المحاضرة الثّانيّة: أبنية مصادر الأفعال الرّباعيّة والثّلاثيّة المزيدة

المحاضرة الثّانيّة: أبنية مصادر الأفعال الرّباعيّة والثّلاثيّة المزيدة

     تمهيد

المقصود بالمصادر الرباعية مصادر الفعل الرباعي، وهو قسمان أي بحسب تقسيم الفعل الرباعي: إذ هو قسمان: رباعي مجرد وآخر مزيد أي ثلاثي مزيد بحرف واحد، وهناك مصادر لما كان على خمسة أحرف وأخرى لما هو على ستة أحرف.

     أو بتعبير آخر هناك مصادر لأفعال رباعية مجردة، وهناك مصادر لأفعال رباعية مزيدة وأخرى لثلاثية وهي أي الثلاثية المزيدة على ستة أقسام: ثلاثية مزيدة بحرف (الرباعي المزيد)، وثلاثية مزيدة بحرفين (الخماسي) وثلاثية مزيدة بثلاثة أحرف (السّداسي)، ورباعية مزيدة بحرف (الخماسي ورباعية مزيدة بحرفين (الّسداسي). ويمكن اختصار ذلك كله في مصادر ما فوق الثلاثي، أي أننا سنتناول في هذا الدرس أبنية مصادر ما فوق الثلاثي، وسيأتي بيان ذلك فيما يأتي

أولاً نعرض هذه الأبيات من ألفية ابن مالك التي يعرض فيها مصادر غير الثلاثي مشيراً في أولها إلى أنها مقيسة جميعاً أي قياسية، يقول في ذلك.

1-   أبنية مصادر الفعل الرباعي المزيد (الثلاثي المزيد بحرف )

أ‌-      إذا كان على وزن "فَعَّلَ" فمصدره يبنى على " تَفْعيلٍ" مثل قَدَّسَ تَقْدِيسا، وأيضا على وزن "فِعَّالٍ"، نحو كِذَّابٍ، ويأتي على فِعَالٍ بتخفيف العين، مثل كِذَابٍ، هذا إن كان صحيحا، أما إن كان معتلّا فتحذف منه ياء التّفعيل، وتعوض بتاء فيصبح على وزن "تَفْعِلَةٍ" كزكىَّ تَزْكيَةً، وندر مجيئه على " تَفْعيلٍ" وإن كان مهموزاً فمصدره على " تَفْعيلٍ " و" تَفْعِلَةٍ "، مثل جزّأَ تَجْزيئاً وتَجْزِئةً".

ب‌-  وإن كان على وزن "أَفْعَلَ" فمصدره على وزن " إِفْعال" نحو: أحسن إحساناً، أما إن كان من الأفعال الجوفاء فتحذف منه ألف إفعال وتعوّض بتاء في الآخر، مثل: أَقَامَ إقَامةً وأَبَانَ إبَانَةً. وهذا ما قصده ابن مالك بقوله:" ثمّ أَقِمْ إقامَةً" و "غالبا ذا التّا لَزِمْ" وقد تحذف كما في قوله تعالى: " وَإقَامِ الصَّلَاةِ" (النور: 37).

ت‌-  أما إذا كان على وزن "فاعَلَ" فمصدره على " فِعَالٍ، ومُفاعَلَةٍ "، نحو: دافَعَ دِفاعاً ومُدافَعَةً، وجادَلَ جِدالاً ومُجادَلةً، وما اعتلّت منه لامه قلبت في المصدر همزةً، نحو: عادَى عِداءً ويبنى على " مُفاعَلَةٍ " أيضا فيقال: مُعَادَاة، وما كان مثالا يائيا، نحو: ياسَرَ ويامَنَ جاء مصدره على " مُفاعَلَةٍ " فقط، فنقول في مصدرهما: مُياسَرَة ومُيامَنَة".

يقول ابن مالك

لِفاعَلَ الفِعَالُ، والمُفَاعَلَهْ          وَغَيْرُ ما مَرَّ السَّمَاعُ عادَلَهْ

أي أن مصدر فاعَلَ كما تمت الإشارة إليه يكون على وزن فِعَالٍ ومُفَاعَلَةٍ.

أما ما عداه فهو سماعي وغير مقيس.

هذا عن الثلاثي المزيد بحرف واحد أي الرباعي المزيد.

2-   أبنية مصادر الفعل الرباعي المجرّد

أما الرباعي المجرد "فَعْلَلَ" فيبني مصدره على وزن " فعلال"، نحو: دحرج دحراجاً، وعلى وزن "فعللة" وهو المقيس فيه، نحو : دَحْرَجَ دَحْرَجَةً، وبَهْرَجَ بَهْرَجَةً.

يقول ابن مالك

فِعْلال أو فَعْلَلَة لِفَعْلَلَا    واجْعَلْ مِقْياساً ثانِياً لَا أَوَّلَا.

و"فِعْلالٌ" سماعي في غير المضاعف، لايقاس عليه، وبعضهم يقيس عليه، ومن أمثلة المضاعف: زَلْزَلَ زَلْزَلَةً وزِلْزالاً وجَلْبَبَ جَلْبَبَةً وجِلْباباً.

