المحاضرة الثّامنة: أبنية جمع التّكسير ودلالاتها - 2 (صيغ منتهى الجموع)

1/ مفهوم صيغ منتهى الجموع

      

2/ صيغ منتهى الجموع

       لمنتهى الجموع تسعة عشر وزنا، وهي كلها لمزيد الثلاثي، وليس لرباعي الأصول وخماسية منها إلا "فعالل" و"فعاليل"، مع اشتراكه فيهما مع بعض المزيد من الثلاثي، وهذه

الأوزان أو الصيغ هي

1- فواعِل: وهو جمع لاسم على وزن "فَوْعَل"، مثل: جوهر وجَوَاهِر، أو على وزن فَاعِل"، مثل: كاهِل وكوَاهِل، أو على "فَاعِلاء"، كقاصِعاء وقواصِع أو على "فاعَل" نحن خَاتَم وخواتِم، ويقع فَواعِل –أيضا- جمعا لصفة على وزن فاعِل إن كان لمؤنث فاعل كحائض وحوائض، أو لمذكر غير العاقل، كصاهل وصواهل، وشذ فيه فارس وفواؤرس، وسابق وسوابق لأنه لعاقل، وهو (فواعل) جمع لفاعِلَة أيضا، مثل: صاحِبة وصَواحِب، وفاطمة وفواطِم، والشاهد فيما سبق قول ابن مالك

فَواعل لِفَوِعَلٍ وفَاعَلِ *** وفَاعِلاء مَعَ نَحْوِ كَاهِلِ

وحَائِضٍ وصَاهِلٍ وفَاعِلَهْ *** وَشَذَّ فِي الفَارِس مَعَ مَا مَاثَلَهْ

2- فَوَاعيلُ: هو جمع لما كان مزيدا مما ذكر في فواعل وقبل آخره حرف د نحو: طاحُونة وطواحين.   

3- فَعَائِلُ: يقول ابن مالك

وبِفَعائِلَ أجْمَعْنَ فَعَالَهْ *** وشِبْهَهُ ذَا تَاءٍ أَوْ مُزَالَهْ

أي أنّ فعائل جمع لكل اسم رباعي مؤنث بالتاء قبل آخره مدّ زائد أو مجرّد من التاء، نحو: رِسالة ورسائِل، وصحيفة وصحائف، وشمال بفتح الشين أو بكسرها، وشمائِل، وعَجوز وعجائز،

كما أنّ فعائل جمع لصفة على وزن "فَعِيلَة" بمعنى فاعِلة"، نحو: ظريفة وظرائف.

4- فعالِي: ويطرد في أوزان، أشهرها سبعة، هي

أ- فَعْلاة بفتح الفاء وسكون العين، مثل: مَوْمَاة ومَوَامٍ، والمَوْماة: الصحراء الواسعة.

ب- فِعْلاة بكسر الفاء وسكون العين، مثل: سِعْلَاة وسَعَالٍ.

ت- فِعْلِيَة بكسر الأول وسكون الثاني، مثل: هِبْرِيَة* وهَبَارٍ.

ث- فَعْلُوَة بفتح الفاء وسكون العين وضم اللام، مثل: عَرَقُوَة* وعَرَاق.

ج- ما كان ذا زيادتين يتوسطهما حرف أصلي، ويحذف أولهما عند بعض العرب، كحَبَنْطَى* وحباطٍ، وقَلَنْسُوَة وقَلاسٍ، ومن يحذف الثاني يجمعهما على: حبانط وقلانِس.

ح- فَعْلاء بفتح الفاء وسكون العين اسما كصَحْراء وصَحارٍ، أو صفة لمؤنث ليس له مذكّر، كعَذْرَاءَ وعذارٍ.

خ- ما احتوى على ألف مقصورة للتأنيث، أو للإلحاق، نحو: حُبْلَى محَبَالٍ، وذِفْرَى* وذَفَار.

