المحاضرة الخامسة: التّثنية أو المثنّى

1/ مفهوم التّثنية

       ورد في كافية ابن الحاجب أنّ "المثنى ما لحق آخره ألف أو ياء مفتوح ما قبلها  ونون مكسورة، ليدل على أنّ معه مثله من جنسه.

والمراد بالجنس؛ ما كان صالحا لأكثر من فرد واحد، بمعنى جامع بينهما وإن اختلفت الماهيات، كالأبيضين لإنسانين أو لإنسان وفرس.

2/ كيفية التثنية

       تكون التثنية في حال الرفع بالألف والنون، وفي النصب والجر بالياء، ويكون الحرف الذي قبلهما أي قبل الألف والياء مفتوحا، كما في قولك: رَجُلان، وتَمْرَتان، ودَلْوان وأُخْتان، وفي النصب والجرّ: رأيتُ رَجُلَيْن، ومررتُ بِأُخْتَيْن ونحو ذلك.

3/ التثنية على التغليب

       وقد يثنى غير متفقين في اللفظ بعد أن يجعلا متّفقين في اللفظ بالتغليب، بشرط تصاحبهما وتشابههما حتى كأنهما شخص واحد في شيء، كـ: العُمَرَيْن، وهما أبو بكر الصّدّيق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، ونحو القَمَرَيْن والحَسَنَيْن، والغاية من التّغليب التّخفيف، لذا يُغلَّب الخفيف لفظا، وقد نقل السيوطي في المزهر عن "ابن السّكّيت" ذلك في باب الاسمين يغلب أحدهما على صاحبه لخفّته أو شهرته.

 

4/ الملحق بالمثنّى

       الملحق بالمثنّى هو ما دلّ على المثنى وليس له مفرد من لفظه، ومنه:

أ/ كلا وكلتا: ويعاملان معاملة المثنى في الإعراب بشرط إضافتهما إلى ضمير، فإن أضيفتا إلى اسم ظاهر أعربتا إعراب الاسم المقصور، فمثال الأول قولك: كرّمني الوالدان كلاهما ومررت بالصديقين كليهما، وناقشت القضيتين كلتيهما، ومثال الثاني قولك: كلا الطالبين ناجحان، وكلتا الزهرتين جميلتان، وإنّ كلا الطالبين ناجحان.

ب/ اثنان واثنتان: ويلحقان بالمثنّى في حال الإفراد وفي حال التركيب أيضا، نحو قوله تعالى: ﴿احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ [سورة هود، الآية 40].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾ [سورة التوبة، الآية 36].

 



 

آخر تعديل: الأربعاء، 10 يناير 2024، 11:37 PM