أما غير المضاعف، فمثل: حَوْقَلَ حيقالا، وسَرْهَفَ سِرْهافاً.

    ومنه نستنتج أن مصادر الأفعال الرباعية هي قياسية، ولها أربعة أوزان: وهي " تفعيل" وأحياناً فِعال لما كان على وزن" فَعَّلَ"، و"إِفْعال" لما كان على وزن " أَفْعَلَ"، و"فِعَال، ومُفاعَلَة" لما كان على وزن" فاعَلَ"، وفَعْلَلَة، وفِعْلال" لما كان على وزن " فَعْلَلَ" أي الرباعي المجرّد وهو نوعان مضاعف، وغير مضاعف.

3-   أبنية مصادر الأفعال الخماسية والأفعال السّداسية ( الثلاثية المزيدة بحرفين والثلاثية المزيدة بثلاثة أحرف )

والمراد من هذا العنوان ما كان من أبنية مصادر مزيد الثلاثي باستثناء المزيد بحرف إذ سبق ذكره مع أبنية مصادر الرباعي، وأبنية مصادر مزيد الرباعي وهو قسمان كما تمت الإشارة إليه سابقا في التقديم أو التمهيد.

ومصادر الأفعال الخماسية والأفعال السداسية قياسية أيضاً مثل الرباعية وعموماً، تصاغ على وزن ماضيها بضم ما قبل آخره، إذ بدئ بتاء زائدة، مثل تعلّم تعلّماً، كان آخره ألفاً قلبت ياء وكسر ما قبلهاّ، نحو ترجى ترجياً، وتقلب الألف همزة إذا سبقت بألف، نحو استيلاء، وانزواءـ أما إن كان مبدوءاً بهمزة، فيكسر ثالثه وتزاد ألف قبل آخره، نحو: انفتح انفتاحاً، واستغفر استغفاراً.

وبيان ذلك فيما يأتي

أ‌-      الخماسي

1-   ما كان على وزن" تَفَعَّلَ" بناء مصدره على وزن "تَفَعُّل"، نحو: تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجاً، وتَقَدَّمَ تَقَدُّماً، وإن كان آخره ألفاً قُلِبت ياء، وكُسر ما قبلها، نحو تَأَنَّى تَأنِياً، وتَنَطَّعَ تَنَطُّعاً.

2-    ما كان على وزن " تَفاعَلَ" بناء مصدره على وزن " تَفاعُلٍ" نحو: تَقاسَمَ تَقاسُماً، وتَعالَمَ تَعالُماً.

3-   ما كان على وزن "انفَعَلَ" يبنى مصدره على "انْفِعالٍ" مثل انصَهَرَ انصِهاراً، وانفَطَرَ انفِطاراً.

4-   وما كان على وزن "افْتَعَلَ" يبنى مصدره على "افْتِعالٍ" مثل: ارتَحَلَ ارتِحالا وارتَجَلَ ارتِجالاً، واقتَرَبَ اقتِراباً.

5-   وبناء مصدر ما كان على وزن " تَفَعْلَلَ" هو " تَفَعْلُلٌ"، مثل: تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجاً، وتَزَلْزَلَ تَزَلْزُلا.

6-   ويبنى مصدر "اِفْعَلًّ" على وزن "اِفْعِلَالٍ، نحو: اخْضَرَّ، اخْضِراراً، وامتنَّ امتناناً.

7-   ويبنى مصدر: تَمَفْعَلَ" على وزن " تَمَفْعُلٍ" نحو: تَمَرْكَزَ تَمَرْكُزاً وتَمَظْهَرَ تَمَظْهُراً.

ب‌-   السّداسي

بيان أبنية مصادر الفعل السّداسي وفق الآتي

1-   يبنى مصدر "اسْتَفعَلَ" على وزن " استِفْعالٍ"، نحو : استَغْفَرَ استِغْفارا، واستَرْحَمَ، استِرْحاماً، واستَخْرَجَ استِخْراجاً، وإن كان معتلّ العين حُذِفت عينه وعوّضت بتاء، نحو: استَقامَ استِقامَةً.

2-   يبنى مصدر " افْعَنْلَلَ" على " افْعِنْلَالٍ"، نحو: افْرَنْقَعَ:* افْرِنْقاعاً، واحْرَنْجَمَ احْرِنْجاماً.

3-   يبنى مصدر "افْعَوْعَلَ" على وزن" افْعِيعَالٍ"، مثل: اخْشَوْشَنَ اخْشِيشَاناً، واعْشَوْشَبَ اعْشِيشَاباً.

4-   مصدر "افْعَلَلَّ" يبنى على وزن " افْعِلّالٍ"، نحو: اقْشَعَرَّ، اقْشِعْرَاراً واطْمَأَنَّ اطْمِئْنَاناً.

5-   مصدر " افْعَوَّلَ": " افْعِوَّال "، نحو: اجْلَوَّذَ^** اجْلِوَّاذاً، واعْلَوَّطَ^*** اعْلِوَّاطاً.

6-   مصدر " افْعَالَّ"  على وزن " افْعِيلَالٍ"، نحو: اخْضَارَّ اخْضِيراراً، واحْمَارَّ احْمِيراراً.