5-6- فَعالَى وفُعَالَى: بفتح الفاء والعين واللام، وهو مقيس في فَعْلاءَ السابقة إما اسما كصحراء وصحارى، وإما وصفا لمؤنث لا مذكّر له، كعذراءَ وعَذَارَى، وأيضا مقيس في ما كان مختوما بألف التأثيث المقصورة، أو بألف الإلحاق كحُبْلى وحَبَالَى، وذِفْرَى وذَفَارى، وتشترك هذه الصيغة (فَعَالى) مع الصيغة السابقة (فَعَالِي) في ذلك.

وتختص "فَعَالِي" بالخمسة التي ذكرت قبل صيغة "فَعْلاء"، وتنفرد "فَعَالَى" بفتح اللام بكونها جمعا لوصف على وزن "فَعْلَان أو فَعْلَى، أيضا مثل كَسْلان وكَسَالَى، وسَكْرَان وسَكَارَى، والحسن في جمع هذا الوصف ضم أوله فتقول: كُسَالَى وسُكَارَى.

ويجوز أيضا جمع فَعْلَاءَ اسما وصفة على الفَعَالِيّ بتشديد الياء، إذ تقلب الألف هند الجمع ياء الكسر ما قبلها، وتقبل الهمزة –أيضا- ياءً، فتدغم إحداهما في الأخرى فيصير الجمع على الوزن الذي ذكرناه (الفَعَالِيّ) كالصَحَارِيّ والعذاريّ.

7- فَعَالِيّ: ويطرد هذا الجمع في كل اسم ثلاثي مزيد ساكن العين آخره ياء مشدّدة ليست للنّسب، ككُرسيّ وكراسيّ، وقُمرِيّ وقَمَارِيّ، والقُمريّ طائر مغرّد.

ويحفظ هذا الجمع في إنسان، وظَرِبان، حيث سُمع: أناسيّ وظَرَابِيُّ وليس جمعا لإنسيّ وظَرِبيّ بل أصلهما: أناسين وظرابين، وسُمع في عذراء وصحراء: عَذَارِيُّ وصحارِيّ.

8- فَعالل: وأهم ما يطرد فيه أربعة أنواع، هي

أ- الرباعي المجرّد: نحو: جَعْفَر وجَعَفِر، وبُرْثُن وبراثن (مخلب الحيوان المتوحش)، وزِبْرِج* وزَبَارِج، وسِبَطْر* وسَبَاطِر، وجُخْدَب جَخَادِب، والجخدب: الأسد.

ب- الخماسي المجرّد، مثل: سفرجل، وجَحْمَرِش*، ويجمعان على سفارِج وجَحامِر بحذف الخامس الشبيه بالزائد وجوبا، وإن كان الرابع هو الشبيه بالزائد جاز حذفه، لكن حذف الخامس هو الفصح: نحو: فرازِق وفرازِد في فرزدق وخوارِق وخوارِن في فوارٍن.

ت- الرباعي المزيد، نحو: مدحرج ومتدحرج، فيحذف عند الجمع ما كان زائدا في مفرده، فيقال: دحارِج بحذف الميم في الكلمة الأولى، والميم والتاء في الثانية.

ث- الخماسي المزيد، نحو: قَرْطَبُوس (الناقة السريعة أو القوية، وخَنْدَرِيس (الخمر)، وقَبَعْثَر (الجمل الضخم)، فتجمع على قراطب، وخنادِر، وقَباعِث، بحذف الخامس الأصلي، وما كان زائدا في المفرد، أي الواو والسين من الكلمة الأولى، والياء والسين من الثانية، والراء والألف الأخيرة (المكتوبة ياء) من الثالثة.

9- فَعَالِيل: كل ما كان جمعه على وزن "فَعَالِل" إذا حذف منه بسبب الجمع بعض أحرف أصلية او زائدة وخلا من "ياء"، جاز زيادة قبل آخره، لتكون عوض عما حذف، فتقول: دَحَارِج، ودَحَارِيج، وخَنادِر وخَنَادِي، وقَباعِث قَبَاعِيث، وباختصار يجمع على "فَعالِيل" ما كانت أحرفه زائدة على الثلاثة قبل آخرها حرف علّة ساكن كقِرطاس وقراطيس، وفِردَوس وفَرَادِيس.

