المساعدة" التي كانت ترمي إلى إنشاء لغة عالمية جديدة. وقد ألف مارتيني ما يزيد عن مائتين وسبعين مؤلفا في مجال اللسانيات العامة، واللسانيات الوصفية، والفونولوجيا الوظيفية، والفونولوجيا التاريخية، ومن أشهر هذه المؤلفات: نطق الفرنسية المعاصرة – نظرة وظيفية للغة – اقتصاد التغيرات الصوتية – مبادئ اللسانيات العامة.

مارتيني والتقطيع المزدوج:

إن مجموع أعمال مارتيني تشكل نظرية في إطار لسانيات وظيفية، وإن المبدأ النظري الأساس عنده هو تعريفه اللغةَ " كأداة للتواصل ذات تمفصل مزدوج وأداة للتمظهر الصوتي" ومن هنا ينطلق في بناء مفاهيم ستكون مركز اقتراحاته اللسانية، وإن أهم تلك المفاهيم التي تدور حولها رحى الوظيفية التقطيعُ المزدوج ( مونيمات - فونيمات ) باعتباره أهم خصائص اللسان البشري، فاللغات البشرية مؤسسة، في الواقع، على تشفير من طبقتين " وكل وحدة من الودات الناتجة عن التمفصل الأول تتمفصل بدورها إلى وحدات من نمط آخر"

مستوى التمفصل الأول: يجعل التمفصل الأول الوحدات الدالة الصغرى تتآلف في ما بينها بحيث تنتظم " التجربة المشتركة بين جميع أعضاء الجماعة اللغوية" كما أن الإمكانية اللامتناهية للتواصل تمنح لكل متكلم، في الآن نفسه، القدرةَ على إنتاج ملفوظات فريدة.

وتتوفر وحدات التمفصل الأول على معنى وصورة صوتية، إنهما دلائل بوجهين، دال ومدلول، يطلق عليهما مارتينيه اسم وحدات دالة. وقد وضع هذا المفهوم ليعرﱢف به وحدات أو بنيات لها ورود تواصلي، معتبرا أن مفهوم الصرفية (morphème) غير إجرائي.

وما كان لهذا التمفصل الأول أن يكون ممكنا إلا لأن الوحدات الدالة تتكون هي نفسها من توالي وحدات أصغر لا تحمل معنى، أي فونيمات: وهذا هو التمفصل الثاني.

مستوى التمفصل الثاني: إذا كانت قائمة الوحدات الدالة (المونيمات) للغة ما مفتوحة (لأن اللغات كلها في تطور مستمر) فإن قائمة الفونيمات مغلقة، وتشكل نسقا كما بين ذلك تروباتسكوي.

إن التمفصل المزدوج يتيح إنتاج كمية هائلة من الرسائل الممكنة، بما أن النسق الصوتي المقتصد جدا يسمح بصياغة آلاف الوحدات الدالة التي هي نفسها يمكن تأليفها لإنتاج عدد لا متناه من الملفوظات، وهذا ما يسمى بالاقتصاد اللغوي، وهو إجابة عن سؤالنا: ما الذي مكن الألسنة البشرية الطبيعية، خلافا لنُظُم التواصل الأخرى الحيوانية أو الاصطناعية، من التعبير عن غير المحدود من الأغراض والمعاني بعدد محدود من الفونيمات والمونيمات؟

مارتيني والاقتصاد اللغوي:

ورد مصطلح الاقتصاد اللغوي في مؤلف مارتيني " اقتصاد التغيرات الصوتية" الذي يعد أعظم عمل له في الفونولوجيا الزمانية، حيث يرى أن الإنسان يعيش في صراع قائم بين عالمه الداخلي وعالمه الخارجي، فالعالم الخارجي في تطور مستمر، ويتطلب ابتكار مفردات جديدة، والطبيعة الإنسانية الداخلية ميالة إلى الخمول والجمود، واستعمالِ النزر القليل من المفردات الموجودة حولها. وبالإضافة إلى هذا فإن ثمة صراعا بين حاجيات التواصل التي تؤدي إلى تطوير اللغة من جهة وخمول الأعضاء ونزوعها إلى الاقتصاد في الجهد الذي تتطلبه عملية التلفظ أو التذكر من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار يندرج ذلك السؤال الغريب الذي طرحه أحد علماء اللغة المحدثين قائلا: هل تستطيع أن تدلني على أحد يستطيع أن يستغل النفايات بطريقة أخرى أكثر كفاءة وأهمية من استغلال الإنسان لنفايات عملية التنفس؟! لتكون الإجابة بالنفي المطلق، لأن ما تميزت به اللغات الإنسانية من تمفصل مزدوج مكنها- انطلاقا من استخدامها عددا محدودا جدا من الأصوات التي لا معنى لأي منها على انفراد- من تركيب عدد لا يحصى من الوحدات الصوتية ذات المعنى. ولذلك يعود الفضل فيما تُعرف به اللغة من اقتصاد إلى تلك الخصيصة التي مرونة تميزت بها كل الألسنة البشرية الطبيعية، فمكنتها من التعبير انطلاقا من المحدود من الوحدات غير الدالة ( الفونيمات) والوحدات الدالة( المونيمات) عن غير النهائي من المعاني والأغراض، فهو – الاقتصاد اللغوي- حسب مارتيني من أظهر آثار التقطيع المزدوج... ولو كان علينا أن نخص كل وحدة دنيا دالةٍ بإنتاج صوتي منفرد وأصم، أي غير قابل للتحليل، للزمنا أن نميز بين آلاف من هذه الإنتاجات، وهو ما يتجاوز قدرةَ البشر على تنويع النطقِ وطاقتَهم على إرهاف السمع.

Last modified: Tuesday, 26 March 2024, 2:29 AM