المحاضرة الرابعة: التّذكير والتّأنيث

  1/ مفهوم التّذكير

ورد في المفصّل أن " المذكّر ما خلا من العلامات الثلاث التاء والألف والياء في نحو غرفة وأرض و حُبلى وحمراء وهدى".

   أي أن الاسم المذكر ما لم يكن في آخره تاء التأنيث أو ألف التأنيث أو ياء التأنيث، وخلافه المؤنّث: أي ما كان مختوما بأحد الحروف الثلاثة المذكورة، فمن المذكّر رجل، وجمل، وبدر، ومن المؤنّث امرأة، وناقة، وشمس .

   والاسم المذكر لا توجد علامة فيه، لأنه هو الأصل، أي أن التذكير أصل والتأنيث فرع عنه. والمذكر عموما هو ما يصح أن يشار إليه باسم الإشارة "هذا" نحو هذا كتاب، وهذا جمل، وهذا رجل، خلاف المؤنث الذي يشار إليه بهذه.

2/ التّأنيث

أ‌- مفهوم التّأنيث

يقول الزمخشري في تعريف المؤنث: "ما وجدت فيه إحداهن [أي إحدى علامات التأنيث الثلاثة المذكورة سابقا ] والتأنيث على ضربين حقيقي كتأنيث المرأة والناقة ونحوهما حتما بإزائه ذكر في الحيوان وغير حقيقي كتأنيث الظلمة والنحلة ونحوهما مما يتعلق بالوضع والاصطلاح، والحقيقي أقوى ولذلك امتنع في حالة السعة جاء هندُ وجاز طلع الشمس وإن كان المختار طلعت وإن وقع فصل استجيز نحو قوله : حضر القاضي امرأة".

ب-علامات التأنيث

       علامات التأنيث ثلاثة، هي: التاء والألف الممدودة والألف المقصورة.

 

ج- أقسام المؤنث

 المؤنث كما ورد لدى الزمخشري نوعان؛ حقيقي وغير حقيقي   

1-  المؤنث الحقيقي: هو ما دل على أنثى من الناس أو الحيوان، نحو: امرأة وناقة.

2-  المؤنث غير الحقيقي أو المجازي: هو ما يعامل معاملة المؤنث الحقيقي وليس منه كتأنيث الظلمة والشمس.

 وهناك تقسيم آخر للمؤنث باعتبار علامة التأنيث، وهو اللفظي والمعنوي.

1- المؤنث اللفظي: وهو ما لحقته علامة التأنيث سواء دل على مؤنث، نحو فاطمة، أو على مذكر، نحو حمزة.

2- المؤنث المعنوي: هو ما دل على مؤنث ولم تلحقه علامة تأنيث، نحو هند وزينب.

ت - ما يستوي فيه التذكير والتأنيث

       هناك صفات لا تلحقها تاء التأنيث غالبا، فيستوي فيها المذكر والمؤنث، وهي مِفْعال ومِفْعَل، ومِفْعِيل، وفَعَال، وفِعَال، نحو: مِهْذار، ومِغْشَم، ومِنْطيق، وجَوَاد ودِلَاث، وفَعُول بمعنى فاعِل، نحو: صَبُور، وعَدُوٌّ، وفَعُولٌ بمعنى مَفْعُول كـ: رَكُوب وجَزُور، وهاتان الصفتان كثيرا ما تلحقهما التاء فتصلحان للمذكر والمؤنث، ومما يستوي فيه المذكر والمؤنث فَعِيل بمعنى مَفْعُول، نحو قَتِيل وجَرِيح.

ملاحظة: تزاد ألف التأنيث المقصورة سماعا في آخر الاسم المعرب، سواء أكان جامدا أم مشتقا، وقد وردت هذه الأسماء، أي المنتهية بهذه الألف كثيرا في كلام العرب، ومن أشهر أوزانها: فُعلى، نحو: أُرَبى، وفُعْلى، نحو: طُوبى، وفَعْلى، نحو: سَكْرى، وفِعْلى، نحو: ضِيزى، وكذلك تزاد ألف التأنيث الممدودة في آخر بعض الأسماء المعربة الجامدة أو المشتقة للدلالة على التأنيث، وهي سماعية أيضا، ومن أشهر أوزانها، فعلاء، نحو: جَرْداء، وأَفْعِلاء بفتح العين أو ضمها أو كسرها، نحو: أَرْبِعاء، وفَعْلَلاء، نحو: عَقْرَباء، وفاعولاء، نحو: عاشوراء.

 

 

آخر تعديل: الأربعاء، 10 يناير 2024، 11:31 PM