10- مَفاعِل: وهو من أشباه فعالِل*، ويجمع على وزنه ما كان رباعيا أوله ميم زائدة، كمسجد مساجد، ومسكن مساكن، ومؤكْنسة مكانِس، وإن كان ثالثه حرف مدّ أصليا وكان ياءً بقيت على حالها كمعيشة ومعايش، وغن كان منقلبا على أصل رُدّ إلى أصله، نحو: مغارة ومَغَاوِر، ومَنَارة ومَنَاوِر، وجمعت على منائر شدودا.

11- مَفاعِيل: ويجمع على مفاعِيل ما كان مزيدا قبل آخره حرف مدّ كمِضبَاح ومَصَابِيح، ومِيثاق ومَوَاثِيق، ومِيعاد ومواعِيد.

12- يَفَاعٍل: هو جمع لاسم رباعي، اوله ياء زائدة كيحمد ويحامد ويُعملة* ويَعامِل.

13- يَفاعيل: جمع لمزيد الرباعي الذي قبل آخره حرف مدّ كينبوع وينابيع، ويحموم* ويَحاميم.

14- أَفَاعِل: ويجمع على هذا الوزن شيئان، هما

أ- ما كان على وزن "أَفْعَل" صفة للتفضيل، كأَفْضَل وأَفَاضِل، فإن كان صفة لغير التفضيل، نحو: أسود، وأزرق، وأعرج وأعمى: جمع على "فُعْل" كسُوْد وزَرْق، وعُرْج، أما إن خرج من معنى الوصف إلى الاسم فإنه يجمع كذلك كأجدل (للصقر) وأَجَادِل وأَدهم وأداهِم

ب- اسم رباعي: أوله همزة زائدة، نحو: إصْبَع وأَصابِع، وأنملة وأنامِل.

15- أفَاعِيل: هو جمع لما كان مزيدا وقبل آخره حرف مدّ كأسلوب وأساليب، وإضبارة* وأضابير.

16- تفاعِل: يجمع على تفاعل ما كان على أربعة أحرف من الأسماء أوله تاء مزيدة، نحو: تَجْرِبة وتَجارٍب.

17- تَفاعِيل: ويجمع عليه ما كان مزيدا من الأسماء قبل آخره حرف مدّ كتقسِيم وتَقاسِيم، وتسبِيح تَسابِيح.

18- فَياعٍل: لما كان رباعيا ثانيه ياء زائدة كصَيْرَف وصَيَارِف.

19- فَياعِيل: لما كان مزيدا قبل آخره حرف مدّ كديجور ودياجير.

3/ صوغ منتهى الجموع

       يجمع على صيغة منتهى الجموع كل اسم رباعي الأصول أو خماسيها كدِرهَه وسَفَرْجَل، وما زِيد فيه منهما كغَضَنْفَر (أسد) وعندليب (طائر حسن الصوت)، وبعض الأسماء الثلاثية الصول المزيدة، كإصبع ومسجد وتجربة ويحمد.

       فما كان - مما سبق- رباعيا بني على لفظه وإن كان ثلاثي الأصول، فيقال مثلا: دراهم وأصابع وتجارب ومساجد ويحامد، وما زاد على الأربعة يُحذَف منه ما تختل معه صيغة هذا الجمع، فإن كان رباعي الأصول حذف ما زيد فيه مقل: سبطرى سباطر (مشية المتبختر)، وغضنفر وغضافر، واحرنجام وحراجم، وإذا كان ثلاثي الأصول مزيدا بحرفين حُذف واحد منهما كمنطلق ومطالق، وإن كان مزيدا بثلاثية حذف منه اثنان كمخشوشن ومخاشِن، ومجلَوِّذ ومجالِذ، والمجلوّذ الماضي المسرع في سيره، ولكن يحذف الأولى من غيره بالحذف ويؤثر بالبقاء ما له مزية على الآخر، معنىَ ولفظا كالميم يتصدّرها ودلالتهما على معنى يختص بالأسماء، إذ إنها تدل على اسمي الفاعل والمفعول، فيقال مثلا: مَطَالِق ومَخَارٍج، لا نَطالق وسَخَارٍج أو تَخارج، وكالهمزة والياء مصدرتين في مثل: ألَندد ويَلَندَع لشَديد الخصومة فتجمعان على أَلَادّ، أو لفظا فقط، كالتاء في نحو: استخراج وتصاوير، ولا يقال سَخارِيج، ولا وجود لسَفَاعِيل، وكالواو في مثل: حيزبون للعجوز، فبقاؤها يغني عن حذف غيرها (الياء)، فيجمع على قَزابين بقلب الواو كما في عضفور وعَصَافِير، على وزم مفاعِيل، فإن لم يكن لأحد الزائدين فضل على الآخر حذفت أيهما شئت كنوني سَرَنْدِي (السريع في أموره والشديد، وعَلَنْدِي (الغليظ) وألفيهما، فتجمعهما على سَرَانِد، وعَلَانِد بخذف الألف، أو على سَرَادٍ وعَلَادٍ بحذف النون.

إن كان الزائد حرف علّة ساكنا قبل الآخر وكان ألفا أو واوا قلب ياءً، وإن كان ياء بقي على حاله نحو: قرطاس- قراطِيس، وفِرْدوس- فرادِيس، وقِندِيل- قَنادِيل، ومقدور (الأمر المحتوم)- مقادِير، وطومار (الصحيفة)- طوامِير.

وما كان نحو: مُخْتَار ومُهْتَاج ومًنقاد ومُحتاج، الثلاثي المزيد المعتل فتقول: مَخايِرُ ومَهايٍجُ ومَقَاوِدُ ومَحاوِجُ، كما جاز تعويض ما حذف منه بياء فتقول: مخايير ومهاييج، ومقاويد ومحاويج.

وما كان خماسي الأصول يكسر على صيغة تسمى الجموع بحذف خامسه، ويُبنى على "فَعَالِل" كسفرجل وسفارِج وعندليب وعنَادِل، وما حذف منه لبنائه على "فَعَالِل" أو ما يشبههما جاز أن يعوّض منه (المحذوف) بياء قبل آخره، كما في نحو: سَفارِيج وعنادِيل وخَرابِين على وزن "فَعَالِيل"، ويقل ذلك فيما لم يحذف منه شيء كما في نحو: مَعْذِرة- معاذِر، وخَاتَم- خَواتِم، إذ يجوز فيهما: معاذِير وخواتِيم.

وقد تلحق التاء بعض صيغ منتهى الجموع، فيكون جمعا لما فوق الثلاثي مما لحقته ياء النسبة نحو: دِمَشقِيّ- دَمَاشِقة، ومَغْرِبِيّ- مغارِبة، وصَيْرَفِيّ- صَيَارِفة، وقد يكون جمعا لغير المنسوب مما كان قبل آخره حرف مدّ زائد فيحذف مثل: غطريف- غطارفة، والغطريف: السيد والسّخي السري الشاب.

وقد يأتي ما لحقته التاء المذكورة آنفا، جمعا للأسماء الأعجمية غير الثلاثية، وإن لم يكن قبل آخره مدّ كالجوَاربِة، والزنادِقة، والأساوِرة جمع جورب، وزندِيق (من يظهر الإيمان ويبطن الكفر)، وأسوار (قائد الفرس، وأيضا: قوم من العجم نزلوا البصرة قديما).

4/ إعراب صيغ منتهى الجموع

       صيغ منتهى الجموع من الممنوع من الصرف فتعرب إعرابه، فلا يجوز تنوينها، كما أنّ علامة جرّها الفتحة نيابة عن الكسرة نحو: مساجِدَ كثيرة، وصليت في مساجِدَ كثيرةٍ، وهذه مفاتيح، والضمة علامة رفعها كما نرى في المثال الأخير، أما إذا أضيفت أو كان فيها أل فإن علامة جرّها الكسرة، وهذا الحكم يخص كل أنواع الممنوع من الصرف، مثل صليت في مساجِدِ مكّةَ، وقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة، الآية 187].

فمساجِد والمساجد في المثالين السابقين، جُرَّ كل منهما بحر الجرّ وعلامة جرهما الكسرة لأنهما معرّفان، الأول بالإضافة، والثاني بـ "أل".

- إذا كان منتهى الجموع معتل الآخر، أُجري مجرى المنقوص فيقدّر الرفع والجرّ ويعوضها التنوين، قال تعالى: ﴿وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾ [الأعراف، الآية 41]، فغواش مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة، والتنوين عنها، ومثال النصب قوله تعالى: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ﴾[سبأ، الآية 18]، فليالي: مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

       إذا كانت صيغة منتهى الجموع مختومة بألف مقصورة ثل: سُكارى ونصارى على وزن "فَعالى" و"فُعالى" فإن علامة إعرابها مقدّرة على آخرها للتعذّر – مطلقا - أي في حالة الرفع والنصب والجرّ.

5/ بعض أحكام صيغ منتهى الجموع

1- زيادة الياء في جمع التّكسير وحذفها، وزيادة تاء التّأنيث

- إذا حذف من المفرد عند جمعه على صيغة منتهى الجموع بعض حروفه جاز زيادة ياء قبل آخره الجمع) عوضا عن المحذوف، مثل فرازق وفَرازِيق في فَرزدق، وسَفارِج وسَفاريج في سَفَرْجَل، ومَطالِق ومطالِيق ومُنطَلِق.

- كل جمع تكسير على وزن "فعالِل" وشبهة* يجوز زيادة الياء قبل آخره وإن لم تكن موجودة في مفرده، كما يصحّ حذفها وإن كانت موجودة في مفرده مثل: جَعْفَر- جَعافِر وجَعافِير، وقنديل- قنادِل وقنادِيل، وإن كان ما قبل آخره مفرد ألفا أو واوا قلب ياءَ إن لم يحذف فيقال: عصفور- عصافير، ومصباح –مصابيح، وإن حذف، قيل: عصافر ومصابح، هذا رأي الكوفيين، والسماع الكثير يؤيدهم، حسب عباس حسن والأخذ برأيهم أولى في رأيه بخلاف البصريين الذين يخصون الحكم السابق بالضرورة، ومن شواهد الكوفيين على ذلك قوله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ﴾ [الأنعام، الآية 59]، وقوله: ﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ [القيامة، الآية 15]. فمفاتح  جمع مفتاح، وقياسه مفاتيح، ومعاذير جمع مَعذِرة وقياسه مَعَاذِر.

وعند زيادة الياء يجب مراعاة ألا يكون الجمع منتهيا بياء مشدّدة –كما سبق- كالتي في "كرسيّ"، كما يجب عند حذفها مراعاة أن ذلك لا يؤدي إلى تجاوز متماثلين، كما في جمع "جِلباب" على "جلابيب"، إذ أن الحذف –هنا- ينجرّ عنه تجاور الباءين مما يقتضي الإدغام الواجب، وهذا غير ممكن في هذه الكلمة لأنه يؤدي إلى لبس المعنى وعدم معرفة الأصل..

- وأيضا يجوز الإتيان بتاء التأنيث –وحدها- تعويضا عن المحذوف مما كان أصله في المفرد ألفا خامسة، أو ياء في صيغة منتهى الجموع –كما أشرنا إليه سابقا- نحو: حَبانِطة جمع حبنطي، وقَنَادِلة جمع قنديل.

2- حكم المماثل لفعالل وشبهه، إذا كان آخره حرف علّة

- ما جاء معتل الآخر من جموع التكسير، مماثلا لـ: "فعالل" أو شبهه، نحو: مَصَّافٍ ومَدَاع، جمع مصطفى، ومُستدع فإنه يجري عليه ما يجري على المنقوص من صيغ منتهى الجموع التي بعد ألف تكسيرها خرفان كجَوار ودواعٍ، وتَوامٍ جمع جارية، وداعية، ونامية، أما إن زيدت الياء قبل الخير عوضا عن المحذوف فيجوز أن يقال: مصافيّ  ومَداعِيّ، بياء مشدّدة، نشأت من إدغام ياء العوض في الياء الأصلية للكلمة (لا مها)ثم تحذف إحداهما للتخفيف، فإن حذفت الثانية المتحركة صارت الكلمة: مصافِي، ومَداعي، ثم تحذف الياء ويعوضها التنوين، فتصبح: مصافٍ، ومداعٍ، ونوامٍ، وجوارٍ، أما إن حذفت الأولى الساكنة فتقلب الثانية المتحركة ألفا لفتح ما قبلها، فتصير: مصافَى، ومداعَى.

3- جمعُ جمعِ التكسير ومنه صيغة منتهى الجموع

       ذهب أكثر النّحاة إلى جمع ما يدل على القلة من الجموع جائز دون ما يدل على الكثرة، غير أنّ الحاجة قد تدعو إلى جمع جمع الكثرة كما تدعو إلى تثنيته، فيقال في جماعتين من الجمال –مثلا- جِمالان، كما يقال في جماعات منها: جِمالات ورِجالان لمثنى رجال ورِجالات لجمعه، والقاعدة المتّبعة في جمع هذا الجمع هي نفسها التي اتّبعناها في جمع المفرد وهي: النظر إلى ما يشاكله من الآحاد (المفردات) في عدد الحروف والحركة والسكون، فيكسّر بمثل تكسيره، أي بمقابلة المتحرّك من حروفه بالمتحرّك في الآخر  والساكن بالساكن من غير اعتبار لنوع الحركة، فقد يكون أحد حروف أحدهما مفتوحا والآخر مما يقابله مضموما، المهم مراعاة الترتيب في ذلك، فنقول في أَعْيُن: أَعَايِن، تشبيها بأَسْوَد أَسَاوِد، وفي أقوال: أَقَاوِيل تشبيها بإِعصار أَعاصِير، وفي غَرْبان: غرابين أو "مفاعيل" أو "فَعَلَة" أو فُعَلَة لأنه لا شبيه له في الآحاد (المفرد).

4- فائدة جمع التكسير ومنه صيغة منتهى الجموع

       لجمع التكسير بعامة وصيغ منتهى الجموع فائدة صرفية تتمثّل في معرفة أصول الأسماء، إذ إنه مثل التّصغير يرد الكلمات أو بالأحرى الأشياء إلى أصولها، مثل: قيرَاط وقراريط، فهذا الجمع يدل على أنّ أصل الياء راء، وأصل المفرد قِرَّاط ومثله دينار ودنانير، كما أنّ له أخرى لا تقل أهمية عن الأولى وبخاصة فيما نحتاجه الآن عند استعمالنا لألفاظ مولدة أو وافدة علينا من العجمية أو غير العربية بعامة، إذ إننا نقيس جمعها على الجموع التي استقصاها الأقدمون. 



* الهبرية: قشر في شعر الرأس أو ذرّات القطن والدقيق المتطاير.

* العرقوة: الخشبة المعترضة على رأس الدلو.

* الحبنطي: كبير البطن.

* الذفرى: موضع خلف أذن البعير يشرح منه العرق.

* الزبرج: من معانيه: الذهب والزهر، والسحاب الرقيق الذي يخالط لونه حمرة.

* السبطر: الطويل، الشهم، اللسان الحاد.

* الجحمرش: المرأة العجوز.

* شبه فعالل: هو كل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان كمفاعل وفواعل وفياعِل، وأفاعل، أي هو ما شابه فعالل أو ماثلهة عددا وهيئة،وإن خالفه وزنا.

* اليعملة: الناقة النجية المطبوعة على العمل.

* اليحموم: الدخان الشديد السواد، والأسود من كل شيء.

* الإضبارة: الحزمة من الكتب والسهام.

* فعالل وشبهو: يعبّر عه أحيانا بالجمع المماثل في صيغته لصيغتي: "مفاعل ومفاعيل".

Last modified: Wednesday, 10 January 2024, 9:41 PM